جوبا: وصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء الى جوبا، عاصمة جنوب السودان، لتعزيز اتفاق سلام يعتبر جوهريا لنجاح الجهود الدولية في السودان بما في ذلك في اقليم دارفور وهو اتفاق يبدو هشا بشكل يثير القلق.وكان بان وصل الاثنين الى الخرطوم في زيارة تستغرق ثلاثة ايام للسودان تستهدف دعم السلام في جميع انحاء هذا البلد وبصفة خاصة في اقليم دارفور الغربي وهو الملف الذي وضعه الامين العام للامم المتحدة على راس اولوياته منذ توليه مهام منصبه مطلع العام الحالي.

وفي جوبا، سيلتقي بان رئيس حكومة جنوب السودان التي تتمتع بالحكم الذاتي سلفا كير الذي خلف الزعيم التاريخي للحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردين جنوبيين سابقين) جون قرنق.ووضع الامين العام للامم المتحدة باقة ورود على قبر قرنق الذي توفي في العام 2005 في حادث تحطم مروحية.

وكان اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة السودانية مع الحركة الشعبية لتحرير السودان مطلع 2005 انهى حربا اهلية استمرت 21 عاما بين الشمال والجنوب وادت الى مقتل مليون ونصف مليون شخص.ويفترض ان يكون هذا الاتفاق الذي يقوم اساسا على مبدأ توزيع الثروة والسلطة نموذجا لاتفاق سلام نهائي في دارفور الذي يشهد منذ شباط/فبراير 2003 حربا اهلية اوقعت 200 الف قتيل وادت الى نزوح قرابة 5،2 ملايين شخص وفقا لتقديرات الامم المتحدة.

وصرح مسؤول من الامم المتحدة يرافق الامين العام للامم المتحدة بان احتمال انهيار اتفاق السلام بين الشمال والجنوب سيكون quot;كابوساquot; بسبب quot;الانعكاسات الهائلةquot; التي يمكن ان تنجم عن ذلك على الاوضاع في اقليم دارفور حيث قام الاتحاد الافريقي والامم المتحدة بجهود ضخمة من اجل وقف الحرب الاهلية.واضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الامور لم تصل الى حد انهيار هذا الاتفاق ولكنه quot;بات هشاquot;.واكد المسؤول ان الامين العام للامم المتحدة quot;قلق للغاية بشان الوضع في الجنوب وزيارته الى جوبا تستهدف تعزيز مختلف جوانب اتفاق السلامquot;.

ويعتبر مسؤولو الامم المتحدة ان عدم انسحاب القوات الحكومية السودانية من الجنوب، الذي كان يفترض ان يتم في التاسع من تموز/يوليو الماضي، من اهم المؤشرات التي تدل على هشاشة الاتفاق.ويشير مسؤولو المنظمة الدولية كذلك الى انه لم يتم بعد تشكيل وحدات مشتركة من القوات الحكومية ومن المتمردين السابقين لتأمين المناطق النفطية كما أن الخلاف ما زال قائما بين الحكومة المركزية والجنوبيين حول الحدود الجغرافية بين الشمال والجنوب في منطقة تحوي ابارا نفطية.

واخيرا فان الشق السياسي في اتفاق السلام يتعثر ايضا اذ ان هناك تأخيرا في الجدول الزمني للتحضير للانتخابات السودانية المفترض ان تتم في 2009 وخاصة في اجراء احصاء لعدد الناخبين وفي المساهمات المالية التي ينبغي ان تقدمها الحكومة السودانية وفقا للاتفاق من اجل إجراء هذه الخطوات.

وينص اتفاق السلام كذلك على اجراء استفتاء في الجنوب عام 2011 لمعرفة ما اذا كان سكان الجنوب يريدون الاستقلال ام لا. غير انه طبقا لمسؤول الامم المتحدة فان الحكومة لديها quot;مخاوف حقيقية من انقسام السودانquot;.واوضح المسؤول انه لتهدئة هذه المخاوف فان الامم المتحدة تؤكد دوما انها تعمل، سواء تعلق الامر بالجنوب او بدارفور، quot;على قاعدة وحدة الاراضي السودانيةquot;.

ومن المقرر ان يزور بان ايضا مقر القوات الدولية في جنوب السودان التي تضم 10 الاف فرد. كما سيلقي الامين العام للامم المتحدة خطابا في جامعة جوبا امام ممثلين لقبائل الجنوب.وكان الامين العام للامم المتحدة التقى مساء الاثنين في الخرطوم الرئيس السوداني عمر البشير واكد له ضرورة quot;بذل المزيد من الجهد للاسراع بتطبيق اتفاق السلامquot;.

وقال بان ان البشير اكد انه quot;ملتزم ومستعدquot; لتسهيل نشر قوة حفظ السلام المشتركة التي تضم 26 الف فرد من الاتحاد الافريقي والقوات الدولية في اقليم دارفور.