موسى بحث مع الأسد المبادرة العربية
دمشق عاصمة لمناقشة الأزمة اللبنانية
بهية مارديني من دمشق: اعتبر مراقبون أن إعلان دمشق عاصمة للثقافة العربية بحضور عدد من المسؤولين العرب والرئيس التركي مناسبة مهمة للقيادة السورية، ولكنهم أشاروا في نفس الوقت إلى أن هذه المناسبة، بما فيها من حضور، ستتحول إلى إجتماع مهم لمناقشة الأزمة اللبنانية، إجتماع سيكون حاسما إما لاعلان تسوية ما لهذه الازمة يكون الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى عرابها، او لاعلان اخفاق الخطة العربية للحل.وكانت قد افتتح بعد ظهر اليوم احتفال دمشق عاصمة للثقافة العربية بحضور الرئيس التركي عبد الله غول وامير قطر حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس وزراء قطر حمد بن جاسم آل ثاني والشيخة موزة والرئيس اللبناني السابق ايميل لحود وعقيلته. واعتبر المحلل السياسي السوري ادهم الطويل في تصريح خاص لايلاف أن الأهم في مثل هذا الاجتماع الذي يرجح ان تشارك فيه تركيا التي وصل رئيسها عبد الله غول الى سورية اليوم، وقطر التي جاء ايضا اميرها الشيخ حمد بن جاسم وكذلك رئيس وزرائها ووزير خارجيتها وموسى طبعا، انه قد يتحول الى مصدر ضغط على الموقف السوري الذي تبنى علنا تفسير المعارضة للخطة العربية بحيث تتوزع الحصص الحكومية 10-10- 10 وهو تفسير رفضه موسى علنا قبل ان يصل الى دمشق.
واضاف الطويل لكن السوريون رفضوا علنا ومرارا ممارسة أي ضغط على المعارضة، والنظر اليها كـquot;ادواتquot;.. من هنا فمن الصعب تصور أن يتمكن اجتماع دمشق من اجتراح صيغة لحل الازمة اللبنانية، فهو اولا لن يناقش افكارا جديدة للحل، بل سيركز كما قيل على الخطة العربية، وهي خطة وصلت الجهود حولها الى طريق مسدود، وان كان موسى يرفض اعلان ذلك، كما ان الاجتماع لا يملك quot;صلاحياتquot; التحدث باسم كل الفرقاء اللبنانيين خاصة العماد عون، ولا كل قوى الضغط الدولى مثل واشنطن وباريس، ذلك كله الا اذا كان الاشقاء القطريين ، ومعهم الاصدقاء الاتراك يحملون صيغة سحرية ما لم يجربها اللبنانيون من قبل.
وراى الطويل انه في احسن الاحوال قد يصدر عن الاجتماع بيانا عاما يؤكد على الاسس العامة التي لابد من توفرها لحل الاتزمة اللبناني. وكان الرئيس السوري بحث مع عمرو موسى آخر التطورات في المنطقة والجهود المبذولة لحل الأزمة في لبنان كما التقى الرئيس الأسد مع الرئيس التركي عبد الله غول فور وصول غول دمشق بعد ظهر اليوم وعقدا اجتماعا ثنائيا ، كما التقى عمرو موسى وزير الخارجية السوري وليد المعلم بحضور رئيس وزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.
وفي ختام لقاءاته مع المسؤولين السوريين قال موسى في تصريحات للصحفيين quot;بحثت مع الرئيس الأسد والمسؤولين السوريين آخر التطورات في الشأن اللبناني واستمعت إلى وجهة نظر سورية بهذا الخصوص quot;لافتا إلى أن quot;سورية جزء من المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانيةquot;.وأضاف موسى أن quot;جميع الدول العربية معنية بموضوع لبنان كما أن جهود الجامعة العربية تتركز حاليا على خلق ديناميكية في الاتصال بين الأطراف اللبنانية وربط كل النقاط وصولا إلى رؤية مشتركة يتوافق عليها اللبنانيونquot;.
وعما يدور الحديث عنه بربط عقد القمة العربية في دمشق بحل الأزمة اللبنانية أكد موسى أنهquot; لا يمكن الربط بين الموضوعين وشدد quot;ان القمة العربية العشرين تقرر عقدها بدمشق في شهر آذار القادمquot;. وكان موسى قد قال حيال موضوع تدويل الأزمة اللبنانية إن quot;كل مشكلة في العالم لها بعد دولي.. نحن نعرض حلاً عربياً، وإذا فشلنا، في النهاية يحدث ما يحدثquot;.
وردا على سؤال حول زيارته للرياض ومدى ارتباطها بمهمته في دمشق، فأجاب أن موعدهاquot; لم يحدد بعد نظراً إلى ارتباطاته.quot; وعن مطالبة البعض دمشق بالضغط على المعارضة، قال إن quot;الأمر يحتاج الى اتفاق الدول كافة التي لها نفوذ في لبنان على دفع الأمور الى الامام والاتفاق في ما بينها، وهذا ما أقوم به حالياًquot;.
ويؤكد مراقبون انه لا يمكن فصل الزيارة الأولى للرئيس التركي لدمشق منذ توليه منصبه ، والتي وصلها اليوم ، وزيارة أمير قطر ، لا يمكن فصلهم عن الأزمة اللبنانية والخطة العربية الشاملة للحل ، وخاصة أن الزيارات تأتي بالتزامن مع زيارة الأمين العام للجامعة العربية الى دمشق ، ولو كان الهدف المعلن لهذه الزيارات الدعوة السورية بالمشاركة في احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008 .
وكانت صحيفة حكومية سورية وصفت اليوم زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية بأنها جاءت للمشاركة في الاحتفال بإعلان دمشق عاصمة للثقافة العربية، وللإعداد للقمة العربية. وقالت صحيفة quot;تشرينquot; الرسمية إن موسى قال في تصريحات للصحفيين عقب وصوله إلى دمشق مساء الجمعة quot;نحن نحتفل بدمشق عاصمة للثقافة العربية وكانت حلب في العام الماضي عاصمة للثقافة الإسلامية ، واجتماع الثقافة العربية والإسلامية في بلد واحد يشير إلى عمق مساهمة سورية في الثقافة العربية والاسلاميةquot;.
وأشارت إلى أن موسى أوضح أنه quot;سيبحث خلال زيارته في الإعداد للقمة العربية المقررة في دمشق في آذار المقبلquot;، واكدت أنه quot;سيبحث أيضاً تطورات الاوضاع على الساحة العربية وخاصة في لبنان مع المسؤولين في سوريةquot;. و شغرت سدة الرئاسة الأولى في لبنان منذ 24 تشرين الثاني الماضي مع انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود ، ومن دون توافق الغالبية المناهضة لسوريا والمعارضة القريبة من دمشق.
التعليقات