واشنطن: أصدر الجيش الأميركي أمرا لقياداته في أوروبا quot;حتى يكونوا مستعدين لتنفيذ البدائلquot; لقاعدة إنجرليك الاستراتيجية الأمريكية في تركيا، في حال قررت أنقرة إغلاقها، وفقا لمسؤولين عسكريين أمريكيين رفيعي المستوى. وقال المسؤولان ان الأمر quot;الاحتياطيquot; صدر قبل أيام، ويعدّ خطوة مبدئية لضمان استمرار الإمدادات والعمليات اللوجيستية للقوات الأميركية.

وقد بدأ الجيش الأميركي مؤخرا في تقييم الخيارات اللوجيستية البديلة، ومن بينها الأردن، والكويت، حال فرض الحكومة التركية قيوداً على التسهيلات المقدمة للولايات المتحدة لإمداد عملياتها العسكرية في العراق، ومنها حق استخدام المجال الجوي، وقاعدة quot;أنجلريك.quot;

وكانت الحكومة التركية قد هددت باللجوء إلى هذه الخطوة على ضوء قرار مجلس النواب الأمريكي باعتبار مجزرة الأرمن، إبان العهد العثماني، خلال الحرب العالمية الأولى quot;إبادة جماعية.quot; وقال أحدهم في هذا السياق: quot;الاحداث تفرض أن نبحث عن خطط أكثر تفصيلاً حال تقليص أو وقف التسهيلات التركية،quot; مشيراً إلى أن تركيز البنتاغون ينصب في إيجاد طُرق لشحن الإمدادات والتجهيزات العسكرية الضرورية للجيش الأمريكي المتواجد في العراق.

وعبّر وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، عن معارضته لتمرير مشروع القرار حول الأرمن بسبب الارتباط الكبير لقواته في المنطقة بقاعدة أنجرليك، ولاسيما من حيث يسر استخدام الطرقات في تركيا. وأوضح أن سبعين في المائة من الشحنات الجوية العسكرية والوقود إلى الجيش الأمريكي في العراق تمر عبر تركيا. كما أضاف أنّ ثلث الوقود الذي يتمّ استخدامه يمرّ أو يأتي من تركيا، فضلا عن 95 بالمائة من المدرعات المضادة للألغام، التي تعمل في العراق تأتي من ذات المصدر.

ويشير موقع Globalsecurity.org، المختصّ بالمسائل العسكرية، إلى أنّ قاعدة أنجرليك تتمتّع بموقع استراتيجي مهمّ جدا بحكم قربها من نقاط النزاع، مثل العراق وإيران. وأضاف أنّ القاعدة توفّر مدرجا طوله 10000 قدم، وآخر بديلا طوله 9000 قدم، فضلا عن 57 مأوى مجهز للطائرات.

ووفقا لمجموعة جين للإعلام فإنّ للجيشين الأميركي والبريطاني وحدات في قاعدة أنجرليك، فضلا عن طائرات مثل C-130 وF-16 فالكون، وF-15 إيغل، وجاغوار وKC-135، فضلا عن معدات ووسائل شحن أخرى. ويشار إلى أن البنتاغون بدأ مسبقاً، ومع تراجع أعداد القوات الأمريكية المرابطة في آسيا الوسطى خلال السنوات القليلة الماضية، في النظر في خيارات بديلة عن تركيا، نظراً لتنامي الاعتماد على تلك الدولة.