محمد الخامري ndash; إيلاف، وكالات: أكد رئيس الحكومة اليمنية الجديدة الدكتور علي محمد مُجوّر أن أتباع الحوثي الذين يقاومون الدولة منذ أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي في حرب هي الرابعة من نوعها منذ منتصف العام 2004م ، أكد أنهم حصلوا على الدعم من الخارج وخاصة من ليبيا ، مشدداً في حديثه على الشفافية حيث قال quot;علينا أن نكون واضحينquot; ، مضيفاً quot;وربما أيضًا من إيرانquot;، دون أن يحدد شكل هذه المساعدة إلا انه قال إن هناك مؤشرات قوية تدل على تلك المساعدات التي قدمت لهم من الخارج.
وأضاف الدكتور مُجوّر أن حكومته لن تتفاوض مع المتمردين لإنهاء تمردهم الذي بدأ منذ العام 2004م بقيادة الزعيم الشيعي حسين بدر الدين الحوثي الذي لقي مصرعه في الـ10 من أيلول (سبتمبر) العام 2004م ليتجدد التمرد مرة أخرى بقيادة والده العلامة والمرجع الشيعي بدر الدين أمير الدين الحوثي quot;90 عاماًquot; الذي فر إلى جبال النقعة مطلع نيسان (ابريل) العام 2005م ولا يعلم أين هو إلى هذه اللحظة وسط تكهنات غير مؤكدة بوفاته ، ثم تجدد التمرد بقيادة نجليه عبد الملك كقائد ميداني ويحي كقائد سياسي بعد خروجه من اليمن واستقراره في ألمانيا كلاجئ سياسي.وقال الدكتور علي محمد مُجوّر في لقاء مع فرانس برس هو الأول مع الصحافة الأجنبية منذ تعيينه إن الحل مع أتباع الحوثي لن يكون إلا عسكريا وليس هناك أي حل سوى الحل العسكري.
ومُجوّر (54 عامًا) الذي يعد تكنوقراطيا وقد تابع دراسته في مدينة غرونوبل الفرنسية ويتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة كان يشغل منذ شباط (فبراير) 2006م منصب وزير الكهرباء إلى أن عينه الرئيس علي عبدالله صالح في آذار(مارس) الماضي رئيسًا للوزراء. وأضاف مجور أن الدولة حاولت التفاوض مع الحوثي، في إشارة إلى العلامة بدر الدين الحوثي الذي خلف ابنه حسين على رأس التمرد منذ مقتل الأخير عام 2004، وأردف بالقول: quot;إلا أنه لا يفهم إلا اللغة العسكرية ( ..) ، مؤكداً لقد انتهى وقت المفاوضاتquot;. وعلى الرغم من التعتيم وفي الوقت الذي يحكى عن خسائر كبيرة تتكبدها القوات الحكومية في القتال، قال رئيس الوزراء إن الحل العسكري يسير بشكل جيد، مؤكدًا أن الانتصار مسألة بضعة أسابيع فقط.
ودلالة على المصاعب التي يواجهها الجيش، أكد رئيس الوزراء ان السلطة قررت quot;تشجيع المتطوعينquot; على الذهاب للقتال في الشمال. وقد أشار دبلوماسيون في هذا السياق إلى ان الآلاف من عناصر العشائر من جميع المحافظات قد تمت تعبئتهم لهذا الهدف. ولا يعطي مجور أرقامًا عن الخسائر التي تتكبدها القوات الحكومية إلا أنه يؤكد أن الخسائر quot;كبيرةquot; في صفوف المتمردين.
وبحسب رئيس الوزراء الجديد فإن الحوثيين إرهابيون وإن الحرب ضدهم جزء من الحرب على الإرهاب لكن ليس كل حلفاء اليمن يشاطرونه هذا الرأي، فالأوروبيون يعتبرون أن النزاع في صعده quot;مسألة داخلية بحتةquot; على ما أكد دبلوماسي لفرانس برس.أما الولايات المتحدة فتعتبر أن النزاع مزيج بين الاثنين. لكن مجور يعتبر أيضًا أن أحد أسباب الحرب في صعده هو الفقر والبطالة. وفي هذا البلد الذي يعد من الأفقر في العالم، يعد سكان صعده المنسيون من قبل الدولة المركزية، من بين أفقر سكان البلاد. وخلص مجور إلى القول على الدولة أن تقوم بالكثير من الأشياء لأجل صعده، خاصة في مجال التعليم والصحة وإنشاء الوظائف والحد من الفقر.
التمرد الزيدي يحتدم في شمال اليمن
واحتدمت المعارك مؤخرا في شمال غرب اليمن بين القوات الحكومية والمتمردين الزيديين على الرغم من تعبئة السلطات لالاف الرجال من اجل وضع حد لهذا التمرد. وقال دبلوماسي مفضلا عدم الكشف عن اسمه ان quot;اكثر من الف جندي يمني قتلوا بالتأكيدquot; منذ عودة المعارك في نهاية كانون الثاني/يناير، اي في ظرف ثلاثة اشهر. وبحسب الدبلوماسيين والمراقبين الاجانب في صنعاء، فان النزاع الذي بدا في 2004 هو الآن في جولته الثالثة، وهي الاعنف على ما يبدو. واضاف الدبلوماسي quot;ان ضراوة المعارك مفاجئة، فالقتال ما انفك يحتدمquot;.
ويدور التمرد الزيدي الذي يعرف ايضا باسم تمرد quot;الشباب المؤمنquot; في المناطق المحيطة بصعدة، عاصمة محافظة صعدة المتاخمة للسعودية، وهي منطقة جبلية وعرة وفقيرة ينتمي معظم سكانها الى الزيدية. ويشكل اتباع الزيدية، وهي احدى الفرق الشيعية، اقلية في اليمن الذي تقطنه غالبية من السنة. وquot;الشباب المؤمنquot; المعروفون ايضا بالحوثيين، هم بالاساس تحت قيادة حسين بدر الدين الحوثي، وهم يرفضون نظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي يعتبرونه فاقدا للشرعية، ويدعون الى عودة الامامة الزيدية التي اسقطها انقلاب عسكري في 1962.
وقال الدبلوماسي في هذا السياق quot;اعتقد ان برنامج المتمردين يتمتع بتأييد خجول جدا في اليمنquot;. وليس بالامكان تحديد نسبة التأييد للتمرد في صفوف اتباع الزيدية. الا انه يذكر بان الحوثيين حملوا على حلف اليمن مع الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم القاعدة. واليمن هو البلد الذي تتحدر منه عائلة زعيم التنظيم اسامة بن لادن، ويعيش فيه متعاطفون كثر معه. كما ان السلطات اليمنية من جهتها لا تتوانى عن تقديم النزاع على انه جزء من الحرب على الارهاب.
ويضيف الدبلوماسي ان المتمردين quot;حاولوا ان يلعبوا ورقة المواجهة السنية الشيعيةquot;. ويرى مراقب اجنبي من جهته ان النزاع quot;يأخذ ابعاد حرب بين السنة والشيعةquot;. وقد ظنت الحكومة ان مقتل حسين بدر الدين الحوثي بايدي الجيش في ايلول/سبتمبر 2004 سيضع حدا للمشكلة، الا ان والده بدر الدين وشقيقيه عبد الملك ويحيى اكملا الحركة التمردية وتجدد القتال في 2005. وفي ايلول/سبتمبر 2005، قدم صالح للمتمردين عفوا اسفر عن الافراج عن المئات منهم، وقد استفاد الحوثيون من هذا العفو لاعادة تشكيل صفوفهم.
وبالتالي، ليس مطروحا مطلقا بالنسبة إلى الرئيس اليمني ان يتخذ اي خيار سوى الخيار العسكري. وقال رئيس الوزراء اليمني علي محمد مجور في حديث quot;ليس هناك حل الا الحل العسكريquot;. ومنذ شباط/فبراير، تستخدم الحكومة إمكانات عسكرية كبيرة في قتالها مع الحوثيين، بما في ذلك مقاتلات quot;ميغ 29quot;.
ويستفيد المتمردون من وعورة طبيعة المنطقة الجبلية التي يتمركزون فيها، الامر الذي يعوض ضعفهم بالسلاح مقارنة مع القوات الحكومية. وقال المراقب الاجنبي، ان حجم الخسائر في صفوف الجيش يبقى سريا الا ان إقدام السلطات على اغلاق احد اكبر المستشفيات في صعدة، quot;مستشفى السلامquot;، وتخصيصه لجرحى الحرب فقط، دليل على حجم الخسائر. اما حجم الخسائر في صفوف المتمردين فمجهول.
ويشير هذا المراقب ايضا الى ان ما بين 4500 و5000 عائلة، اي 35 الف شخص تقريبا، نزحوا بسبب المعارك الا انه يؤكد ان quot;لا ازمة انسانيةquot; حتى الآن. ويبقى القتال محصورا في منطقة واحدة وليس بوسع المتمردين قلب النظام الا ان مخاطر التأزم حقيقية. اما الدبلوماسي فيخلص الى القول quot;انها كارثة كبيرة. ليس هناك حل عسكري، فعند نقطة معينة، سيتحتم على الطرفين التفاوض. لكن هذا التفاوض قد يحصل بعد اسبوعين او بعد عشر سنواتquot;.
التعليقات