يوسف عزيزي من طهران: أكد نائب الرئيس الإيراني السابق عبدالله رمضان زادة إن الأخطار الناجمة عن عدم كفائة المسؤولين وأدائهم غير العملي يهدد اليوم البلاد أکثر من الخطر الآتي من الخارج. وتساءل رمضان زادة الذي كان يتحدث في جامعة الأهواز قائلا: لماذا تدهورت الأوضاع الاقتصادية للشعب أکثر فاكثر خلال العامين ونصف العام الماضية وذلك بالرغم من إيرادات النفط الهائلة التي بلغت 185 مليار دولار والتي لامثيل لها في تاريخ إيران.

وأشار إلي الظروف القائمة والأخطار التي تواجه ايران قائلاquot; يشعر اليوم الجميع بالخطر فعندما يتحدث کبار الضباط العسکريين في البلاد عن قدرات إيران للمواجهة، يتحدثون أيضا عن الخطر الذي يواجه البلاد، مما يظهر أن البلاد تتعرض لمخاطر حرب ثانية حقيقة. ووصف رمضان زاده الظروف السياسية والأمنية التي تسود البلاد بأنها غير مناسبة وتشهد تراجعا مقارنة مع السنوات الماضية.

وحول أسباب هذا الامر قال نائب الرئيس السابقquot; أعتقد أن الشريحة التي کانت تحرک المجتمع اغتاضت مع السياسة في فترة زمنية ما وذلک لأسباب مقبولة أو غير مقبولة مما أدي إلي سيطرة أقلية في المجتمع علي شؤون البلاد وهذا أمر هام مفاده إنه اذا ابتعدتم عن السياسية فلن تتحسن الأمور بل يؤدي ذلک إلي سلطة الأقلية. وقالquot; إن حکومة أحمدي نجاد تعتبر من الحکومات الأقل ثباتا منذ قيام الثورة الإيرانية.

واشار رمضان زادة الى ما وصفه بانتهاك مبدأ العزة في السياسة الخارجية الايرانية قائلا: قدمت (حكومة احمدي نجاد) دعوة لملك البحرين لزيارة ايران لكنه لم يقبل، ومن ثم قالوا للبحارنة ابعثوا وزير خارجيتكم، فلم يقبلوا ايضا. فعندها نقول اننا لسنا متكبرين ونذهب الى البحرين و نصف ذلك بالعزة. واضاف: في مجال اخر يزور الرئيس الروسي بوتين طهران ويفخرون بذلك. فهم (احمدي نجاد وحكومته) يقولون لبوتين متسائلين: نحن نشتري منكم الاسلحة و الطائرات الرديئة والمستعملة فهل انتم مستعدون ان تواعدونا بتوفير الوقود النووي لمحطة بوشهر النووية. فيرد عليهم بوتين قائلا انني كنت في طفولتي اقطع الوعود لأمي لكن الان لن اقطع وعدا لأحد.

وتأتي تصريحات النائب السابق لخاتمي في إطار الحملة الانتخابية التي بدأها الاصلاحيون مبكرا حيث اخذوا ينتقدون حكومة الرئيس احمدي نجاد أكثر من السابق بسبب الظروف المواتية التي تسبق عادة كل انتخابات في ايران.

رجال دين يحذرون من استشراء الفساد في مدينة قم

وفي سياق آخر حذر أحد أساتذة الحوزة الدينية في مدينة قم اية الله محسن غرويان إزاء الأوضاع الاجتماعية و الثقافية في هذه المدينة التي تضم اكبر حوزة دينية للشيعة بعد مدينة النجف في العراق. وقال غرويان: إن ما يجري في مدينة قم وخاصة أوضاع الشباب لايليق أبدا بمدينة مقدسة کمدينة قم. وتطرق غرويان إلي الإحصاءات التي تشير إلي ارتفاع عدد المصابين بمرض الايدز في مدينة قم قائلا: تشهد المدينة توسعا في ارتکاب الجرائم حيث وجه علماء الدين تحذيرات عديدة إلي المسؤولين في قم بهذا الخصوص.

وأوعز غرويان أسباب استشراء مظاهر الفساد في مدينة قم إلي أن المدينة تضم قوميات و ثقافات مختلفة حيث يشکل المهاجرون غالبية سکانها. و أكد اية الله غرويان: إن فرض قيود عديدة على الناس في قم ساعد في خلق الاجواء الراهنة. هذا وناشد أحد المراجع التقليد في إيران آية الله مکارم شيرازي المسؤولين أن يولوا اهتماما أکبر بالحفاظ علي اعتبار و مکانة مدينة قم. وأضاف مكارم شيرازي أن مدينة قم تؤدي حاليا دورا مؤثرا في صيانة الإسلام والتشيع والنظام ولذا يجب أن ننتبه كي لا تتعرض للآفات الاجتماعية. وأکد شيرازي علي قيام رجال الدين ووسائل الإعلام وقوات الشرطة بانشطة ثقافية أکثر من السابق لإبطال مفعول مخططات الأعداء.