غوانتانامو، خليج كوبا:
أكد طبيب يمني كان يعالج مقاتلي القاعدة في جبال تورا بورا في أفغانستان أن زعيم التنظيم، أسامة بن لادن، كان موجوداً في سلسلة الجبال عندما شنت القوات الأمريكية والأفغانية هجومها على التنظيم، كاشفاً أنه ربما تكون القوات الأفغانية التي فتشت الكهوف، قد رفضت القبض عليه وقالت إن الكهوف فارغة، في إشارة على تآمر القوات الأفغانية بعدم القبض عليه.
وأضاف الطبيب اليمني، أيمن سعيد عبدالله باطرفي، أمام لجنة عسكرية في معتقل غوانتانامو، أن بن لادن كان مهتماً بسلامته ورفاهيته أثناء محاصرته في تورا بورا في أواخر عام 2001.
وأوضح باطرفي أنه كان مضطراً لإجراء عمليات جراحية باستخدام السكين والمقص العادي أثناء تلك الفترة، وأنه اضطر إلى ترك مرضاه خلال قصف القاذفات الأمريكية quot;بي-52quot; للجبال، وفقاً للأسوشيتد برس.
وأكد باطرفي أنه كان مضطراً لمعالجة مقاتلي التنظيم وأنه لم يكن إرهابياً.
ونظراً لأنه كان مضطراً للنجاة بنفسه، فقد طلب مقابلة زعيم التنظيم في تورا بورا، لمعرفة كيفية الفرار من المنطقة، وبعد نحو أسبوعين، وجد نفسه وجهاً لوجه مع أسامة بن لادن، الذي كان قد التقاه في وقت سابق في العاصمة الأفغانية كابول.
وأشار باطرفي إلى أن بن لادن كان في أحد كهوف تورا بورا لمدة يومين، وأنه شعر بأنه لا توجد أي طريقة للفرار من القوات الأمريكية والأفغانية التي كانت تحكم قبضتها على المنطقة.
وعوضاً عن دخول القوات الأمريكية إلى الكهوف في جبال تورا بورا، تم إرسال القوات الأفغانية التي قالت إنها فارغة، في محاولة للإشارة إلى وجود quot;مؤامرةquot; من قبل القوات الأفغانية بعدم القبض على بن لادن.
وكانت إدارة بوش قد تعرضت لانتقادات بسبب عدم تمكنها من القبض على بن لادن عندما أتيحت لها الفرصة، في حين دافع كبار المسؤولين في الإدارة بأن القادة العسكريين لم يكونوا متأكدين من وجوده في تورا بورا.
وأكد باطرفي أنه التقى بن لادن لمدة 10 دقائق، مشيراً أنه quot;جاء من خلف الأشجار وافترضت بوجود كهف بالقرب من المكان.quot;
وأوضح الطبيب اليمني أنه أبلغ بن لادن بأن الظروف أصبحت مأساوية وأن تواصل القصف على المنطقة سيؤدي إلى مقتل الجميع، دون استثناء.
وكشف أن معظم المسلحين في تورا بورا كانوا يحلون أسلحة رشاشة خفيفة من طراز quot;كلاشينكوفquot; وأن عددهم لم يتجاوز 200 مقاتل.
وقال باطرفي للجنة العسكرية: quot;إنه (أسامة بن لادن) لم يحضر نفسه للبقاء في تورا بورا، ولأكون صريحاً معكم هو لم يكن يهتم سوى بنفسه.quot;
وتابع يقول: quot;لقد جاء للزيارة ليوم واحد وتحدثنا معه طالبين المغادرة، لكنه قال إنه نفسه لا يعرف أين يذهب، وفي اليوم التالي كان قد اختفى.quot;