بغداد: نشرت اليوم على أحد مواقع الانترنت مشاهد لوقائع قتل فتاة عراقية من الطائفة الايزيدية على يد اقاربها رجما بالحجارة بعد ان كشفوا علاقتها بشاب مسلم في شمال العراق. وذكرت وسائل اعلام كردية ان الفتاة تدعى دعاء خليل اسود وتنتمي للطائفة الايزيدية، وقتلت على يد افراد عائلتها واقاربها بعد ان كشفوا انها وقعت في حب شاب مسلم في السابع من الشهر الماضي في قضاء بعشقة (شمال الموصل).

ويظهر الفيديو الذي التقط بكاميرا هاتف خلوي الفتاة وقد طرحت في الشارع ويحيط بها حشد من الرجال يركلونها بارجلهم ويضربونها بالحجارة على وجهها ورأسها والدماء تغمرها. ويظهر الفيديو عناصر من الشرطة يرتدون زيهم الرسمي يقفون قرب منزل الفتاة وسط الحشد الذي اقتحمه دون القيام باي شيء لردعهم. وظهر في الشريط ايضا رجل يضع سترة لتغطية ساقي الفتاة حيث كان الرجم مستمرا من قبل اشخاص اخرين.

وفي احدى اللقطات، تحاول الفتاة الجلوس لتغطي نفسها، لكن يظهر رجل يركلها بعنف على وجهها لبطحها ارضا. واستمر الهجوم عليها لعدة دقائق، دون ان تبدي هذه الفتاة اي مقاومة او تطلق استغاثة لوقف المهاجمين.

ويشاهد ايضا في اللقطات عدة اشخاص وهم يصورون عملية رجم الفتاة بهواتفهم النقالة، بعضهم كان يصرخ فيما يركل اخرون الضحية بارجلهم .ولم يظهر احد يحاول المساعدة. واثار هذا العمل على ما يبدو بعد شيوعه عمليات انتقامية ضد الطائفة الايزيدية الشهر الماضي.

ففي 23 نيسان/ابريل الماضي، اوقف مسلحون حافلة تقل 23 عاملا من الطائفة الايزيدية وقتلوهم بالقرب من الموصل معقلهم. وكانت بعثة الامم المتحدة في العراق عبرت الشهر الماضي في تقرير نشرته عن قلقها الشديد بسبب تصاعد عمليات ما يسمى quot;غسل العارquot;. ويبلغ عدد الايزيديين، ومعقلهم منطقة سنجار (475 كلم شمال-غرب بغداد) حوالى 500 الف نسمة وفقا لمصادرهم. الا ان تقديرات اخرى تؤكد ان هذا العدد يشمل المهاجرين منهم ايضا.

وتعتبر الايزيدية مزيجا من ديانات عدة مثل اليهودية والمسيحية والاسلام والمانوية والصابئة ولديهم طقوس خاصة بهم ويشتهرون بصناعة الكحول والحلويات المنزلية. يشار الى ان جذور هذه الطائفة تعود الى القرن الثاني عشر ومؤسسها هو الشيخ عدي بن مصطفى الاموي الذي ولد في دمشق عام 1162 وتوفي في لالش التي تبعد حوالى 10 كلم عن شيخان.

وينقسم الايزيديون الذين يرفضون قبول مريدين جدد الى ست طبقات: الامير والشيخ والسناتور والوعاظ والنساك والمؤمنون الذين يشكلون حوالى 70% من ابناء الطائفة كما ان الزواج بين افراد هذه الطبقات ممنوع كليا. وللطائفة مقعد واحد في البرلمان على لائحة التحالف الكردستاني بينما كان لديها ثلاثة مقاعد في الجمعية الوطنية وهي ممثلة بنائبين في برلمان اقليم كردستان.