الرئيسان الصيني والسوداني
الخرطوم: بدا الرئيس الصيني هو جينتاو الجمعة في الخرطوم محادثات رسمية تمحورت حول النزاع في دارفور (غرب) والعلاقات الثنائية في بداية زيارته الى السودان ثالث محطة من جولته الافريقية.وتحادث هو جينتاو الذي قامت بلاده في السنوات الاخيرة بحملة دبلوماسية واقتصادية كبيرة في دول افريقيا، مع نظيره السوداني عمر حسن البشير فور وصوله الى الخرطوم قادما من مونروفيا.

ونقل موقع الاذاعة الصينية الدولية الرسمية على شبكة الانترنت عن الرئيس قوله ان quot;على الاتحاد الافريقي والامم المتحدة ان يلعبا دورا بناء في حفظ السلام في دارفور وفي الاستقرار الاقليمي وفي تحسين ظروف حياة الناسquot;.وشدد هو جينتاو على ضرورة quot;احترام سيادة السودان وحرمة اراضيه والدعوة الى حوار على اسس المساواة لتسوية نزاع دارفور سلمياquot;.

واندلعت حرب اهلية في دارفور في شباط/فبراير 2003 قالت الامم المتحدة انها تسببت في سقوط 200 الف قتيل ونزوح مليوني نسمة.وبعد اللقاء منحت الصين الحكومة السوادنية اربعين مليون يوان (4 مليون يورو) لمساعدتها على تسوية ازمة دارفور سلميا وفق الاذاعة.لكن قبل ذلك اعلن وزير المالية السوداني الزبير محمد حسن ان هذه المساعدة مخصصة quot;لمشارع عدةquot; على حد قوله.

من جانبه اكد وزير الخارجية السوداني لام اكول ان اللقاء تناول بالخصوص العلاقات التجارية الثنائية.وتعتبر الصين المتعامل الاقتصادي الاجنبي الاول مع السودان الذي تشتري منه ستين بالمئة من انتاجه النفطي. وبلغ حجم المبادلات 9،2 مليار دولار خلال الاحد عشر شهرا الاولى من عام 2006.واستخدمت الصين مرارا في مجلس الامن الدولي حقها في الفيتو لرفض انزال عقوبات اضافية بنظام شريكها الاقتصادي.لكنها اذا قررت استخدام نفوذها من اجل السلام في دارفور فبامكانها ان توفق فيما فشلت فيه الضغوط الغربية منذ اشهر على ما يرى المحللون.واعتبر لاري روسان المنسق لمنطقة quot;سايف دارفور كواليشنquot; الدولية quot;اذا ضغطت الصين على الخرطوم فقد يؤدي ذلك الى نتائجquot;.

وكان موفد الرئيس الاميركي جورج بوش الى دارفور اندرو نتسيوس حاول اقناعها بذلك في كانون الثاني/يناير. وبعد زيارة الى الصين اعلن ان واشنطن وبكين ستتعاونان من اجل التوصل الى السلام عبر التفاوض.واعربت الخرطوم عن استغرابها ان تدفع الارادة الاميركية الصين الى التدخل في مساعي السلام بدارفور. ونفت بكين تعرضها لضغوط.ويحاول المجتمع الدولي اقناع البشير بالموافقة على نشر قوة تابعة للامم المتحدة في دارفور او على الاقل قوة مشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لتحل محل بعثة الاتحاد الافريقي المنتشرة في دارفور والتي تفتقر الى التجهيزات والتمويل.لكن السلطات السودانية ترفض نشر القبعات الزرقاء وان كانت توافق على ان تقدم الامم المتحدة مساعدة تقنية ومادية للبعثة الافريقية.

وخلال زيارة دولة تدوم يومين سيجري الرئيس الصيني محادثات مع النائب الاول للرئيس سلفا كيير ويوقع عدة اتفاقيات تجارية ويزور مصفاة نفطية ويلتقي ممثلين عن الجالية الصينية في السودان.
وبدا هو جينتاو جولته الافريقية في الكاميرون على ان يغادر الخرطوم السبت متوجها الى زامبيا ثم ناميبيا وجنوب افريقيا وموزمبيق وارخبيل سيشيل.