الياس توما من براغ: رفض الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس المشاركة في مناظرة تلفزيونية دعا إليها التلفزيون التشيكي وذلك قبل إجراء الإنتخابات الرئاسية في تشيكيا المقررة في 8 شباط فبراير المقبل. وقد برر أمين سر الرئاسة التشيكية لاديسلاف ياكل سبب موقف الرئيس هذا بالقول أن الرئيس يعتقد بان بث هذه المناظرة لن يكون أمرا مثمرا سوى للجهة التي ستبثها في إشارة إلى أن متابعه بث التلفزيون التشيكي وهو قناة عامة سترتفع خلال إجراء المناظرة مشددا على أن الرئيس كلاوس كان سيرحب بالمشاركة في مثل هذه المناظرات التلفزيونية لو أن انتخاب الرئيس يتم بالاقتراع المباشر من قبل السكان وليس من قبل أعضاء مجلسي النواب والشيوخ. وعلى خلاف هذا الموقف فقد أبدى البروفيسور يان شفينار الذي سينافس كلاوس في هذه الانتخابات استعداده للمشاركة في هذه المناظرة مشيرا إلى انه سيقوم بجولة أيضا في خمس مدن كبيرة في تشيكيا لتعريف الناس به وبمواقفه.

ويأخذ شفينار الذي يقوم بتدريس الاقتصاد في الجامعات الاميركية ويترأس في تشيكيا مجلس الإشراف على البنك التجاري التشيكوسلوفاكي بان الرئيس كلاوس ينظر إلى العالم باللونين الأبيض والأسود وان مواقفه متطرفة في الكثير من القضايا ومنها موضوع التغييرات المناخية وعملية تعميق التكامل الأوربي فيما يتهمه كلاوس بأنه رجل الرئيس السابق فاتسلاف هافل وبأنه غير معروف من قبل السكان التشيك لأنه أمضى جزءا طويلا نسبيا من حياته في الولايات المتحدة وبالتالي لا يعرف دقائق الحياة في تشيكيا.

ويحظى البروفيسور شفينار بدعم الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب الائتلاف الحاكم وبدعم حزب الخضر المشارك في الائتلاف الحاكم فيما يحظى الرئيس كلاوس بدعم ساحق من قبل الحزب الذي أسسه ويترأسه الآن فخريا وهو الحزب المدني الديمقراطي أقوى أحزاب الائتلاف الحاكم أما حزب الشعب والحزب الشيوعي فلم يحسما أمرهما بشان من سيدعما في هذه الانتخابات. ويرى ريس الحزب الاجتماعي ييرجي باروبيك أن فرصة فوز شفينار في الانتخابات ستكون كبيرة لو أن نواب الحزب الشيوعي في مجلسي النواب والشيوخ دعموه الأمر الذي لم يحصل بعد لأنه يبدو انه لا يسود موقف موحد داخل صفوف نواب وقيادات الحزب الشيوعي بهذا الشأن لان البعض منهم لا يعجبه كون شفينار يحمل الجنسيتين التشيكية والاميركية كما انه عبر عن دعمه لوضع القاعدة الرادارية الاميركية في تشيكيا.

وأمام هذا الواقع يبدو أن الرئيس كلاوس الأكثر حظا الآن للاحتفاظ بمنصبه لخمسة أعوام قادمة وأخيرة لان الدستور التشيكي لا يسمح للرئيس بان يستمر في منصبه أكثر من فترتين رئاسيتين فكلاوس يحظى بدعم الحزب المدني بشكل كامل مما يعني أن الحزب سيحتاج في الجولة الثالثة من الانتخابات إلى أصوات 19 نائبا من بقية الأحزاب لضمان نجاح كلاوس الأمر الذي لا يعتبر صعبا في ظل التوزع الحالي للقوى في البرلمان وميل بعض نواب حزبي الشعب و الشيوعي إلى ترجيح كفة كلاوس.

ووفقا للدستور التشيكي فان انتخاب رئيس الجمهورية يتم من قبل مجلسي النواب والشيوخ وليس من قبل المواطنين مباشرة وذلك خلال جولة من الجولات الثلاث التي تعقد لهذا الغرض. ويحتاج المرشح للفوز في الجولة الأولى إلى دعم 101 نائب في مجلس النواب من اصل 200 ولا يقل عن 41 نائبا في مجلس الشيوخ من اصل 81 نائبا أما في حال الفشل في ذلك فانه يتم تنظيم جولة ثانية يفوز بها من يحصل على أغلبية أصوات الحاضرين للجلسة في كل مجلس وفي حال تعثر ذلك يتم إجراء جولة ثالثة يفوز بها من يحصل على أغلبية أصوات الحاضرين لكلا المجلسين.

وينص الدستور أيضا على انه في حال عدم حصول احد من المرشحين على الأصوات المطلوبة في أي جولة من الجولات الثالثة يتم تحديد موعد أخر لإجراء التصويت من جديد لكن بمرشحين جدد غير الذين تنافسوا في الجولات الثلاث. يذكر أن منصب الرئيس في تشيكيا يعتبر تمثبيليا أكثر منه تنفيذيا بالنظر لكون النظام السياسي في البلاد برلماني الطابع وليس رئاسيا ورغم ذلك فان الرئيس يلعب دورا لا يمكن الاستهانة به في تمثيل البلاد في الخارج وفي حل الأزمات السياسية.