تيار الصدر ينفي صلته بأي متورط بالقتل
إعترافات تتهم جيش المهدي بأحداث كربلاء

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: وزعت مديرية شرطة كربلاء نتائج التحقيقات مع عدد من الذين ألقت القبض عليهم عقب المصادمات التي حصلت الشهر الماضي اثناء ما يعرف الزيارة الشعبانية التي صادفت منتصف شهر شعبان في الاثنين 27 اب / اغسطس 2007 ويوم الثلاثاء 28 من الشهر نفسه في محافظة كربلاء ( 108 كم جنوب العاصمة بغداد) حيث اندلعت مواجهات مسلحة بين قوة حماية ضريح الامام الحسين بن علي بن ابي طالب واخيه العباس وسط كربلاء حيث يصل عدد الزائرين في هذه الزيارة إلى مئات الالاف اذ تصادف وفق الارث الشيعي مولد المهدي المنتظر.

وظهر في اعترافات الموقوفين تورط عناصر من جيش المهدي في الاحداث اذ قادت هذه الاعترافات الى كشف النقاب عن الاغتيالات التي حدثت في كربلاء خلال الفترة الماضية بينها مسؤول النزاهة في المحافظة المدعو أكرم الزبيدي وفقا لاعترافات (حامد كنوش) عضو مجلس المحافظة من التيار الصدري بمباركته هو و جواد الحسناوي نائب المحافظ على قتل أكرم الزبيدي وبإجازة شرعية من الشيخ عباس وتنفيذ فاضل عبد زيد آمر كتيبة الإمام الحسن في جيش المهدي ومجموعته بعملية الاغتيال.

ونشرت الشرطة ايضا اعترافات المدعو علي داهي عمران عيداوي الابراهيمي الذي اعترف وفقا لاوراق التحقيق في شرطة كربلاء بتلقيه الاوامر من احد امري سرايا جيش المهدي يدعى سيد اكرم بالتحضير لاعمال مواجهات في منطقة مابين الحرمين عشية الزيارة الشعبانية.

وتضيف اعترافات الداهي الى ان مؤذن جامع المخيم (تابع للتنيار الصدري)المدعو ابو وسام قام بتوزيع البنزين في علب بلاستيكية على المتظاهرين من جيش المهدي الذين تمكنوا من السيطرة على منطقة ما بين الحرمين و كانوا يهتفون باسم مقتدى (للشهادة وياك ياسيد مقتدى) وقاموا باحراق الخيم وطردوا حماية ما بين الحرمين بوساطة رميهم بالحجارة.

وتظهر الاعترافات ايضا تطور المواجهات مع قوة حماية مابين الحرمين الى مواجهات مسلحة حيث كان اتباع جيش المهدي وفقا لافادة الموقوف الداهي يطلقون النار من اسلحة معهم بين بندقية كلاشنكوف وقاذفة ارب جي وقناص ومسدس بشكل عشوائي باتجاه الحرمين ما ادى إلى أضرار واضحة في الجدار الخارجي لضريح الامام الحسين.

وقادت اعترافات الداهي الى تورط حامد كنوش عضو مجلس محافظة كربلاء وجواد الحسناوي نائب المحافظ في عمليات قتل استهدفت ضباط شرطة ومواطنين من المحافظة.

وكانت المواجهات المسلحة التي اندلعت بين متظاهرين مسلحين يعتقد انهم من اتباع الصدر وعناصر قوة حماية ما بين الحرمين في السابع والعشرين من الشهر الماضي الى مقتل 48 وجرح قرابة 384 شخصا وفق الحصيلة الرسمية بينهم عدد من افراد الشرطة العراقية التي لم تستطع احتواء الموقف فاستعانت بقوة التدخل السريع التي جلب معها عونا من الجو ساعد في السيطرة على الموقف وفقا لتصريحات الناطق باسم الداخلية العراقية عبد اكريم خلف الذي اشار الى ان هذه القوة تدخلت بعد ان باتت المواجهات خارج السيطرة.

وكان رئيس الوزراء المالكي زار كربلاء بعيد احداث الشغب التي لم يسلم منها الكثير من الزائرين. وكان الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر طالب في بيان صدر من مكتبه في النجف بتحقيق عادل ومحايد. الا انه عمد الى تجميد نشاط جيش المهدي واعادة هيكلته لمدة ستة اشهر. بعد توجيه اتهامات واعتقالات لعدد من انصاره قال قادة من التيار ان لاصلة لهم بالمعتقلين انما هم يستخدمون اسم تيار الصدر وجيش المهدي كغطاء لتحركاتهم. متهمين في الوقت ذاته عناصر من منظمة بدر بالسيطرة على قوة مابين الحرمين ومن الحرس الثوري الايراني بادخال اسلحة داخل الحرمين من اجل اشعال المواجهات.

الاعترافات التي وزعتها الشرطة العراقية تتناقض مع نتيجة التحقيق التي توصلت اليها لجنة في الداخلية العراقية كانت اعلنت تقريرها في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر / ايلول الجاري اظهرت (تورط عصابات اجرامية عملت تحت عناوين وجهات دينية).

يذكر ان ثلاث لجان تشكلت لغرض التحقيق في مواجهات كربلاء الاولى من قبل رئاسة الوزراء والثانية من مجلس النواب والثالثة تابعة لوزارة الداخلية وهي التي اعلنت نتائجها فيما ينتظر اعلان نتائج اللجنتين الاخريين. وكان النائب مثال الالوسي رئيس لجنة تقصي الحقائق في مواجهات كربلاء اعلن في وقت سابق ان إعداد تقرير دقيق وموضوعي (حول الأحداث) يحتاج إلى بعض الوقت وأن لجنة تقصي الحقائق وصلت إلى مراحل متقدمة دون ان يحدد سقفا زمنيا لنشر تقرير لجنته التي قال انه سيتوخى الحقيقة مهما كانت.