نيويورك، الولايات المتحدة: ترأست وزيرة الخارجية الأميريكية كوندليزا رايس اجتماعاً طارئاً الجمعة على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة لتنسيق الجهود الدولية لنشر قوات دولية في إقليم دارفور وسط معارضة قوية من الحكومة السودانية. وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية، شون ماكورماك إن هدف المشاورات هو تحديد الموقف الدولي الراهن وتنسيق الجهود الدبلوماسية بهدف نشر قوات دولية في الإقليم الغربي.

ويتحدث المسؤولون الأميريكيون عن فرض عقوبات على أعضاء الحكومة السودانية منها تجميد أرصدتهم وفرض حظر على تنقلاتهم فضلاً عن تحديد منطقة عدم طيران كخيارات محتملة مع استمرار رفض حكومة الخرطوم السماح لقوات الأمم المتحدة تولي مهام حفظ السلام في دارفور من قوات الاتحاد الإفريقي المرابضة هناك حالياً.

وأجاز قرار مجلس الأمن الدولي في 31 أغسطس/آب الفائت تشكيل قوة حفظ سلام دولية في دارفور إلا أن الرئيس السوداني عمر البشير، جدد هذا الأسبوع، رفضه القاطع لتلك القوة التي تقول الخرطوم أنها تمس سيادة الدولة. وأتهم البشير أمام حشد من الصحفيين الثلاثاء إسرائيل بقيادة حملة دعائية ضد السودان وجدد رفضه للقوة الدولية قائلاً quot;نرفض قطعياً.. وتحت أي ظرف نقل المهام من القوة الأفريقية.quot; ووصف الجهود الدولية القائمة لنشر قوات حفظ سلام دولية في الإقليم بالـ quot;محاولة لتفتيت السودان.quot;

هذا وقد أعلن الاتحاد الإفريقي الأربعاء تمديد عمل القوات الإفريقية في إقليم دارفور جنوب السودان، حتى نهاية العام الحالي. وقال رئيس بوركينا فاسو بليز كامباوري- الذي يترأس مجلس الأمن والسلم للاتحاد الأفريقي، عقب اجتماع للأعضاء المتواجدين في نيويورك للمشاركة بالدورة الـ61 للجمعية العامة للأمم المتحدة- أن الأمم المتحدة ستزود القوة بالدعم اللوجستي والمادي لإنجاز المهمة، رغم أن حكومة الخرطوم مازالت تعارض حلول قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة مكان القوة الإفريقية.

وكان الرئيس الأميريكي جورج بوش وصف خلال كلمته أمام الجمعية العمومية الثلاثاء ما يشهده دارفور بالإبادة وطالب المجتمع الدولي بالتحرك في حال رفض حكومة الخرطوم نشر قوات دولية في الإقليم الغربي. وأشار قائلاً quot;دولتنا وصفت تلك المذابح الجماعية بواقع الحال وهي: إبادة.. على العالم أن يقدم المزيد من المساعدات الإنسانية وتقوية القوات الإفريقية التي قامت بعمل جيد ولكنه ليس بالكاف لحمايتكمquot; موجهاً حديثه إلى سكان دارفور. وتحدث عن رفض quot;نظام الخرطومquot;، وحتى اللحظة، دخول القوات الدولية بموجب قرار مجلس الأمن الدولي في 31 أغسطس/آب مطالباً الأمم المتحدة بالتحرك حال استمرار الرفض السوداني، أضاف بالقول quot;حياتكم.. ومصداقية الأمم المتحدة على المحك.quot;

وقال بوش لاحقاً في حديث لـCNN quot;نتخوف من وقوع المزيد من الضحايا هناك حالياً.. لا يعود ذلك فقط لعدم تواجد قوات الأمم المتحدة هناك.. بل نحتاج إلى وقف لإطلاق النار.. كما نحتاج أن تسحب الخرطوم قواتها من المنطقة لأن ذلك يؤجج الأوضاع هناك.quot;

وينشر الاتحاد الأفريقي قوة قوامها 7 آلاف جندي في الإقليم الغربي، إلا أن شح التمويل وافتقاد التجهيزات اللازمة قوضا جهودها في تأمين المنطقة. واندلع النزاع في الإقليم الشاسع برفع القبائل الأفريقية الأصل السلاح بمزاعم مركزية حكومة الخرطوم التي يسيطر عليها العرب، وبدورها دفعت الحكومة بمليشيات الجنجويد لقمع التمرد المسلح. وتواجه المليشيات تهماً بارتكاب جرائم واسعة خلال المواجهة.وأدى النزاع المسلح إلى مقتل قرابة 180 ألف شخص ونزوح حوالي مليوني من قراهم فيما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ كارثة إنسانية.