استخدمتها إسرائيل في لبنان منذ العام 1978
القنابل العنقودية لا تزال تقض مضجع الجنوبيين
ريما زهار من بيروت: في اليوم العالمي للألغام في لبنان، لا تزال القنابل العنقودية الاسرائيلية تقض مضجع الجنوبيين مع وجود 500 الف لغم ومليون قنبلة عنقودية اسرائيلية فكانت الحصيلة 224 ضحية منذ 14 آب (اغسطس) بعد تنظيف 41 حقلًا من أصل 870 ملوثة، ويقول خبراء الألغام إن القنابل العنقودية منتشرة في الجنوب اللبناني بشكل أكثر مما يعتقده الجميع، وتصل إلى نحو مليون قنبلة، من الصعب التعرف إلى أماكن انتشارها، لكن المؤكد أن إسرائيل قامت بقصف حوالى 770 موقعا مستخدمة القنابل العنقودية، 40% لم تنفجر بعد إرتطامها بالأرض.
ويتوقع العاملون في الكشف عن الألغام والتخلص منها في الجنوب أن عملهم قد يستغرق قرابة العامين لإتمام جزءمهم من عملهم، هذا إذا تواصل دعم الدول المانحة لهم.
ويعتبر مناهضو الحرب أن استخدام القنابل العنقودية هو إمتداد للحرب ولكن بشكل آخر، إذ يترصد الموت كل من يقترب من المزارع.
وادى انتشار القنابل العنقودية إلى ركود إقتصادي كبير بسبب خوف المزارعين من التوجه إلى حقولهم، ومن يغامر قد يفقد حياته أو احدى ساقيه أو كلاهما.
تاريخها
استخدمت إسرائيل القذائف العنقودية في لبنان منذ عام 1978 وفي الثمانينات. وفي ذلك الوقت فرضت الولايات المتحدة قيودًًا على استخدامها. ثم فرضت حظرًا على نقل القذائف العنقودية لإسرائيل بسبب القلق من الإصابات في صفوف المدنيين. وما زال استخدام هذه الأسلحة في لبنان منذ أكثر من عقدين من السنين يلحق أضرارًا بهذا البلد حتى الآن.
ولدى إسرائيل قذائف عنقودية جوية ومدفعية وصاروخية. وهي منتجٌ ومصدِّرٌ رئيس للقذائف العنقودية، وبخاصةً القذائف المدفعية والصاروخية التي تحوي قنابل عنقودية صغيرة من طراز M85 (قذائف تقليدية مطوّرة مزدوجة الاستخدام). وتفيد الأنباء أن الصناعة العسكرية الإسرائيلية، وكذلك مصانع الأسلحة التي تملكها حكومة إسرائيل، أنتجت أكثر من 60 مليونًا من قنابل M85 العنقودية. وتنتج إسرائيل أيضًا ما لا يقل عن ستة أنواع من القذائف العنقودية التي تسقطها الطائرات. كما استوردت من الولايات المتحدة صواريخ M26 من أجل أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة لديها.
ثمة دفع دولي متعاظم لوقف استخدام القذائف العنقودية. وكانت بلجيكا البلد الأول الذي يحظر تلك القذائف في شباط (فبراير) 2006، وتبعتها النروج التي أعلنت حظرًا عليها في حزيران(يونيو) 2006. وتمثل القذائف العنقودية، وعلى نحو متزايد، محور المناقشات التي تدور في اجتماعات معاهدة الأسلحة التقليدية، والتي تشهد دعوة عدد متزايد من الدول إلى اتفاقية دولية جديدة تتناول القذائف العنقودية.
ما المقصود بالذخائر العنقودية؟
القنبلة العنقودية علبة تحتوي على مئات من الذخائر الصغيرة المتفجرة (أو quot;القنابل المتفجرةquot;) التي يمكن إسقاطها من الطائرات أو إطلاقها من قذيفة مدفع. وهي مصمَّمة للانفجار عند الاصطدام بشيء أو بعد فترة زمنية محددة.
ولكن الحقيقة أن غالبية الذخائر العنقودية لا تنفجر كما هو متوقع بل تبقى خطرا على الحياة حتى يتم تحريكها. ويزيد خطرها على المدنيين بسبب المساحة الشاسعة (المعروفة باسم quot;البقع المشبوهةquot;) التي تستطيع قنابل عنقودية متأتّية من ذخيرة واحدة أن تغطيها.
ومنذ الحرب العالمية الثانية، استخدمت الذخائر العنقودية، بشكل أو بآخر، في نزاعات مختلفة في العالم. وتشمل المناطق التي عانت من تلوث كبير بالقنابل العنقودية أجزاء من لاو وفييت نام وكوسوفو وأفغانستان والعراق ولبنان.
الصليب الأحمر
أبدت اللجنة الدولية، منذ سنوات عديدة قلقها إزاء الذخائر العنقودية. وفي المؤتمر الاستعراضي الثالث للأمم المتحدة الخاص بأسلحة تقليدية معينة والمنعقد في تشرين الثاني(نوفمبر) 2006، أوضحت اللجنة الدولية أن الأخطار الخاصة التي تطرحها هذه الأسلحة تستلزم اتخاذ تدابير عاجلة من الحكومات ولا سيما:
ـ التوقف الفوري عن استخدام ذخائر عنقودية غير دقيقة وغير مضمونة.
ـ حظر جميع الذخائر العنقودية الموجّهة ضد أي هدف عسكري واقع في منطقة معمورة بالسكان.
ـ التخلص من مخزونات الذخائر العنقودية غير الدقيقة وغير المضمونة في انتظار تدميرها، والامتناع عن نقل مثل هذه الأسلحة إلى بلدان أخرى.
وأبدت اللجنة الدولية استعدادها أيضا لاستضافة اجتماع دولي للخبراء في بداية عام 2007 بهدف البحث في تطوير قواعد جديدة للقانون الدولي الإنساني تنظم استخدام هذه الأسلحة تحديدًا.
التعليقات