بوغوتا: أصبح مصير إيمانويل الطفل البالغ ثلاث سنوات الذي أثار مشاعر التأثر والإهتمام في العالم، رمزا لمأساة الرهائن في كولومبيا لكنه ربما يكون قد نجا منذ فترة طويلة من الأسر بحسب السلطات الكولومبية. واطلق اسم ابن كلارا روخاس مساعدة المرشحة الرئاسية السابقة انغريد بيتانكور، على العملية التي اثارت الامل في امكان استعادته مع والدته ورهينة اخرى من عمق الادغال الكولومبية حيث تحتجز حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) رهائن.

لكن الرئيس الكولومبي الفارو اوريبي احدث مفاجأة من خلال اطلاقه فرضية ان يكون الطفل الذي ولد ثمرة علاقة بين رهينة واحد الثوار، موجودا في احدى دور الحضانة في بوغوتا. وقال لتبرير فشل المهمة الانسانية الذي عزاه المتمردون الى العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش، ان القوات المسلحة الثورية quot;لم تف بوعدها للافراج عن الرهائن لان الطفل لم يعد لديهاquot;.

واتهمه نظيره الفنزويلي هوغو تشافيز الذي تعهد له المتمردون باعادة الرهائن الثلاثة، بانه quot;نسفquot; العملية. ودحضت وكالة الانباء من اجل كولومبيا جديدة (انكول) القريبة من حركة الثوار فرضية السلطات الكولومبية واصفة اياها في بيان نشر الثلاثاء بانها quot;سحابة دخانquot;. وتقف وراء هذا الحدث المستجد اجهزة الاستخبارات التي رصدت كما قيل قبل اشهر في وسط البلاد رسالة عبر اللاسلكي للقوات المسلحة الثورية تلمح الى ان ايمانويل لم يعد لديها. وامرت السلطات فور ذلك باجراء تحقيق لدى الاجهزة المعنية بالاطفال.

وبعد اجراء فحص لمئة من القاصرين وجدت الاجهزة حالة مثيرة للقلق لصبي مجهول الاب اخذ من احد المنازل في سان خوسيه في غوافياري على بعد نحو 300 كلم الى جنوب شرق بوغوتا وعهد به منذ اكثر من سنة الى احد مراكز العاصمة. وقال اوروبي quot;ان هذا الطفل يملك مواصفات مماثلة لايمانويل. كان قد جرح في الذراع ويحمل اثار سوء معاملةquot;، مذكرا بعبارات جون فرانك بينشاو رفيق الاحتجاز السابق لكلارا روخاس.

وكان هذا الشرطي الذي فر في ايار/مايو الماضي اكد ان ايمانويل quot;تعرض لسوء المعاملةquot; ويحمل جسده اثار quot;حروق سجائرquot;. واشار اوريبي الى quot;وجود تشابه بين هذا الوصف ومواصفات الطفلquot; الذي يعتني به المركز الكولومبي للرفاه العائلي. وقد ارسل خبراء الثلاثاء الى كراكاس لاخذ عينات للحمض الريبي النووي من اقرباء لايمانول. وستعلن النتائج quot;في غضون عشرة الى خمسة عشر يوماquot; بحسب المدعي العام الكولومبي ماريو اغواران. وقال ايفان روخاس عم الطفل quot;ان كان الامر يتعلق بايمانويل فسيكون الامر عملا مشينا لانه انتهاك لجميع حقوقه، لكن على الاقل سيكون طليقاquot;.

واصبح الغموض حول الطفل قضية دولة في كولومبيا. quot;فوحده الرئيس اوروبي مخول التحدث عن هذه المسالةquot; كما اكدت شيلي اوفييدو من الجهاز الاعلامي في المركز الكولومبي للرفاه العائلي. وتعتبر حالة ايمانويل رمزية في ازمة الرهائن. فبحسب روخاس quot;يحمل هذا الطفل اسم المخلص (يسوع المسيح). فقد انقذ شقيقته وقد ينقذ كل كولومبياquot;.

لكن هذا الغموض الذي يحيط بايمانول اطلق التكهنات والتساؤلات. فتساءل احد القراء لصحيفة ال باييس دي كالي quot;اذا كان الامر صحيحا لماذا انتظرت الحكومة حتى اليوم لكشفه؟quot;. وقالت مواطنة كولومبية تقيم في المانيا على الموقع الالكتروني لصحيفة ال تيامبو quot;ان اختيار اوريبي تحديدا هذا التوقيت لكشف المعلومة امر مشبوه بحد ذاتهquot;.