الياس توما من براغ: لم يخفق الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس فقط في الحصول على دعم نواب حزب الخضر له في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في تشيكيا في الثامن من الشهر القادم وإنما انتهت زيارته إلى الكتلة النيابية لحزب الخضر بمشادة كلامية بينه وبين رئيس الحزب وزير البيئة مارتين بورسيك الأمر الذي دفع بالرئيس كلاوس إلى ترك المؤتمر الصحفي المشترك وهو ممتعض. وقد حدث الخلاف بين الطرفين عندما قال بورسيك في بداية المؤتمر أن الخضر أرادوا التأكد فيما إذا كان الرئيس كلاوس قد غير مواقفه في المواضيع التي يعتبرونها حاسمة فتبين لهم بان مخاوفهم لا تزال في محلها وان الخضر للأسف قد اطلعوا من الرئيس على أن حماية المناخ هو غلط مأساوي وأن عدد الأنواع الحيوانية والنباتية في العالم في تنامي وليس في تناقص.

وأضاف أردنا أن نعرف أيضا كيف سيتصرف الرئيس خلال رئاسة تشيكيا للاتحاد الأوربي في عام 2009 لأنه من شبه المؤكد أن الاتحاد سيناقش في منتصف العام المقبل التعليمات البيئة الجديدة ورأى أن الدور الرئيسي في هذا المجال سيكون لوزراء البيئة والصناعة غيران هذه المفاوضات يمكن أن تتعرقل وبالتالي سيحل مكانهم رؤساء الحكومات ومن ثم رؤساء الدول وبالتالي فان من المهم بمكان معرفة مواقف الرئيس . وتابع وهنا أرى بان هناك سبب قوى لدى حزبي لدعم انتخاب يان شفينار رئيسا لتشيكيا.

وقد أثار هذا القول غضب الرئيس كلاوس الذي اعتبر أن هذا الكلام غير لائق مشددا على انه أكد خلال الحديث مع نواب حزب الخضر على انه لم يتراجع عن مواقفه بشان ارتفاع درجة حرارة الأرض والتغيرات المناخية وانه يستغرب بان الخضر لم يتراجعوا هم في مواقفهم . وأضاف إنني توقعت بان تقولوا بأنه على خلاف الأشياء الأخرى فان موقف الرئيس في هذا المجال قد أرضانا متهما رئيس الحزب بأنه لم يمتلك الشجاعة لقول ذلك ولهذا اعتبر موقفه بأنه جبن مؤكد . ووصف كلاوس مراهنة حزب الخضر على منافسه البروفيسور في الاقتصاد يان شفيناؤ بأنه رهان على حصان سيء ثم غادر المؤتمر الصحفي وهو ممتعض.

وقد علق بورسيك على هذه المغادرة بالقول انه من الممكن أن أعصابه لم تتحمل لان هذه الحملة الرئاسية صعبة ولذلك نعذره . وردا على سؤال لبورسيك فيما إذا كان كلاوس يمكن أن يحصل على دعم احد من نواب حزب الخضر أجاب لن يحصل سوى على الصفر من حزب الخضر. يذكر أن الانتخابات الرئاسية في تشيكيا تتم من قبل أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في جلسة مشتركة ستتم في الثامن من الشهر القادم وسيتنافس فيها الرئيس الحالي فاتسلاف كلاوس والبروفيسور يان شفينار الذي يدرس الاقتصاد في الجامعات الاميركية.