سكينة اصنيب من نواكشوط : تعاني موريتانيا من نسبة مرتفعة في صفوف وفيات الأطفال حيث تسجل 747 حالة وفاة من كل مائة ألف ولادة حية في هذا البلد، وتطمح الدولة الى وضع استراتيجية للبرنامج الوطني للصحة الانجابية تهدف الى تقليص هذه النسبة وذلك من خلال العمل على تطوير الخدمات في مجال الصحة الانجابية.
وفي هذا الصدد انطلقت اليوم بنواكشوط أعمال ورشة خاصة بإقرار خطة عمل البرنامج الوطني للصحة الإنجابية في موريتانيا لسنة 2007، وترمي هذه الورشة الى دراسة مشروع الصحة الإنجابية في ولاية الترارزة الممول من قبل التعاون الأسباني وتحليل وتشخيص وضعية الصحة الإنجابية في موريتانيا بشكل عام. وتهدف هذه الورشة التي يشارك فيها ممثلون عن صندوق الأمم المتحدة للسكان والديوان الوطني التونسي للأسرة والعمران البشري والوكالة الاسبانية للتعاون الدولي وعدد من العاملين والمهتمين بمجال الصحة الانجابية في موريتانيا، الى المصادقة على برنامج العمل الخاص بالصحة الانجابية في موريتانيا. ويتضمن البرنامج تقديم عروض عن أهم التحاليل الميدانية عبر المعطيات وتشخيص نقاط الضعف والقوة في البرنامج والخطوط العريضة له في ولاية الترارزة بالتعاون مع الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي خاصة على صعيد الحد من وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة.
وسيعكف المشاركون خلالها على تدراس الصعوبات التي يواجهها هذا المجال في الولايات الداخلية وعلى المستوى المركزي. وقد توزع المشاركون الى ثلاث مجموعات، عنيت أولاهما بالجانب السياسي والمؤسسي للصحة الإنجابية والثانية بالمكاسب التي تحققت على صعيد الحد من وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة والأخيرة بالإعلام والتهذيب والاتصال وتغيير العقليات في هذا المجال. كما استمع المشاركون الى عرض عن تدخلات التعاون الأسباني على صعيد الصحة الإنجابية لأول مرة في ولاية الترارزة ودور الديوان الوطني التونسي للأسرة والعمران البشري في دعم جهود وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية في هذا المجال. وقد أكد الدكتور محمد ولد اعل التلمودي الأمين العام لوزارة الصحة والشؤون الاجتماعية في كلمة باسم وزير الصحة ان مجال الصحة الانجابية تحظى بعناية خاصة من قبل الوزارة حيث أنه يشكل إحدى أولويات السياسة الوطني للصحة للفترة من 2006 الى 2015.
واضاف ان هذه الورشة ستتيح للمشاركين التعرف عن قرب على وضعية الصحة الانجابية في موريتانيا وستظهر بجلاء نقاط القوة التي ينبغي الاحتفاظ بها وتعزيزها ونقاط الضعف التي يجب اتخاذ القرارات اللازمة لتصحيحها. وأوضح ان من شأن هذه الورشة اعطاء دفع جديد للبرنامج الوطني للصحة الانجابية وتمكينه من بلوغ الاهداف المرسومة له خاصة على صعيد خفض نسبة وفيات الامهات وحديثي الولادة والعناية بصحة المراهقين والوقاية من انتقال فيروس نقص المناعة المكتسبة (السيدا) من الأم الى الجنين، مبينا في هذا السياق أهمية تباعد الولادات وتطوير الكفاءات وولوج التقنيات.
التعليقات