بلغراد: أعلن رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوستونيتشا، اليوم الثلاثاء، أنه من المستحيل فرض حل على بلغراد بالقوة بشان وضع اقليم كوسوفو الانفصالي.وقال كوستونيتشا بحسب ما نقلت عنه وكالة quot;بيتاquot; للانباء quot;ان قسما من المجتمع الدولي يرتكب خطأ فادحًا باعتقاده انه من الممكن فرض حل على صربياquot;.

وقال ايضا انه يخطئ كذلك من يعتقد ان quot;صربيا ستعترف في يوم من الايام بوجود دولة كوسوفو مستقلة على اراضيها، خلافًا لدستورها وميثاق الامم المتحدةquot;.وادلى كوستونيتشا بهذه التصريحات عشية سفره الى نيويورك حيث يشارك في المفاوضات المباشرة حول وضع كوسوفو مع القادة الالبان في الاقليم.وكان هؤلاء القادة قد هددوا بإعلان استقلال الاقليم من جانب واحد اذا تعذر الحصول عليه بوساطة قرار من مجلس الامن الدولي.

ومن المتوقع ان تستمر المفاوضات الجارية حاليًا برعاية ترويكا تضم ممثلاً عن الاتحاد الاوروبي هو الالماني ولفغانغ ايشينغر والاميركي فرانك ويزنر والروسي الكسندر بوتسان-خارتشنكو، حتى بداية كانون الاول/ديسمبر على امل ان تتمكن بلغراد وبريشتينا من ايجاد تسوية للمشكلة.وقال كوستونيتشا quot;من الضروري ان تتعهد كافة الاطراف، بدءًا بالمجتمع الدولي، بدعم حل مقبول فقط من بلغراد وبريشتينا وليس عرض حلول احاديةquot;.واضاف quot;ان مثل هذا التعهد سيفتح الباب امام تسوية تضمن استقرارًا طويل الامد والسلام والازدهار لاقلية كوسوفو الالبانية في الاقليم ودولة صربياquot;.

صربيا تعرض إستقلالاً ذاتيًا quot;شبه كاملquot; على إقليم كوسوفو

وكان قد كشف مسؤول صربي عن مقترح جديد تمنح بمقتضاه حكومة بلغراد إقليم كوسوفو استقلال شبه كامل، وذلك خلال المفاوضات المباشرة مع قيادات الأقلية الألبانية في نيويورك هذا الأسبوع.وقال وزير كوسوفو في الحكومة الصربية، سلوبودان سمارزيك، إن المقترح الجديد سيتضمن منح ألبان كوسوفو quot;الأهلية بواقع 95 في المئةquot; لإدارة الإقليم.

وأردف سمارزيك قائلاً: quot;إن المقترح الصربي جديد ومحدد، ويمنح أقصى درجات الاستقلال الذاتي التي لم يشهدها العالم حتى يومنا هذا،quot; مضيفًا أن الإقليم سيحتفظ بروابط هامشية مع صربيا، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وكان قادة كوسوفو قد شددوا في وقت سابق بشهر أغسطس/آب على أن استقلال الإقليم quot;غير قابل للتفاوضquot;، رغم إبداء استعدادهم للعمل مع الدبلوماسية الرامية لإيجاد أرضية مشتركة مع صربيا بشأن مستقبل الإقليم.

وتزامن التشديد الألباني مع وصول مبعوثي دول الترويكا: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، إلى المنطقة لبدء جولة دبلوماسية جديدة تهدف لإنهاء النزاع القائم بين الأغلبية الألبانية المطالبة باستقلال كوسوفو وصربيا، المدعومة من روسيا، والمتمسكة بحق استمرار الإقليم تحت سيادتها.

وشدد قادة كوسوفو في رسالة إلى الترويكا على أن الحل الوحيد المقبول لديهم هو الإستقلال.وجاء في الرسالة، quot;استقلال كوسوفو هو الرغبة السياسية لشعب الإقليم، وهو أمر غير قابل للتفاوض. إن وحدة أراضي كوسوفو لا يمكن المساس بها، وغير قابلة للتفاوض كذلك.quot;

من جانبه، قال المندوب الأميركي، فرانك ويزنر إن المبعوثين يعملون لإيجاد حل سريع، quot;فالسلام مهم، ونحن جميعًا ملتزمون بهquot;.

وتتصاعد المخاوف من لجوء قادة الإقليم، الذي يتمتع بالحكم الذاتي، لإعلان الإستقلال من جانب واحد، الأمر الذي يهدد باندلاع أزمة جديدة في منطقة البلقان.

وتعمل الترويكا للترويج إلى جولة مفاوضات جديدة مع روسيا، التي هددت بسد الطريق أمام خطة الغرب عرض الأمر أمام مجلس الأمن الدولي.

ومن المقرر أن تستمر المفاوضات الماراثونية 120 يوماً، إذ يتوقع أن يرفع المفاوضون تقريرًا إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي-مون، في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول.

وسوف تظل كوسوفو جزءاً من صربيا، رغم إدارتها من قبل الأمم المتحدة، وحلف شمال الأطلسي منذ انتهاء الحرب بين العرقية الألبانية والقوات الصربية في فترة عامي 1998 - 1999.

ويشكل الألبان 90 في المائة من أصل سكان المنطقة، البالغ تعدادها مليوني نسمة.

وكانت صربيا قد حذرت في أواخر شهر يوليو/تموز الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، من مغبة الاعتراف باستقلال إقليم كوسوفو دون الرجوع إلى الأمم المتحدة، وقالت إن خطوة مشابهة قد تجرّ ردًا صربيًا من شأنه quot;زعزعة استقرارquot; منطقة البلقان.

وكان قد تبنى البرلمان الصربي مشروع قانون يدعو الحكومة إلى quot;الرد فوراً وبقوة على أي إشارة دولية تهدف إلى تهديد سيادة صربيا ووحدة أراضيها،quot; في إشارة ضمنية إلى مشروع استقلال إقليم كوسوفو، الذي تقطنه أغلبية مسلمة.

وجاء في مشروع القانون، الذي أجازه النواب الصرب، أن أي اعتراف أحادي الجانب باستقلال إقليم كوسوفو سيخلفquot;عواقب وخيمةquot; على استقرار المنطقة.

وفي شأن متصل، سقط قتيلان وعشرة جرحى في انفجار قوي هز مدينة برشتينا، عاصمة إقليم كوسوفو فجر الاثنين، وفق مسؤولين.

وذكرت مصادر أنه لم يتضح بعد الهدف من الانفجار، الذي وقع في مركز للتسوق حوالي الساعة الثانية والنصف صباحاً.