محسوب على التيار الإسلامي ومنشق على حزب الترابي
الخرطوم توضح ملابسات اغتيال رئيس تحرير quot;الوفاقquot;


نبيل شرف الدين من القاهرة: خرجت وزارة الداخلية السودانية عن الصمت الذي التزمت به منذ الإعلان عن اختطاف ثم اغتيال الصحافي محمد طه، رئيس تحرير صحيفة (الوفاق) اليومية المستقلة، وقالت في بيان أصدرته اليوم الخميس إن التحريات التي أجرتها أجهزة الأمن حول ملابسات الواقعة تشير إلى أن الاغتيال تم بطريقة بالغة البشاعة، وجرت وقائعه في حوالى الساعة الثانية والنصف من صباح الأربعاء، حيث قام الجناة بنحر محمد طه بعد شد وثاق يديه وقدميه بحبل متصل بينهما .

وأوضح بيان الداخلية السودانية أنه تم توجيه الجثة عكس اتجاه القبلة ووضع الرأس أعلاها، مما يوحي بأن الجناة ربما يكونوا إسلاميين، لحرصهم على وضع الجثة عكس اتجاه القبلة، بالنظر إلى اعتبار الفقيد quot;زنديقاًquot; كما سبق واتهمه متطرفون في السودان، وذلك على الرغم من كون الصحافي المغدور محسوباً على التيار الإسلامي، غير أنه اشتهر أيضاً بآرائه المستقلة .

وأشارت الداخلية السودانية في بيانها إلى أن واقعة القتل البشعة التي في منطقة الكلالكة شرق الى الشمال من مباني شرطة الاحتياط المركزي جنوب الخرطوم .

إسلامي مستقل
وأوضح بيان الداخلية السودانية أن فرق البحث الجنائي أجرت معاينة وفحصت الآثار في مسرح الجريمة باستخدام الكلاب البوليسية، وأن قوات الأمن مازالت توالي تحرياتها لكشف ملابسات الحادث والقبض على الجناة بأسرع وقت ممكن .

وتجدر الاشارة الى أن عملية اغتيال الصحافي محمد طه تعد الثانية من نوعها في تاريخ الصحافة السودانية منذ نشأتها، حيث كانت الأولى عندما اختطف الناشر والصحافي محمد مكي ناشر صحيفة (الناس)، وذلك إثر اختطافه في بيروت عام 1970 بوساطة نظام quot;مايوquot;، عندما استعانت السلطة آنذاك ببعض العناصر الفلسطينية الراديكالية وتم اختطافه من أمام فندق quot;الحمراء الجديدquot; في بيروت عقب خروجه من لقاء مع الشريف حسين الهندي في الفندق .

والصحافي المغدور يعد من أكثر الصحافيين إثارة للجدل في السودان، وكان قد تعرض للمحاكمة نهاية العام الماضي بتهمة الردة، وكان قد عرف عنه منذ دراسته الجامعية انتماؤه إلى الاتجاه الإسلامي وعمل في منتصف الثمانينات مديرا لتحرير صحيفة quot;الرايةquot; الناطقة بلسان حزب الجبهة الإسلامية القومية التي أسسها حسن الترابي، لكنه ما لبث أن دخل في معركة حادة مع الترابي ومع رموز حكومة الرئيس عمر البشير بعد وصول الإسلاميين إلى السلطة، ورغم أنه يعتبر من أبرز كوادر الإسلاميين، عرف بالاستقلالية في آرائه ما كان يتسبب في خلافات حادة مع قيادة الحزب .

وأصدر طه صحيفة الوفاق في العام 1996 بعد السماح بصدور الصحف المملوكة لشركات، وكانت لفترة إحدى أكثر الصحف انتشارا، وقد خاض رئيس تحريرها العديد من المعارك الضارية مع الحكومة والمعارضة على حد سواء .