أسامة مهدي من لندن : أعلن قائد خطة أمن بغداد عن إقامة جدران إسمنتية أخرى حول أحياء في العاصمة إضافة إلى الأعظمية وسط إستياء ومخاوف شعبية من فصل طائفي لكنه نفى بشدة أن يكون هذا الإجراء كذلك .

وأشار الفريق الركن عبود كنبر أن هناك خططًا لإقامة جدران وفواصل بين أحياء جديدة في بغداد ومدن أخرى خارجها لحمايتها أمنيًا. وأضاف أن كل منظقة سيتم تطهيرها من المسلحين وستجري إقامة حواجز حولها. وأوضح أن هذه الحواجز ستكون إما على شكل جدران كونكريتية أو أسلاك شائكة أو خنادق محفورة . وأكد أن هذه الحواجز لن تجري أي تغييرات في المدن التي ستبقى محافظة على معالمها وشوارعها الرئيسة والفرعية.

ووصف إنتقادات برلمانية بأن هذه الجدران ستكون لفصل طائفي، بأنها غير واقعية وتبعث الألم، وقال كنبر في تصريحه لقناة quot;العراقيةquot; الرسمية إن جدار الأعظمية كانت قد سبقته حواجز أخرى في مناطق من العاصمة مثل الشعلة والغزالية. وشدد على أن خطة إقامة هذه الحواجز عراقية الهدف لتوفير الأمن للمواطنين والحفاظ على أرواحهم .

وكان سكان حي الأعظمية البغدادي قد أكدوا رفضهم للجدار الذي تقيمه القوات الأميركية حول حيهم للفصل بين السنة والشيعة شرق نهر دجلة وسط مخاوف من أن تكون هذه الجدران بداية تقسيم طائفي ذات صبغة سياسية.

وكشف الرئيس الموقت لمجلس حي الأعظمية داود الأعظمي أن القوة الأميركية في المنطقة إستدعت أعضاء المجلس قبل بضعة أيام للحصول على توقيعاتهم على وثيقة تشير إلى بناء جدار quot;من شأنه خفض الهجمات ضد العراقيين والقوات الأميركيةquot;. وأضاف أنه أبلغ الأميركيين أنه ليس بمقدوره التوقيع قبل أخذ رأي سكان الحي، مضيفًا أنه تحدث إلى السكان بعد صلاة الجمعة. وأكد الأعظمي أن أعضاء المجلس لم يوقعوا على المشروع في حين يتواصل العمل في إقامة الجدار.

وكان ضابط أميركي قد أعلن أن القوات الأميركية بدأت في العاشر من الشهر الحالي ببناء جدار حول حي الأعظمية الذي تقطنه غالبية من العرب السنة في مسعى لوقف الهجمات والهجمات المضادة مع المناطق المجاورة التي تقطنها غالبية شيعية.

وسيصل طول الجدار الخرساني إلى خمسة كيلومترات بإرتفاع يصل إلى 3 و5 أمتار. وبدأ مظليون تابعون للفرقة 82 الأميركية وضع الكتل الاسمنتية الأولى للجدار وسيستمرون بنصب المزيد منها خلال الليل إلى حين إكمال الجدار وفقًا لبيان عسكري لقوات التحالف.

وتحيط بالأعظمية ثلاثة احياء شيعية، وكغيرها من المناطق المقسمة على أساس طائفي شهدت المنطقة عنفًا مذهبي الطابع وأعمالاً إنتقامية.

وقال الكابتن سكوت ماكليرن ضابط العمليات المساعد: quot;يشن مسلحون شيعة هجمات على السنة فينتقم السنة منهم في الشوارعquot;. والجدار أحد ركائز الإستراتيجية الجديدة التي تنتهجها قوات التحالف والقوات العراقية لوقف دوامة العنف المذهبي. ويأمل المخططون أن يشكل طريقة تسمح لسكان المنطقة معرفة الداخلين والخارجين كما أنها تصد فرق الموت والميليشيات.

ونسب البيان إلى أحد مخططي المشروع الكابتن مارك سانبورن قوله: quot;ستوضع كتل الجدار على منطقة تفصل بين السنة والشيعة لكبح جماح بعض العنف عن طريق ضبط حركة المرور من وإلى المناطقquot;. وأضاف: quot;عندما ننتهي من الجدار ستقيم قوات عراقية نقاط تفتيش تسيطر وحدها على حركة الدخول والخروج من المنطقة الأمن سيحل على الجانبين بإنتهاء المشروع، فهو يصب في صالح سكان الأعظميةquot;. وقال: quot;لن يكون السنة وحدهم المستفيدون فحسب بل الشيعة في الجانب الآخر أيضًا.

وعندما تنصب الجدران في مواضعها لن يتمكن quot;الإرهابيون السنةquot; من إتخاذ المنطقة قاعدة لمهاجمة الأحياء الشيعية. وسيمنع الجدار المسلحين من زرع العبوات الناسفة في الطريق الذي تسلكه قوات التحالف والقوات العراقية في المنطقة. يذكر أن الجدران الإسمنتية تغطي جزءً من شوراع بغداد الرئيسية وخصوصًا قرب مقارات الوزرات والمباني الحكومية.