بروكسل: حث وزراء خارجية دول الاتحاد الاوربي ألبان كوسوفو على عدم التعجل بإعلان الاستقلال من جانب واحد بعد الانتخابات التي اعلن زعيم الحزب الديمقراطي هاشم تاتشي الفوز بها. وكان تاتشي قد وعد في خطاب امام أنصاره بإعلان استقلال كوسوفو رسميا عن صربيا بعد العاشر من الشهر المقبل وهو الموعد النهائي الذي حددته الأمم المتحدة للألبان والصرب للتوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل الإقليم.

وكانت لجنة مراقبة الانتخابات اعلنت أمس حصول الحزب الديمقراطي على 34 % تلاه حزب العصبة الديمقراطية الذي سيطر على الحياة السياسية منذ استقلال كوسوفو، جاء في المرتبة الثانية بفوزه بـ 22%. وطلب الوزراء الاوروبيون عقب محادثاتهم في بروكسل من تاتشي الانتظار حتى انتهاء المحادثات بين الأغلبية الألبانية في الإقليم والأقلية الصربية التي تريد أن يظل الإقليم جزءا من صربيا.

وقال وزير الشؤون الاوروبية البريطاني جيم مورفي إن أي إعلان استقلال يجب ان يتم بالتنسيق مع المجتمع الدولي مؤكدا ان الاستقلال بدون دعم اجنبي قد يؤدي لعزلة الاقليم. وأضافquot; كوسوفو يجب ان تحصل على الاستقلال ولكن يجب ألا يكون ذلك بإعلان غير مدروسquot;. وأوضح الوزير في تصريحات للصحفيين أن عشرين دولة حتى الآن من بين دول الاتحاد ال27 تؤيد استقلال إقليم كوسوفو. وأشار إلى ضرورة التوصل إلى اقصى درجة من الوحدة داخل المجتمع الدولي في التعالم مع هذه المسألة.

جهود دبلوماسية
من جهته اكد المنسق الاعلى للسياسية الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ان استقلال كوسوفو رسميا يتطلب استعدادات خاصة.

كما اكد وزير خارجية السويد كارل بيلدت ضرورة تجنب الاجراءات المفاجئة للحفاظ على استقرار منطقة البلقان.

اما روسيا فهي تؤيد بقوة الموقف الصربي الرافض لاستقلال الإقليم الذي تؤيده الولايات المتحدة، ونجحت موسكو حتى الان في عرقلة اتخاذ مجلس الامن قرارا بمنح الإقليم حكما ذاتيا موسعا تحت إشراف دولي.

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن التوصل لحل توافقي أفضل لجميع الاطراف بما في ذلك روسيا.

وتقود ألمانيا جهود وساطة بين الولايات المتحدة وروسيا وزعماء الصرب وألبان كوسوفو. لكن المراقبين استبعدوا تحقيق انفراجة كبيرة خاصة في ضوء مقاطعة الصرب في إقليم كوسوفو للانتخابات.

مخاوف إقليمية
يشار إلى ان خمسة دول اوروبية على الأقل تخشى من ان يشجع استقلال إقليم كوسوفو نزعات انفصالية آخرى في البلقان. ونبه المحللون إلى أن إقليم كوسوفو نفسه قد يكون أول ضحايا هذه الموجة من الحركات الانفصالية إذا ما قررت الأقلية الصربية في شمال الإقليم الانشقاق عنه لتنضم إلى صربيا ذاتها.

وقد تكون البوسنة الضحية الثانية في نظر محللين، حيث تدعم صربيا جمهورية الصرب البوسنية ضد محاولات الغرب تقريبها من الدولة المركزية التي تضمها إلى جانب مواطنين من أصول كرواتية ومسلمة.

ويُذكر أن الأمم المتحدة تدير كوسوفو منذ عام 1999 بعدما طردت قوات حلف شمال الأطلسي quot;الناتوquot; القوات الصربية من الإقليم الذي يظل رسميا جزءا من صربيا.