عبدالله الثاني توجه إلى الرياض
عامر الحنتولي من عمان-إيلاف من الرياض: علمت quot;إيلافquot; من مصادر دبلوماسية عربية رفيعة المستوى بأن الخطاب الذي سيلقيه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمام جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين يوم الجمعة المقبل خلال زيارته للولايات المتحدة الأميركية سيكون بمثابة شد الطوق أكثر على عنق السياسة التي تنتهجها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت الواضح أنها تقوم بتجميد وعرقلة جميع المساعي العربية التي يقوم بها قادة عرب معتدلين ومقربين من الولايات المتحدة الأميركية لتحقيق السلام بين العرب واسرائيل.

واعلن مصدر رسمي ان العاهل الاردني توجه الى الرياض حيث سيبحث مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في الاوضاع في الشرق الاوسط وquot;تحريك مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيليquot;. وذكرت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) ان ملك الاردن توجه الى الرياض في زيارة قصيرة الى المملكة سيجري خلالها مباحثات مع الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وسيكون كذلك خطاب الملك الأردني ndash;على ماتصفه المصادر- بأنه أقوى حصار ممكن للحجج السياسية لدولة اسرائيل، وان محاور ومفاجآت الخطاب الملكي الأردني قد أعدت مسوتدها بالتنسيق الكامل بين قادة السعودية ومصر والأردن، حيث شهدت القاهرة أمس قمة أردنية مصرية، في حين توجه العاهل الأردني عبدالله الثاني الى الرياض في زيارة عمل قصيرة للمملكة العربية السعودية للتباحث مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز حول مجريات الأوضاع العربية الراهنة.

وقالت مصادر أردنية أن الزيارة تأتي في إطار التنسيق والتشاور القائم بين البلدين تجاه تطورات الأحداث العربية الراهنة. وأوضحت هذه المصادر أن زيارة العاهل الأردني للرياض تأتي بعد زيارة مماثلة قام بها أمس لمصر للتشاور حول الأحداث الراهنة على الساحة العربية.وقالت مصادر quot;إيلافquot; بأن الغالبية الديمقراطية في مجلسي الشيوخ والنواب في الولايات المتحدة الأميركية في حال تعطش لا سابق لها لسماع وجهة نظر عربية معتدلة، لذلك فإن الديمقراطيين سيشرعون على الفور في تسجيل النقاط المهمة التي سيبثها العاهل الأردني تعليقا على الملفات الفلسطينية والعراقية وسائر أزمات منطقة الشرق الأوسط الأخرى، خاصة وأن خطاب الملك الأردني سيأتي في ظل طلاق بائن بينونة صغرى بين الغالبية الديمقراطية في المجلسين التشريعيين في الولايات المتحدة الأميركية وبين الرئيس الأميركي جورج بوش الساعي بحثاثة لإطباق ولايته الرئاسية الثانية والأخيرة على وقع انجازات سياسية وعسكرية تعطيه قوة نوعا ما أمام الهجوم الشرس للديمقراطيين لكل سياسات بوش لاسيما الخارجية في العراق ومايتعلق بأزمة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وكان العاهل الاردني استقبل في عمان الثلاثاء الماضي وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، ودعا في هذه المناسبة الولايات المتحدة الى تحريك عملية السلام عبر حمل اسرائيل والفلسطينيين للعودة الى طاولة المفاوضات. والمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية متوقفة. وبقيت quot;خارطة الطريقquot;، اخر خطة سلام دولية، حبرا على ورق منذ اطلاقها في صيف 2003.

وقال مصدر في الديوان الملكي الاردني ان الملك عبد الله الثاني سيتوجه الثلاثاء الى بريطانيا في زيارة قصيرة يلتقي خلالها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وسيتوجه الاربعاء الى الولايات المتحدة في زيارة عمل رسمية يلتقي خلالها الرئيس الاميركي جورج بوش ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس.

وبحسب معلومات quot;إيلافquot; فإن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني سيركز في خطابه على المبادرة العربية التي سيؤكد بشأنها عاهل الأردن بأن العرب كانوا السباقين في طرحها خلال القمة العربية التي انعقدت في العام 2002 في العاصمة اللبنانية بيروت. وكان العاهل الأردني قد أرسل اشارات وتمريرات سياسية ذكية الى الشعب الإسرائيلي يوم السبت الماضي خلال حديثه الى القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، حينما أكد بأن العجز في تكريس حل الدولتين سوف لن يقود في المستقبل الى تحقيق السلام، مشيرا الى ان عدم تحقيق السلام هو استسلام لقوى التشدد التي لاتريده، محذرا من تبديد فرص السلام المتاحة، وإلا ndash;كما يقول العاهل الأردني- فإن المنطقة سيعمها الفوضى والإضطراب وانعدام الإستقرار السياسي والأمني.

الاردن ينفي وجود اي خلاف بينه وبين سوريا

من جهة أخرى نفى المتحدث الرسمي باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة اليوم الاثنين وجود اي خلاف بين بلاده وسوريا يستدعي ايجاد وساطة بين البلدين. وجاء تصريح جودة في مؤتمره الصحافي الاسبوعي ردا على سؤال حول انباء تحدثت عن وجود وساطة يقوم بها عاهل السعودية الملك عبد الله بن عبد العزيز للتقريب بين سوريا والاردن وارسال مبعوثين الى البلدين لانجاح القمة العربية المقبلة. وقال جودة quot;حقيقة لا يوجد خلاف بين الاردن وسوريا يتوجب ويتطلب المصالحةquot;.

واضاف ان quot;هناك قضايا يتم التشاور فيها والتباحث حولها وممكن الاختلاف عليها لكن لا اعتقد ان المصطلح الصحيح هو المصالحة بين الاردن وسورياquot;. واوضح جودة ان quot;الاردن حريص دائما على ان تنجح كل القمم العربية كما انه كان دائما مشارك فعال في هذه القمم التي نعتقد انها آلية ضرورية للتشاور والتنسيق وتقريب وجهات النظر بين القادة العربquot;. وستعقد القمة العربية المقبلة في الرياض في اذار/مارس المقبل.