ولي العهد السعودي ينهي سبع سنوات من انتظار الموت
quot;فتاة خميس مشيطquot; تعود إلى عائلتها

ايلاف من الرياض: quot;من ست سنين وأنا ما أعرف إلا الموت والخوف هو الوحيد اللي أعرفه ،ست سنين وانا ما أعرف إلا ثلاث حروف ميم وواو وتاء .. موت !!كلها حتوف وخوف وأحزان جارفه، صدر الحكم ،وصدقته المحكمة !!مابقى على الموت شيء ،يمكن اليوم أو بكرة ،بس الأكيد إني مت قبل بكرة .كل يوم أموت في يومي ،وكل يوم أموت البارحة quot; بهذه اللغة البسيطة والمفردات المتراجفة كتبت quot;فتاة خميس مشيطquot; رسالتها بعد صدور حكم القصاص بحقها في يونيو 2004 بعد أن امضت ست سنوات من الحبس، تستجدي فيها الملك عبدالله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز و أمراء ومشايخ قبيلتها الشهري _احدى القبائل المشهورة جنوب السعودية_ وتطلب منهم التدخل لعتق رقبتها بعد أن فطر الحزن قلب والداها متأثراً بقضيتها.

quot;فتاة خميس مشيطquot; أو سميرة آل مريط الفتاة القضية التي شغلت الرأي العام لسنوات طويلة وافردت الصحف صفحاتها لمتابعة جلسات الصلح التي قام بها الكثيرون لعتق رقبتها، اسدل الستار عليها بعد أن استجاب ذوي القتيل لتدخل الأمير سلطان بن عبدالعزيز وطلبه لعتق رقبتها والإكتفاءquot;باليمينquot;.

وتعود تفاصيل القضية إلى سبع سنوات مضت عندما استدرجت الفتاة شاباً كانت تربطه بها علاقةquot;حبquot; وقامت بقتل الشاب وتقطيع جثته والقت بها في برميل نفايات بعد أن لفتها ببطانية، لتكشف جريمتها سريعاً ويلقى القبض عليها. وبالتحقيق مع الفتاة ثلاث مرات أكدت أنها قامت بالجريمة لوحدها دون مساعدة زوجها -والذي دأبت عائلة القتيل على محاولة إتهامه بالجريمة- وبعد ست سنوات صدر الحكم عليها بالقصاص.

القضية أخذت حيزاً كبيراً من اهتمام الرأي العام والقيادة السعودية وكانت صحيفة quot;الوطنquot; السعودية أول من تناول قضيتها في 28 يونيو 2005م لتنطلق بعدها حملة إنسانية تطوعية لتوجه النداءات والدعوات للعفو عن الفتاة نظرا لظروفها الأسرية والاجتماعية. كما تم تدشين موقع خاص لدعم القضية ومتابعة آخر تطوراتها، وفي يوليو 2005م وخلال زيارة ولي العهد السعودي للقوات المسلحة في عسيرquot;جنوب السعوديةquot; بدأت مساعيه الخاصة وبلفته ابوية للتدخل لدى اصحاب الدم للعفو عن الفتاة، والتي تكللت بالنجاح صباح الخميس الماضي عندما اعلن اهل الدم تنازلهم رسمياً عن الفتاة .

وبحسب صحيفةquot;الشرق الأوسط quot;اللندنية كان الشرط الأبرز على قائمة مطالبات laquo;أهل الدمraquo;، هو أن يقوم خمسون شخصا من عائلة laquo;الفتاةraquo; بـlaquo;الحلف باللهraquo; على عدم وجود أية أيدي أخرى قامت بالمشاركة في حادثة القتل، وهو الأمر الذي كانت شكوك أهل القتيل تدور حوله إلى وقت قريب. وبينوا كذلك في البيان الذي أذيع على مسامع شيوخ منطقة عسير laquo;أن العفو كان بنية ابنهم القتيل وهو طلب لرضا الله عز وجلraquo;.