الجيش الاميركي قلق لتدهور الوضع الامني بالبصرة واشنطن ستنشر تقريرا متشائما عن أداء المالكي
واشنطن: بدأ تجمع من أعضاء الحزب الجمهوري الأميركي وثيقي الصلة بالبيت الأبيض بحملة علنية لإسقاط حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وقال مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي، جورج بوش، الخميس في تصريح لـCNN، إن البيت الأبيض مدرك لحملة اللوبي الجمهوري، التي تقودها مؤسسة quot;باربور غريفيث آند روجرزquot;، لأنها شنت حملة بالبريد الإلكتروني تنتقد فيها المالكي وتروج لرئيس الوزراء العراقي السابق، إياد علاوي، كبديل له. غير أن المسؤول أكد أن البيت الأبيض غير متورط في هذه الحملة.
يشار أن الرئيس الأميركي أقر الثلاثاء بأنه تنتابه مشاعر quot;إحباطquot; بشأن القيادة العراقية، التي ترأس حكومة منقسمة ومشلولة جراء مقاطعات بعض الأحزاب لها وحالات التشاحن والخصام، إلى جانب عمليات التفجير في أنحاء العراق، والتي تحصد القتلى بالجملة.
وجاء تصريح بوش هذا خلال مؤتمر صحفي عقده أثناء زيارته إلى كندا، وقال بوش إن quot;السؤال الجوهريquot; الذي يواجه العراقيين هو quot;هل تلبي الحكومة مطالب الشعب؟ فإذا لم تكن كذلك، فعليهم تغييرها، وهذا عائد للعراقيين أنفسهم وليس للسياسيين الأميركيين.quot; كما تأتي هذه التصريحات بعد وقت قصير على نشر ملخص تقرير استخباراتي سري حول العراق وحكومة المالكي.
ففي أحدث تقييم للوضع في العراق، عبرت الأجهزة الاستخباراتية الأميركية عن شكوكها حيال قيادة رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي. وأقر التقرير الاستخباراتي الأميركي الأخير حول العراق quot;وجود تحسن غير متواز في الأوضاع الأمنيةquot; لكنه شدد على أن quot;قادة البلاد السياسيين غير قادرين على الحكم بفاعلية.quot;
وجاء في التقرير quot;إن تسويات سياسية مقبولة على نطاق واسع، الأساسية من أجل التوصل لأمن دائم وتحقيق تقدم سياسي وتنمية اقتصادية على المدى البعيد، تبدو غير محتملة ما لم يكن هناك تحول جوهري في العوامل المحركة للتطور السياسي والأمني في العراق.quot;
دعوات إطاحة المالكي
دعا أحد كبار المسؤولين في الحزب الجمهوري الرئيس الأميركي إلى الانتهاء من سحب القوات الأميركية من العراق بحلول العام الجديد، وذلك لوضع مزيد من الضغوط على حكومة المالكي والعراقيين من أجل العمل على توفير الاستقرار في البلاد. وقال السيناتور جون وورنر، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إنه أوصى بوش بالإعلان عن بدء سحب القوات الأميركية من العراق في منتصف شهر سبتمبر/أيلول المقبل.
وأشار وورنر إلى الالتزام الأميركي تجاه العراق ليس بلا نهاية، وأنه آن الأوان للحديث عن ذلك بصورة علنية. وكانت دعوات إطاحة المالكي قد بدأت برئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، كارل ليفين، العضو الديمقراطي عن ميتشغان. وقال ليفين إن على البرلمان العراقي أن يطيح برئيس الوزراء وحكومته، بعد عودة البرلمان من إجازته الصيفية. ولحقت السيناتور الديمقراطي، هيلاري كلينتون بليفين في دعوة البرلمان العراقي إلى العمل على إقالة المالكي وتعيين رئيس وزراء جديد للبلاد.
من جهة أخرى، أثارت الوقائع السياسية الكابوسية في العاصمة العراقية، بغداد، المسؤولين الأميركيين ودفعتهم للجم رؤيتهم للديمقراطية في العراق، وبدلاً من ذلك، بدأ هؤلاء المسؤولين يتحدثون عن استعدادهم لإقامة حكومة فاعلة تجلب الأمن للبلاد.
وكان إقامة حكومة ديمقراطية وسيادية في العراق أحد أهداف إدارة بوش المعلنة للحرب، ولكن وللمرة الأولى يتحدث الجنرالات الأميركيون على الخطوط الأمامية في العراق علانية عن إقامة بدائل حكومية غير ديمقراطية.
يشار أن الأيام الأخيرة شهدت تصريحات عنيفة متبادلة بين رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، والقادة الأميركيين، بمن فيهم الرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي عبر الثلاثاء عن quot;إحباطهquot; حيال حكومة المالكي، رغم أنه عبر الأربعاء عن دعمه له ووصفه بأنه quot;طيبquot;.
فقد رد المالكي، من دمشق الأربعاء ، بعنف على الانتقادات الأمريكية التي استهدفت حكومته مؤخراً، وقال إن أحداً لا يمتلك الحق بوضع جداول زمنية أمام حكومته المنتخبة ديمقراطياquot; وهدد بـquot;البحث عن أصدقاء في مكان آخر.
التعليقات