كتل تعتبره تصعيدا.. والغلاء السبب
نواب (وفاق البحرين) يقاطعون زيارة لرئيس الحكومة

مهند سليمان من المنامة: أعلنت كتلة الوفاق الإسلامية الشيعية أن نوابها في البرلمان (17 نائبا) لن يحضروا الاجتماع المزمع عقده مع رئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة غدا الأربعاء لمناقشة غلاء الأسعار بعد أن كانت الكتلة أصرت على أن يحضر رئيس الحكومة إلى البرلمان أو احد نوابه لنقاش المشكلة ، وقالت الوفاق في بيان لها أن (رئيس المجلس النيابي الشيخ خليفة الظهراني تفرد بالقرار بدون التشاور مع هيئة المكتب والتي كان يفترض أن توجه القرار النيابي كما كلفها المجلس في قراره بالجلسة الاستثنائية لدعوة رئيس الوزراء لحضور اجتماع المجلس).

وعبرت الوفاق عن أسفها ( لكل الإجراءات التي من شئنها إضعاف مكانة المجلس النيابي وجعله وكأنه تبعا للحكومة وما تسمح به وما يقلل من شأن نواب الشعب كونهم يمثلون السلطة التشريعية المقابلة للسلطة التنفيذية والمسئولة عن الرقابة عن أفعالها وتصرفاتها) ، وذكرت ( إن الوفاق كانت تأمل في حضور ومشاركة رئيس الوزراء في مناقشة موضوع الغلاء المعيشي وهو الملف الذي يكتوي منه كل المواطنين مع زملائه وشركائه الوزراء والنواب في العمل السياسي في البحرين مما يبرهن على تعزيز سلطة ومكانة هذا المجلس المنتخب وأن يكون البرلمان بيت الشعب الذي يقدره الجميع وهو يستحق هذه المشاركة على هذا المستوى خصوصا مع عدم قدرة الوزراء بحل المشكلة).

وأكدت ( أن هذا القرار بمقاطعة هذا اللقاء المزمع هدفه ضرورة تقدير النواب وبيت الشعب، إلا أنه ليس موجها ضد رئيس الوزراء، حيث لاتزال الوفاق تأمل في أن يكون تمثيل الحكومة في مناقشات البرلمان القادمة على هذا المستوى للتدليل على فعالية التعاون بين الحكومة ومجلس النواب كما يقال دائما).

من جهتها أبدت كتلة المستقبل استيائها واستغرابها من تعمد كتلة الوفاق بالخروج عن الإجماع النيابي بلقاء رئيس الوزراء لبحث ملف غلاء الأسعار ،وذلك برفضها حضور اللقاء المزمع عقده معه ورئيس مجلس النواب ونائبي الرئيس وأعضاء هيئة المكتب ورؤساء الكتل النيابية يوم غد الأربعاء
.وأعربت الكتلة في بيان صادر لها على لسان عادل عبدالرحمن العسومي رئيس كتلة المستقبل عن استغرابها للتصعيد الوفاقي الغير مبرر والتي سوغت له بِأسباب واهية بعيدة كل البعد عن العرف في التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

وأكد العسومي بأن الحكومة برئاسة رئيس الوزراء تضرب دائما المثل الأروع في التعاون مع السلطة التشريعية وما هذا الاجتماع الذي خصصته الحكومة مباشرة بعد الجلسة الاستثنائية لمجلس النواب لبحث موضوع غلاء الأسعار إلا دليل على الحرص الحكومي على التعاون المطلق مع السلطة التشريعية وإشراكها في القرارات والموضوعات ذات الصلة المباشرة بالمواطنين.

وأشار رئيس كتلة المستقبل إلى أن موضوع غلاء الأسعار الذي بات يؤرق المواطن ويثقل كاهل شريحة واسعة من أبناء الوطن يجعل الحرص على الحوار البناء مع الحكومة لايجاد حلول سريعة له أسمى وأكبر بكثير مما سوقت له كتلة الوفاق برفضها لحضور هذا اللقاء الهام، لأننا نرى أن الخاسر الأكبر من التصعيد والمقاطعة هو المواطن الذي سلم النائب آماله وتطلعاته وهمومه لينقلها لأصحاب القرار وليحولها لحقيقة ملموسة عبر القنوات الرئيسية والحوار البناء والمثمر مع السلطة التنفيذية.

وقال في ختام بيانه ( يؤسفنا أن تفوت كتلة الوفاق هذا اللقاء الهام الذي حرصنا على تخصيصه لموضوع أصبح من الأهمية بمكان ما يجعلنا نعطيه جل عنايتنا،ونتمنى أن تفكر كتلة الوفاق مليا في موقفها السلبي وتعيد حساباتها وتعرف متى تستخدم ورقة المقاطعة التي صارت تلوح بها الكتلة بين حين وآخر).

وأضاف ( كما و لايفوتنا أن نعبر عن شكرنا وتقديرنا العميقين لرئيس الوزراء على إتاحة الفرصة لنا لهذا اللقاء الأمر الذي ليس بمستغرب على رئيس الحكومة الذي دائما ما يكون غريبا من هموم المواطن وحريصا على مد جسور التعاون مع السلطة التشريعية وسيبقى لنا رئيس الوزراء دائما رمزا نجله ونقدره ونكن له كل احترام وتقدير).

مصدر حكومي: الاجتماع جاء تحقيقا لرغبة مجلس النواب

الى ذلك، أوضح مصدر حكومي بحريني مسؤول بأن الاجتماع المزمع عقده بين الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة رئيس الوزراء ومجلس النواب، قد جاء عقده تحقيقا للرغبة المرفوعة من مجلس النواب في جلسته الاستثنائية التي خصصها لمناقشة موضوع غلاء الأسعار، وبناء على الرسالة المرفوعة بهذا الخصوص من رئيس مجلس النواب.

واكد المصدر بأن الاستجابة جاءت سريعة وفورية من رئيس الوزراء وذلك انطلاقا من الحرص الذي تبديه الحكومة على تحقيق أقصى قدر من التعاون مع السلطة التشريعية خاصة وأن موضوع الاجتماع يمس المواطنين بشكل مباشر لأنه مرتبط بمعيشتهم وحياتهم ، وهو أمر تسهر عليه الحكومة ومقتنعة تمام الاقتناع بأن مجلس النواب ايضا يشاطرها ذات الاهتمام تجاه مثل هذه الملفات الهامة.

وأكد المصدر بأن مجلس النواب رئيسا وأعضاء محل ترحيب وتقدير، معربا في ذات الوقت عن قناعته بأن مثل هذه الاجتماعات لها انعكاساتها الايجابية المباشرة على المواطنين وهو ما يكسبها مزيدا من الأهمية ويجعل لحضورها انعكاسا على تعظيم حجم الفائدة المرجوة من مثل هذه الاجتماعات.