الياس توما من براغ : حذر المفوض المدني الأعلى في البوسنة والهرسك الدبلوماسي السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك رئيس حكومة صرب البوسنة ميلوراد دوديك من مغبة الاستمرار في تصريحاته التي تشكك بوحدة وسيادة الأراضي البوسنية و إلا فانه سيفرض عقوبات بحقه .

ونقلت وكالة الأنباء السلوفاكية الليلة عن لايتشاك قوله ان تشكيك دوديك المتكرر بسيادة ووحدة أراضي البوسنة والهرسك هو أمر مضر للجهود القائمة لإنجاز الإصلاحات وتكامل البوسنة مع المؤسسات الأوروبية الأطلسية .

وشدد لايتشاك على أن المجتمع الدولي لن يتبنى موقفا تجاهليا للأقوال والأفعال الاستفزازية مذكرا دوديك بأنه قد وقع وبشكل احتفالي في تشرين الأول أكتوبر من عام 2006 قبل الانتخابات البرلمانية على إعلان تعهد فيه باحترام الاتفاقية الخاصة بالسلام في البوسنة والهرسك وانه سيقبل بفرض عقوبات عليه في حال عدم احترامه لشروطها .

وكان دوديك قد أعلن هذا الأسبوع بان جمهورية صرب البوسنة المقامة على 49 بالمئة من مساحة البوسنة والهرسك وفق اتفاقات دايتون التي أنهت الحرب الدموية التي كانت في البوسنة هي من الصنف المستمر في حين أن البوسنة والهرسك هي بالنسبة له من صنف المصالح المؤقتة الأمر الذي يمثل تشكيكا واضحا باستمرارية الدولة البوسنية الحالية لفترة طويلة .

وشدد لايتشاك الذي يمتلك صلاحيات واسعة في البوسنة بما فيها عزل ارفع المسؤولين وإيقاف أو إصدار القوانين المختلفة بان البوسنة والهرسك هما دولتان معترف بهما دوليا وان جمهورية صرب البوسنة ليست سوى جزءا من كيانين في البوسنة كما حذره بالتفكير بشكل فيما إذا كان يريد التشكيك بالترتيب الدستوري القائم في البوسنة وباتفاقية دايتون التي تعتبر بمثابة دستور للبلاد .

ويحاول المجتمع الدولي منذ فترة طويلة إجراء إصلاحات دستورية تجعل الترتيب الإداري المعقد القائم في البلاد أكثر مرونة واقل تكلفة وتعزيز البنى والمؤسسات المركزية .

وقد نجحت الجهود العام الماضي في التوصل إلى اتفاق بين ممثلي القوميات الرئيسية في البوسنة بشأن هذه الإصلاحات غير أنها واجهت الإخفاق في البرلمان ولذلك ستبذل جهود جديدة قريبا .

ويذكر أن التقسيم الحالي للبوسنة إلى كيانين صربي وبوسني ــ كرواتي تم بهدف إنهاء حالة الحرب الدموية التي جرت بين عامي 1992 ــ 1995 غير انه يتم النظر الآن إلى هذا التقسيم بأنه عقبة بوجه تطور البلاد ويقول المسلمون ان جمهورية صرب البوسنة نشأت كنتيجة لعمليات الابادة والتطهير العرقي ولذلك يطالبون بإلغاء هذا الكيان فيما يرفض ذلك الصرب ويصرون على استمرارية جمهوريتهم وقد هددوا العام الماضي بتنظيم استفتاء بشان الاستقلال.