أسامة مهدي من لندن : بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في القاهرة اليوم مع الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس حكومته احمد نظيف علاقات البلدين ووسائل تذليل الصعوبات التي تقف أمام تطورها. وقال بيان للمكتب الصحافي العراقي، أرسلت نسخة منه إلى quot;إيلافquot; بعد ظهر اليوم، إن المالكي بحث أولاًَ مع مبارك في مقر الرئاسة المصرية في مصر الجديدة سبل تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات.

وأضاف أن المالكي إلتقى بعد ذلك مع نظيف وبحث معه القضايا ذات الإهتمام المشترك وزيادة التعاون بين الجانبين في المجالات السياسية والأمنية والإقتصادية والتجارية، وأعقب هذا اللقاء جلسة مباحثات موسعة حضرها الوفدان العراقي والمصري تطرقت إلى مختلف القضايا. وضم الوفد العراقي وزراء الداخلية جواد البولاني والدولة للشؤون الخارجية رافع العيساوي ومستشار الأمن الوطني موفق الربيعي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الشيخ همام حمودي والمستشار السياسي لرئيس الوزراء صادق الركابي والمستشار الإعلامي ياسين مجيد والناطق الرسمي بإسم الحكومة العراقية علي الدباغ.

وفي المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقد في أعقاب اللقاء أكد المالكي أن المباحثات بين الطرفين كانت شاملة لكل جوانب العلاقات العراقية المصرية مضيفًا أن الجانبين إستعرضا كل المشاكل والمعوقات التي تؤثر على هذه العلاقات وسبل تذليلها.

وأشار إلى أنه أطلع الرئيس المصري على حقيقة ما يجري في العراق مؤكدًا أن الشعب العراقي يعيش بوئام ومحبة، وليست هناك حربًا طائفية وإنما هناك معركة بين الشعب العراقي بكافة قواه ومكوناته وتنظيم القاعدة الإرهابي والمتحالفين معهم، وأشار إلى أن خطة فرض القانون حققت العديد من النتائج الإيجابية وبدأ المواطنون العراقيون يشعرون بالثقة بالأجهزة الأمنية بعد أن إختفت الكثير من مظاهر العنف والجثث مجهولة الهوية ولم يبقى سوى تحد واحد هو السيارات المفخخة التي تستهدف الأبرياء.

وقال المالكي إن العراق يتطلع إلى إقامة أفضل العلاقات مع مصر وإعادة التوازن لها بعد أن تضررت في زمن النظام السابق، وأشار إلى الدور المهم الذي يمكن أن تقوم بهمصر في عملية الإعمار والبناء وفي المجالات الإقتصادية والتجارية، مضيفًا أن الباب سيكون مفتوحًا أمام الشركات المصرية للعمل في العراق.
وكان رئيس الوزراء العراقي قد بدأ اليوم زيارة رسمية لجمهورية مصر العربية بدعوة رسمية من الحكومة المصرية.

وقبيل مغادرته بغداد قال المالكي إنه سيجري مباحثات مع مبارك تتركز على العلاقات الثنائية وسبل تطوير التعاون الأمني والسياسي والإقتصادي بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى آفاق التعاون الإقليمي لمكافحة الإرهاب ودعم العراق بما يعزز وحدته الوطنية والعملية السياسية الجارية في البلاد . وأشار إلى أن المباحثات ستتركز بشكل خاص على السبل الكفيلة لإنجاح مؤتمر العهد الدولي في شرم الشيخ الذي سيعقد الشهر القادم ومؤتمر الجوار لدعم العراق.

وأضاف: quot;اخترنا مصر باعتبارها دولة عربية وهذه رسالة تعني أننا نريد أن نمتد مع محيطنا العربي ونسعى لإشراكه في تحمل المسؤولية في العراقquot;.

ومن المنتظر أن تشارك في مؤتمر شرم الشيخ الذي يعقد يومي الثالث والرابع من الشهر المقبل وهو الثاني بعد مؤتمر بغداد الذي عقد الشهر الماضي ست دول مجاورة للعراق، وهي إيران والأردن والكويت والسعودية وسوريا وتركيا، إضافة إلى البحرين ومصر والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة. كما يتوقع أن تحضره الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين) وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان والإتحاد الأوروبي.