إيلاف من بيروت: نقل موقع "العربية.نت" أن المطلوب للقضاء اللبناني رفعت علي عيد فر من الساحل السوري مع مجموعة من مساعديه إلى عكار شمال لبنان عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد خشية وقوعهم في أيدي عناصر "هيئة تحرير الشام" أو مجموعات مسلحة أخرى دخلت إلى المناطق التي يقطنها أبناء الطائفة العلوية في طرطوس واللاذقية وغيرهما.

ويترأس عيد "الحزب العربي الديموقراطي"، وهو علوي ومتهم مع عدد من مساعديه وضباط سوريين في تفجيري مسجدي التقوى والسلام في طرابلس شمال لبنان في 23 آب أغسطس 2013، وأديا آنذاك إلى سقوط عشرات الضحايا ومئات الجرحى أثناء تأديتهم الصلاة.

وبعدما تمكنت شعبة المعلومات من كشف هويات المنفذين المتهمين من لبنانيين وسوريين، عمد عيد ووالده النائب الراحل علي عيد آنذاك إلى الهرب نحو سوريا قبل 10 سنوات إلى إحدى المناطق في الساحل السوري بتسهيل من المخابرات السورية، ولا سيما بعد صدور مذكرات بحث وتحرٍّ في حق رفعت عيد من الجهات اللبنانية المختصة العسكرية والقضائية.

وكان عيد الابن يشرف على إدارة حزبه من عرين العلويين في محلة جبل محسن في طرابلس، وهو مطلوب للقضاء. وسبق لقاضي التحقيق العسكري الأول السابق رياض أبو غيدا، أن أصدر قرارا اتهاميا يقضي بالإعدام لعيد مع ثلاثة من مساعديه.

صديق بشار
وفي المعلومات أن عيد الذي كانت تربطه علاقات خاصة مع الحلقة الضيقة من نظام الأسد في دمشق، وكان صديقا للأسد ومجموعة من كبار الضباط في المخابرات والجيش، لم يتمكن من البقاء في الساحل السوري واضطر إلى المغادرة والتوجه نحو لبنان عبر معبر غير شرعي.

وكان يخشى أن يقع في أيدي المجموعات المسلحة التي تمكنت من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السورية بدءا من حلب وصولا الى دمشق.

وتفيد المعلومات أن عيد يقيم في شمال لبنان في مكان بعيد من أعين المحيطين والأجهزة الأمنية من أجل ألا يحدث ضجة، ولا سيما أنه مطلوب للقضاء.

وتفيد مصادر أنه لا يستعمل الهاتف الخليوي وخصوصا مع عودته إلى لبنان خشية تحديد مكانه. وسبق أن عبر في تصريحات سابقة بواسطة مسؤولين في حزبه عتبه على قوى 8 آذار وخصوصا حليفه "حزب الله"، لأن الأخير بحسب عيد لم يمارس كل ضغوطه على القضاء ليقول الأخير كلمته إن عيد لا علاقة له بجريمة تفجير المسجدين وإعلان تبرئته منهما. وأظهرت الوقائع والمحاكمات القضائية أن قياديين في حزب عيد كانوا من المخططين لعمليتي تفجير المسجدين.

وفي حال كشف مكان وجود عيد سواء في طرابلس أو أي من البلدات العكارية سيرفع الصوت وتخرج حملات لمطالبة القضاء اللبناني بتوقيفه، وقد يدفع هذا الأمر بالرجل إلى مغادرة شمال لبنان وطلبه اللجوء إلى إحدى مناطق "حزب الله"، وهو غير قادر على السفر إلى أي دولة بسبب ورود اسمه على لوائح "الإنتربول".

ويقدم عيد نفسه بأنه زعيم الطائفة العلوية في لبنان ويمثلها نائبان في البرلمان ويتمثلان اليوم بحيدر ناصر في طرابلس وأحمد رستم في عكار. وبعد التطورات الأخيرة في سوريا وإزاحة نظام الأسد لجأت عائلات علوية عدة في سوريا إلى بلدات علوية في عكار، وقام النائب حيدر بالتواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وسفراء غربيين للتدخل والعمل على عدم التضييق على العلويين في سوريا، وعدم تحميلهم مسؤولية ممارسات آل الأسد في السلطة والمناطق السورية.