عزت مصطفى من صنعاء: أول ردة فعل لإستقالات جماعية قدمها مسؤولون في الإذاعة والتلفزيون اليمني، جاءت اليوم من صحافيين إعتصموا في الساحة بين وزارة الإعلام ورئاسة الحكومة، التي أطلقوا عليها quot;ساحة الحريةquot;.
ودأب الصحافيون منذ أشهر على الاعتصام من أجل تحرير الإعلام ورفع القيود المفروضة عليه، كل ثلاثاء في الوقت الذي تمر من أمامهم السيارات الخاصة بالوزراء كافة، في طريقهم إلى الاجتماع الدوري للحكومة الذي يعقد في اليوم ذاته من كل أسبوع.
الاجتماع السابع عشر لمعتصمي quot;ساحة الحريةquot; كان مختلفًا اليوم، إذ شهد تصعيدًا حادًا ضد وزير الإعلام حسن اللوزي الذي سيمر أمامهم هو الآخر ليقطع قرابة خمسين مترًا تفصل مكتبه في الوزارة وقاعة اجتماع الحكومة.
الصحافيون ونشطاء حقوقيون حضروا اليوم، وزعوا بيانًا في ختام الاعتصام طالبوا فيه بإقالة اللوزي من منصبه، طلب الإقالة الذي ألحاق بمفردة (فورًا) قال إن الوزير: quot;يمارس عقدة التسلط والسيطرةquot;، مضيفًا أن الوزير يدير الوزارة بعقلية ما قبل الوحدة اليمنية والتعددية الحزبية 1990م، وزادوا أن الوزير الحالي: quot;عاجز بكل المقاييس عن التناغم مع أدنى متطلبات المرحلةquot;، وشدد البيان أن السلطة بحاجة ماسة إلى اتخاذ قرار بإقالة الوزير (اليوم قبل غد).
وفيما حاولت quot;إيلافquot; الاتصال بوزير الإعلام للتعليق حول بيان الإقالة، طلب مكتبه إرسال الأسئلة مكتوبة للرد عليها، بينما قالت توكل كرمان رئيسة منظمة quot;صحافيات بلا قيودquot; التي تنظم الإعتصامات الأسبوعية، في ردها على سؤالquot;إيلافquot; حول أوجه الاختلاف بين الوزير الحالي وسابقيه ما دفعهم للمطالبة بإقالته، أنها لا تريد المقارنة بين حسن اللوزي والوزراء السابقين له، إذ إن كافة وزراء الإعلام المتعاقبين لم يلبوا طموح الصحافيين في خلق إعلام حر، كما أنهم لم يقدموا شيئًا في سبيل تطوير الحياة الإعلامية في اليمن.
وأضافت كرمان: quot;إلا أن حسن اللوزي هو الأسوأ على الإطلاق، على الأقل أننا لم نسمع من قبل أن الوزراء السابقين فرضوا رقابة شديدة على وسائل الإعلام المملوكة للدولةquot;.
وبحسب بيان المعتصمين اليوم، فإن من دواعي المطالبة بإقالة وزير الإعلام اليمني ما وصفوه بالفضيحة التي كشفتها استقالة مسئولين في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون احتجاجًا على تسلط الوزير وتعسفه في استخدام منصبه، وأضاف أن الوزير يتدخل في الأعمال الصغيرة والكبيرة لمسؤولي الإذاعة والتلفزيون، بما فيها تحديد مواعيد وساعات البث.
وكان الرئيس علي عبدالله صالح قدأصدر في 31 يوليو/ تموز الفائت، قرارًا جمهوريًا بتعيين رئيس قطاع التلفزيون (القناة الأولى-صنعاء، والفضائية)، رئيس قطاع التلفزيون (القناة الثانية-عدن)، رئيس لإذاعة البرنامج الثاني-عدن، إضافة إلى مسؤول آخر في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، إثر تقديم المسؤولين السابقين استقالتهم من مناصبهم إثر خلافهم مع وزير الإعلام.
يذكر أن حسن اللوزي تولى الوزارة ثلاث مرات ابتدأها عام 1980 كوزير للإعلام والثقافة، ثم عام 1993 كوزير للثقافة والسياحة، وكذا في التعديل الحكومي فبراير/ شباط 2006، واستمر في التشكيلة الجديدة برئاسة الدكتور/ علي مجور، كما عين اللوزي سفيرًا في الأردن 1994م-2000م، بعدها عضوًا في مجلس الشورى قبل أن يعود للإمساك بحقيبة الإعلام مجددًا.
اللوزي خريج جامعة الأزهر بمصر، وهو من الشعراء المعروفين في اليمن وله عدة مؤلفات شعرية وقصصية بينها: quot;أوراق اعتماد لدى القنصلية، المرأة التي ركضت في وهج الشمس، الصراخ في محكمة الصمت، والبرزخquot;.