قندهار (أفغانستان): رفضت حركة طالبان الأحد عرض المفاوضات الجديد الذي تقدم به الرئيس الأفغاني حميد كرزاي معتبرة أنه من غير الوارد إجراء حوار مع الحكومة ما دامت القوات الأجنبية في أفغانستان. وقال يوسف احمدي المتحدث باسم الحركة quot;طالما لم ينسحبوا (الجنود الأجانب)، لن نتحاور مع حكومة كرزايquot;. وأضاف أن quot;طالبان ليست مهتمة بالحصول على مراكز في الحكومة -- والوزارات على أنواعها -- بل نريد رحيل القوات الأجنبية ونحن باقون على هذا الموقفquot;.
وكان الرئيس الأفغاني أعلن السبت -- بعيد وقوع أحد أسوأ التفجيرات الانتحارية لحركة طالبان اسفر عن مقتل 30 شخصًا في كابول -- استعداده للتفاوض مع الاسلاميين المتشددين لوضع حد لدورة العنف في افغانستان. ومن بين هؤلاء الإسلاميين القائد الأعلى لحركة طالبان الملا عمر وزعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار اللذين تلاحقهما واشنطن. واعرب كرزاي عن استعداده لمنح مناصب وزارية إلى الإسلاميين مقابل نبذهم العنف، إلا أنه رفض بشكل قاطع انسحاب القوات الأجنبية التي يبلغ عديدها 50 الف جندي من بلاده. وقال احمدي إن quot;كرزاي لم يقل شيئًا جديدًاquot;.
وكان عرض كرزاي السبت محادثات سلام مع حركة طالبان ومنح قاداتها مناصب حكومية عقب أسوأ تفجير انتحاري سقط على إثره 30 قتيلاً، غالبيتهم من الجنود الأفغان. أعرب كرزاي عن استعداده للقاء زعيم الحركة المتشددة الملا محمد عمر ورئيس الوزراء الأسبق قلب الدين حكمتيار، في خطوة تهدف لتعزيز عروض السلام التي تقدم بها في وقت سابق. وأشار قائلاً quot;إذا عثرت على عناوينهما، فليس هناك حاجة لأن يأتيا إليّ، سأذهب اليهما وأسألهما لماذا تدمران البلاد؟
ونفى الرئيس الأفغاني اتصال حكومته المباشر مع قيادات الحركة المتشددة سوى عبر زعماء القبائل. وأعرب عن استعداده لمنح مناصب حكومية لقيادات الحركة التي صعدت من هجماتها إلى معدلات غير مسبوقة بلغت ألف عملية انتحارية خلال هذا العام.
وكان كرزاي قد جدد دعوته للحوار مع طالبان، التي لمحت إلى استعدادها للتفاوض مع حكومة كابول، إلا أنها عادت ورهنت الخطوة بمغادرة القوات الأجنبية البلاد، وهو ما رفضه الرئيس الأفغاني خلال كلمته السبت. كما رفض الحوار مع تنظيم القاعدة أو المقاتلين الأجانب المنخرطين تحت لواء طالبان.
وكانت الأمم المتحدة وحلف quot;ناتوquot; قد أشارا في وقت سابق إلى أن المزيد من عناصر طالبان تسعى لإلقاء السلاح، فيما رجح سفير الحلف الأطلسي في أفغانستان، دان أيفرتس، إمكانية التفاوض مع الحركة. وتأتي الدعوات في أعقاب أسوأ هجوم تشهده أفغانستان منذ الغزو الأميركي في أواخر عام 2001، سقط خلاله 30 قتيلاً، معظمهم من الجنود الأفغان، 30 مصابًا بعملية انتحارية السبت.
وأعلن ظبي الله مجاهد، متحدث مزعوم لحركة طالبان، مسؤولية الحركة عن الهجوم، قائلاً إن الانتحاري من سكان العاصمة كابول ويدعى عزيزالله. وقال الناطق باسم الجيش محمد ظاهر عظيمي إن الإنتحاري، متنكر في زي عسكري، حاول ركوب الحافلة العسكرية، وفجر نفسه أثناء الإنشغال بالتدقيق في هويات الركاب الآخرين.
وكان قال قاري يوسف أحمدي، المتحدث باسم حركة طالبان، إن الحركة لن تتفاوض quot;أبداquot; مع السلطات الأفغانية قبل انسحاب كافة القوات الأجنبية عن أفغانستان. وجاء كلام أحمدي ردًا على دعوة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لإجراء محادثات سلام مع الملا عمر، زعيم حركة طالبان، وقلب الدين حكمتيار، قائد quot;حزب الإسلامquot; وهو إحدى الجماعات الأخرى المسلحة في البلاد.
وقال أحمدي: quot;إن طالبان لن تتفاوض مع الحكومة الأفغانية بوجود القوات الأجنبية. حتى ولو تخلى كرزاي عن الرئاسة، فلن يكون من الممكن أن يوافق الملا عمر على إجراء مفاوضات. فالقوات الأجنبية لا سلطة لها على أفغانستانquot;.
يُذكر أن كرزاي كان قد أعلن في مؤتمر صحافي في القصر الرئاسي يوم السبت إنه سيجتمع بنفسه بالملا عمر وحكمتيار من أجل إجراء محادثات سلام معهما، إلا أنه رفض أي شروط مسبقة مثل انسحاب كل القوات الأجنبية. وقال كرزاي الذي عاد أخيرًا من زيارة إلى الولايات المتحدة، إنه بحث هذا الموضوع مع الرئيس الأميركي، جورج دبليو بوش، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي- مون. جاء موقف طالبان الجديد أيضًا في أعقاب تنديد مجلس الأمن الدولي بقوة بالهجوم التفجيري ضد حافلة تقل جنودًا في العاصمة الأفغانية كابول صباح السبت مما أسفر عن مقتل نحو 30 شخصًا.
وكان شخص يرتدي ملابس عسكرية قد فجر نفسه في الحافلة مما أسفر عن إصابة 30 آخرين إلى جانب القتلى. وقد أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الحادث، فيما دعا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إلى التصدي بقوة للارهاب.
وفي آخر التطورات الميدانية، قُتل 14 شخصًا ممن يُشتبه في انتمائهم إلى طالبان خلال اشتباكات وغارات جوية شنتها القوات الحكومية وقوات التحالف يوم السبت، ليرتفع بذلك عدد الذيت قُتلوا في القتال مع المسلحين خلال أسبوع واحد إلى 270 شخصًا. وقد قتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص في أفغانستان خلال العام الحالي في الوقت الذي تخوض فيه القوات الحكومية والأجنبية قتالاً متواصلاً ضد حركة طالبان.
التعليقات