إعتدال سلامه من برلين: بعد انهيار المعسكر الشرقي وبالتحديد الاتحاد السوفياتي وأعداد اليهود في المانيا في ازدياد . فهم يحصلون الى الان على تأشيرات دخول الى اسرائيل لكنهم يمضون هناك بضعة اشهر او سنة الى حين حصولهم على جواز سفر اسرائيلي ليتوجهوا بعد ذلك الى المانيا، لسهولة الدخول اليها ولما توفره السلطات الالمانية من امتيازات لليهود خاصة من اوروبا الشرقية. واسباب مغادرتهم لاسرائيل خاصة الشباب، كثيرة منها الاوضاع الامنية المتدهورة وعدم حصولهم على ما وعدوا به من فرص عمل وحياة افضل. وعندما يغادرون يرسلون هذه الاخبار الى الوطن وهذا يدفع العديد ممن يفكر بالهجرة الى ارض الميعاد اعادة النظر وسلوك الطريقة نفسها كما الباقين ، أي الذهاب الى اسرائيل اولا ثم التوجه من هناك الى المانيا او غيرها.

ووصل عدد اليهود في المانيا من الاتحاد السوفياتي سابقا الى حوالى 200 الف ، الا ان نمط حياتهم السابق ما زال مؤثرا فيهم وهذا ما تشتكي منه الجمعيات اليهودية في المانيا، لانه من وجهة نظرها يجعل الجيل الشاب وما بعده يلاقي مستقبلا صعوبات في الاندماج مع المجتمع اليهودي الالماني.

ونتج من مواصلة مؤاثرة اليهود الاتين من شرق اوروبا العيش معا الى نشوء تجمعات يهودية اصبحت اماكنها معروفة مثل حي فيلمرزدور شارلوتنبورغ في برلين ويسكنه يهود اوكرانيا وروسيا.ومن يسافر في قطارات الانفاق او ينتظر حافلة في حي شارلونتبورغ على سبيل المثال تلفت نظره مجموعات الشباب التي تتحدث الروسية او الاوكرانية ونادرا ما يرافقون شبانا المانا او اجانب.

واشتكت مؤسسات المانية من احجام الجالية اليهودية الاتية من اوروبا الشرقية عن الاندماج في المجتمع الالماني كما تطالب الجاليات الاخرى، لان هذا يعني تشكيل مجتمع يهودي شرقي داخل المجتمع الالماني لا يلتقي بالافكار مع الجالية اليهوية الالمانية، وهناك الان محلات تجارية خاصة ومراقص ومطاعم يهودية روسية واوكرانية .

في الوقت نفسه لا يبقى العديد من الشباب اليهود السوفيات سابقا في المانيا، فحسب آخر احصائية لمركز موزس ماندلسون في مدينة بوتسدام اتى عام 2002 وحده قرابة 20 الف مهاجر يهودي من اوروبا الشرقية، الا ان بضعة الالاف منهم فضل مواصلة السفر الى الولايات المتحدة الاميركية، والسبب في ذلك صعوبة اللغة الالمانية او تفضيل نمط الحياة الاميركية خاصة لمن له اقارب هناك. وهذا يهدد الجالية اليهودية من الاتحاد السوفياتي سابقا بفقدان الجيل الشاب فيها والتهديد بزوالها مع الوقت.