انقرة: ظهرت خلافات بين تركيا واليونان الاربعاء حول عدة مسائل خصوصا حول بحر ايجه ووضع البطريركية الارثوذكسية في اسطنبول، وذلك خلال لقاء بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ونظيره اليوناني كوستاس كرمنليس. وكرمنليس هو اول رئيس حكومة يوناني يقوم بزيارة رسمية لتركية منذ 49 عاما.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك اثر محادثاتهما، اعرب رئيسا الحكومتين عن رغبتهما في مواصلة وquot;تسريعquot; اللقاءات التي وصفت بالاستكشافية من اجل تسوية خلافاتهما حول بحر ايجه. واعرب كرمنليس عن دعمه لسياسة حكومته في لجوئها الى محكمة العدل الاوروبية في لاهاي في حين شدد اردوغان على الحوار الثنائي. وقال كرمنليس في اليوم الاول من زيارته التي تستمر ثلاثة ايام لانقرة واسطنبول ان quot;الحل الوحيد في بحر ايجه يجب ان يتم على اساس القانون الدوليquot;.

ورد اردوغان بالقول quot;من المهم ان يصبح بحر ايجه بحر سلام وان يتمكن من المساهمة في تعاون وتضامن طرفي هذا البحرquot;. وبالاضافة الى ذلك، دعا كرمنليس انقرة الى التقدم في مسألة الاقليات خصوصا الارثوذكس اليونانيين ودعا الحكومة التركية الى اعادة فتح كلية اللاهوت في هايبيليادا (هالكي باليونانية) على احدى الجزر قبالة ساحل اسطنبول والتي اغلقت عام 1971.

ومن ناحيته، حث اردوغان نظيره على التدخل شخصيا لاستئناف المفاوضات من اجل اعادة توحيد جزيرة قبرص المقسمة منذ 1974. ويبلغ عدد الارثوذكس اليونانيين في تركيا حوالى اربعة الاف شخص ويعيشون خصوصا في اسطنبول التي كانت تعرف باسم القسطنطينية حيث كانوا مئات الالاف مطلع القرن الماضي.

يشار الى ان البطريرك المسكوني الارثوذكسي في اسطنبول برتولوميه الاول هو خصوصا الزعيم الروحي للارثوذكس في اوروبا الغربية. وهو مواطن تركي ويخضع انتخابه لموافقة الدولة التركية ولكن علاقاته ليست دائما سهلة مع السلطات لانها ترتاب من دوره الدولي وترفض لقبه المسكوني. وتأتي زيارة كرمنليس ردا على الزيارة التي قام بها اردوغان الى اثينا في ايار/مايو 2004.

وصل كوستاس كرمنليس الاربعاء الى انقرة في اول زيارة رسمية يقوم بها رئيس وزراء يوناني لتركيا منذ 49 عاما. وكان وزير الخارجية التركي علي باباجان في استقبال كرمنليس لدى نزوله من الطائرة. وبالرغم من الخلافات القائمة بين البلدين الجارين والحليفين ضمن حلف شمال الاطلسي، فقد شهدت العلاقات الاقتصادية بينهما تحسنا في السنوات الاخيرة.

وتزايد حجم الواردات التركية الى اليونان باكثر من ضعفين بين 2000 و2006 وصولا الى 3،1 مليار يورو، فيما اضحت اليونان مستثمرا مهما في تركيا ولا سيما في القطاع المصرفي. وافتتح البلدان في تشرين الثاني/نوفمبر اول خط انابيب مشترك للغاز سيسمح بتنويع مصادر الغاز لغرب اوروبا وسيعزز موقع البلدين كممر للطاقة في المنطقة.