أسامة العيسة من القدس : يظهر تقرير أعده جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، بان السلطة الفلسطينية أبدت حزما وجدية في محاربة حركة حماس في الضفة الغربية، وانها اعتقلت 250 من أعضاء هذه الحركة خلال الشهر الماضي.

واشار التقرير إلى ما وصفها إجراءات صارمة اتخذتها حركة فتح التي تقود السلطة في الضفة الغربية، ضد هياكل حركة حماس التنظيمية في الضفة الغربية.

ووفقا للتقرير فان معظم المعتقلين هم من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، حيث تتمتع قوات الأمن الفلسطينية بسيطرة جزئية. بالإضافة إلى مدينة الخليل، جنوب الضفة، والتي اعتبرها التقرير معقلا لحركة حماس.

وذكرت صحيفة هارتس العبرية في عددها الصادر اليوم، بان هذا التقرير الذي حمل عنوان (تتبع أداء قوات الأمن الفلسطينية) يتم تحديثه أسبوعيا، ويتم تقديمه إلى صانعي القرار في إسرائيل، ويتضمن قوائم بأسماء المعتقلين من حركة حماس، وكذلك غارات قوات الأمن الفلسطينية، للاستيلاء على الأسلحة التي بحوزة أعضاء حماس، أو إحباط ما اسماه التقرير الهجمات الإرهابية.

وحسب التقرير فان بعض معتقلي حركة حماس هم من الذين ينتمون إلى الجناح العسكري للحركة، ولكن قوات السلطة اعتقلت أيضا أعضاء من حماس لا ينتمون لجناحها العسكري، وبعضهم يديرون جمعيات خيرية.

وذكر التقرير بعض التفاصيل، من بينها انه في الأسبوع الأخير من شهر كانون الأول (ديسمبر)، اعتقلت السلطة خمسين من رجال حماس، 25 منهم تم اعتقالهم في مدينة نابلس، و15 في الخليل، والباقي اعتقلوا في قلقيلية، ورام الله، وجنين، وطولكرم.

وقالت صحيفة هارتس بان اهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي، أشاد بجهود السلطة الفلسطينية، وقال خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية أمس الأحد بان ما يحدث في الضفة الغربية، هي جهود تبذلها السلطة الفلسطينية، لتشديد قبضتها على الشارع الفلسطيني، وان الاعتقالات هي نتائج عملية لهذه الجهود.

ولكن هذه الجهود لن تثني إسرائيل عن المضي بإجراءاتها ضد نشطاء التنظيمات الفلسطينية كما قال باراك، الذي تعهد بملاحقة نشطاء هذه التنظيمات التي قال بأنها تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية.

ولم يكن الفلسطينيون بحاجة إلى تصريحات باراك، ليدركوا بان إسرائيل لم تتخل عن سياستها ضدهم، وهو ما حدث مؤخرا، في اجتياحات كبيرة ومتتالية لمدينة نابلس، التي كانت قدمت قبل فترة كنموذج لتطبيق خطة أمنية لحكومة سلام فياض فيها، بإشراف أميركي وتعاون إسرائيلي.

وأوقعت الحملات ضد نابلس المزيد من القتلى والجرحى الفلسطينيين، مما سبب إحراجا كبيرة لفياض، الذي ألغى زيارة للقاهرة لمتابعة الوضع فيها.

وهذا ما تدركه الحكومة الإسرائيلية، ونسبت صحيفة هارتس لمصدر سياسي رسمي إسرائيلي، قوله بان الفلسطينيين، يقولون بان حملات إسرائيل في نابلس quot;خربت كل شيء تم بناؤه سابقاquot;.

وبدت قيادات السلطة الفلسطينية غير فاهمة لما يحدث في نابلس، وربطته بالوضع السياسي، واشار اكثر من وزير في حكومة فياض، بان القتل والاعتقال في نابلس، يهدف إلى تخريب زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش المنتظرة إلى المنطقة، ولكن مراقبين محايدين اعتبروا أن ما يحدث في نابلس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي هو استمرار لعملياتها الأمنية التي لم تتوقف في المدينة منذ الاحتلال عام 1967، وكذلك في باقي مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، وإذا كان خيل للسلطة الفلسطينية بأنها تملك أية سيادة على أية بقعة فلسطينية فهي واهمة، وهو ما ينطبق ايضا على سلطة حركة حمسا في قطاع غزة.

ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية تحاول تسويق ما اعتبر سياسة قديمة جديدة للسلطة الفلسطينية، بمحاولة الإشارة إلى أن الحكومة الإسرائيلية والمستوى السياسي في إسرائيل راض عن نشاط قوات الأمن الفلسطينية في ظل سلطة سلام فياض، ولكن للمستوى العسكري الإسرائيلي اعتباراته.

وقال المصدر السياسي الإسرائيلي لهارتس، بان المستوى السياسي الإسرائيلي على قناعة بان قوات الأمن الفلسطينية تتعامل بحزم ضد حركة حماس.

ونسبت الصحيفة لمصدر امني فلسطيني في نابلس قوله بان قواته ألقت القبض على العشرات من أفراد حماس، وانه تم أطلق سراح عدد منهم، وفقا لسياسة السلطة بالإفراج عن أي شخص يسلم أسلحته.

ووفقا للمصدر، فان غارات السلطة أدت إلى مصادرة 120 قطعة سلاح، بعضها تم تهريبه من الأردن أو مصر إلى الأراضي الفلسطينية.

وكانت حركة حماس، أصدرت بيانات اتهمت فيها السلطة في الضفة الغربية بممارسة الاضطهاد السياسي ضد رجالها، واعتبرت حملات الاعتقال ضد عناصرها، بأنه يقطع الطريق على الجهود العربية المبذولة لإحداث مصالحة بين حركتي فتح وحماس.

ووفقا لحماس، فان حملة الاعتقالات السياسية التي تشنها السلطة ضد نشطائها، شملت صحافيين، وأكاديميين، ومسؤولي جمعيات خيرية، واعتبرت أن هذه الحملات تهدف إلى إرضاء الرئيس الأميركي جورج بوش الذي سيبدا زيارة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية يوم الأربعاء المقبل.

وتسعى السلطة الفلسطينية إلى الاستفادة القصوى من زيارة بوش، وجعله يقضي فترة اطول من المقرر خلال زيارته في مناطق السلطة، ووفقا لمعلومات حصلت عليها إيلاف، فانه من المرجح أن يزور بوش مدينة بيت لحم، التي من المتوقع أن يعقد فيها مؤتمرا اقتصاديا في الربيع المقبل، بدعم من بوش نفسه، ودول الاتحاد الأوروبي، وستتولى قوات امن اميركية حماية بوش خلال زيارته الى مناطق السلطة.