ندجامينا: رفضت الحكومة التشادية تسليم 6 من عمال الاغاثة الفرنسيين أُدينوا بمحاولة نقل أطفال أفارقة بشكل غير قانوني من تشاد الى فرنسا في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وصدر ضدهم حكم بالسجن 8 سنوات. وقال وزير العدل التشادي البيرت بهمي بديكي أنه لا يمكن تسليمهم لفرنسا دون موافقة السلطات القضائية الفرنسية كما أن باريس لم تتقدم بعد بطلب لتسليمهم.

وكانت الحكومة الفرنسية قالت إنها ستطالب السلطات التشادية بتسليمها المتهمين. وأعربت مصادر دبلوماسية في تشاد عن اعتقادها ان عملية التسليم قد تتم قريبا، رغم أن السلطات التشادية غير ملزمة بذلك. وكانت محكمة تشادية أصدرت الأربعاء حكما بالسجن ضد المتهمين. وحكمت المحكمة على الستة ايضا بدفع تعويضات لاسر الاطفال المعنيين قيمتها 9 ملايين دولار. وحكم ايضا على مواطن سوداني وآخر تشادي بالسجن أربع سنوات لكل منهما، بينما تمت تبرئة تشاديين آخرين.

جاء ذلك بعد أن كان المدعي العام في المحكمة الجنائية في تشاد قد طالب بالحكم بالسجن من سبع الى 11 عاما مع الاشغال الشاقة على الفرنسيين الستة وثلاثة تشاديين وسوداني كانوا متهمين في القضية. وقال متحدث باسم مؤسسة quot;سفينة زويquot; الخيرية الفرنسية التي كان يعمل لصالحها المدانون الستة انه quot;مشمئزquot; لصدور هذا الحكم. وادان محامو الفرنسيين الستة الحكم لكن دبلوماسيا كينيا أكد انهم حوكموا بعدل.

خطف أطفال

وكان الادعاء قد طلب من المحكمة إدانة المتهمين الفرنسيين بتهمة quot;محاولة خطف أطفال بهدف تغيير حالتهم المدنيةquot; وquot;التزوير واستخدام وثائق رسمية مزورةquot; وquot;الاحتيالquot;. وكان الفرنسيون قد اتُهموا بمحاولة نقل 103 أطفال من تشاد إلى فرنسا. وكان الفرنسيون الستة قد رفضوا التهم الموجهة ضدهم قائلين إنهم كانوا يسعون إلى انقاذ quot;أيتام من إقليم دارفورquot; المجاور لتشاد، لكن تبين فيما بعد انهم اطفال تشاديون، وانهم ليسوا ايتاما.

وقالت مؤسسة quot;سفينة زويquot; الخيرية إن موظفيها كانوا يقومون بعملية إخلاء الأطفال اللاجئين الذين تيتموا خلال أعمال العنف في دارفور، وبالتالي كان من الممكن أن يجدوا لهم العائلات التي تتمكن من تقديم الرعاية اللازمة لهم في أوروبا.

الفرنسيون الستة يبدأون اضرابا عن الطعام والماء

وبدأ الفرنسيون الستة quot;اضرابا عن الطعام والماءquot; لشجب الحكم، على ما اعلن محاموهم التشاديون الخميس. وكان الفرنسيون الستة بدأوا quot;اضرابا عن الطعامquot; في 8 كانون الاول/ديسمبر احتجاجا على بيان ادعائي بحقهم يضم quot;تهمةquot;. لكنهم واصلوا تناول الحساء والماء والسوائل المحلاة، وتدخين السجائر.

وقال المحامي جان برنار باداري quot;منذ صدور الحكم، توقفوا عن الشرب، واضربوا عن الطعام والماءquot;. واكد هذه المعلومة مصدر مقرب من الملف. وكان رئيس جمعية quot;آرش دو زويquot; اريك بروتو اعلن عشية افتتاح المحاكمة في نجامينا ان الفرنسيين الستة ينوون الاضراب عن الطعام حتى quot;اطلاق سراحهمquot;. واكد quot;اذا تم استردادنا كمدانين، فسنواصل ذلك في فرنساquot;.