منذر الكسار
مدريد: حذرت الاستخبارات السورية من تسليم منذر الكسار المتهم بتهريب السلاح إلى الولايات المتحدة بحسب ما ذكرت اليوم الاثنين صحيفة quot;ال موندوquot; الاسبانية نقلا عن مذكرة للاستخبارات الاسبانية، وتعتقد الاستخبارات الاسبانية ان الجنود الاسبان المنتشرين في لبنان في إطار قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) قد يستهدفون في حال تسليم الكسار، وفق الصحيفة.

وأضاف المصدر نفسه أن اللواء آصف شوكت رئيس الاستخبارات العسكرية السورية كتب الى نظيره الاسباني quot;اذا كنتم تعتقدون اننا سنغض النظر عن الاهانة التي سيلحقها شرطيون من أميركا الشمالية باخينا (منذر الكسار)، فإنكم لا تعرفوننا جيدا ولستم اصدقاء الشعب السوريquot;.

وسمح القضاء الاسباني في 13 ديسمبر/كانون الأول بتسليم منذر الكسار الى الولايات المتحدة بعدما اشتبه القضاء الامريكي بأن الاخير اراد بيع اسلحة الى متمردي quot;فاركquot; في كولومبيا. ويقيم الكسار منذ نحو عشرة اعوام في اسبانيا.

واوردت quot;ال موندوquot; ان قرار التسليم النهائي يعود الى مجلس الوزراء الاسباني الذي قد يتخذه الجمعة، وبحسب مذكرة الاستخبارات التي اشارت اليها الصحيفة والمؤرخة في نهاية يوليو/تموز, فقد صدرت عن اللواء شوكت تهديدات مبطنة خلال لقائه وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس, وذلك عبر تأكيده ان الولايات المتحدة ليست الجهة التي تضمن حماية الكتيبة الاسبانية المنتشرة في جنوب لبنان.

وينتشر نحو 1100 جندي اسباني في لبنان في اطار قوة اليونيفيل منذ نهاية النزاع العسكري بين اسرائيل وحزب الله الشيعي في صيف 2006. وقتل ستة من هؤلاء في 24 يونيو/حزيران الفائت في اعتداء. واعتقل منذر الكسار في الثامن من يونيو/حزيران في مطار مدريد تنفيذا لمذكرة توقيف أصدرتها المحكمة الفدرالية في منطقة جنوب نيويورك.

ويؤكد الكسار أن ما يؤخذ عليه من تهم ليس في الواقع سوى عملية بيع قانونية للسلاح إلى غواتيمالا. ويواجه الكسار -الملقب بأمير ماربيا بسبب نمط حياته الباذخ- خطر الحبس مدى الحياة في حال ثبوت التهم الموجهة إليه.وبحسب مذكرة الاستخبارات التي أشارت إليها الصحيفة والمؤرخة في نهاية يوليو/تموز، فقد صدرت عن اللواء شوكت تهديدات مبطنة خلال لقائه وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس، أكد فيها أن الولايات المتحدة ليست الجهة التي تضمن حماية الكتيبة الإسبانية المنتشرة في جنوب لبنان.

اعتقال الكسار

واعتقل الكسار الملاحق من القضاء الأميركي في مطار مدريد فيايلول عام2006. وجاء في بيان وزارة الداخلية وقتها ان محكمة في جنوب نيويورك تشتبه في قيام منذر الكسار quot;بتأمين المساعدة والإمكانات المادية لمنظمة إرهابية وبالتآمر لقتل مواطنين ومسؤولين أميركيين وامتلاك واستخدام صواريخ مضادة للطيران وتبييض أموالquot;. ولم يكشف عن اسم المنظمة الإرهابية التي يشتبه في ان تاجر الأسلحة المفترض ساعدها.

ولاقى اعتقال الكسار يومها ترحيباً أميركياً، وقالت السفارة الأميركية في بيان إن رجلين آخرين وهما طارق موسى الغازي ولويس فيليب مورينو اعتقلا في رومانيا بتهمة التآمر لبيع أسلحة تقدر قيمتها بملايين الدولارات لمتمردي القوات المسلحة الثورية في كولومبيا المعروفين باسم فارك. وقالت السفارة quot;الكسار والمعتقلان الآخران متهمون بالتآمر لبيع أنظمة صواريخ سطح - جو وقاذفات صاروخية وآلاف البنادق الآلية وملايين من طلقات الذخيرة لفاركquot;.

قدم شكوى ضد رفعت الأسد

وكان منذر الكسار تقدم عام 2006 في اسبانيا بشكوى ضد رفعت الأسد، عم الرئيس السوري بشار الأسد، واتهمه فيها باختلاس أموال من جمعية مالكين في مارينا. وكان تاجر الأسلحة السوري المفترض موضع تحقيقات قضائية في سويسرا والأرجنتين. وحصل الكسارعلى الجنسية الأرجنتينية في ظروف مريبة بفضل علاقاته مع الرئيس الأرجنتيني السابق كارلوس منعم (1989 - 1999).

وفي سبتمبر ،2004 رفضت الأرجنتين طلبا من القضاء السويسري للحصول على معلومات عن الكسار بشأن مبيعات أسلحة أرجنتينية إلى الاكوادور وكرواتيا واتهم فيها كارلوس منعم نفسه. وكانت سويسرا طلبت في بداية يوليو معلومات من بيونس ايرس للتمكن من التحقيق في حسابات يملكها الكسار في سويسرا لدى بنك عودة اللبناني. وكانت هذه الحسابات قد جمدت في 1992 بناء على طلب الحكومة السويسرية اثر اعتقال الكسار في اسبانيا الذي كان يشتبه آنذاك في انه قام بتمويل عملية خطف الباخرة اخيل لاورو الإيطالية قبل سبعة أعوام بواسطة فريق كوماندوس فلسطيني. إلا ان القضاء الاسباني برأ الكسار في نهاية الأمر.