طالباني يشكل مجلسا استشاريا تابعا للرئاسة لحل مشاكل التركمان
الحكيم : إرهابيو الخارج كادوا يشعلون حربا شيعية سنية

أسامة مهدي من لندن: أكد زعيم الائتلاف العراقي الشيعي الحاكم رئيس المجلس الإسلامي الاعلى عبد العزيز الحكيم لمناسبة الذكرى الثانية لتفجير ضريحي الامامين العسكريين في مدينة سامراء والذي أشعل عنفا طائفيا غير مسبوق في البلاد ان المفجرين القادمين من الخارج في اشارة الى القاعدة كادوا أن ينجحوا في إحداث فتنة وحرب طائفية بين الشيعة والسنة ودعا الى الإسراع ببناء الضريحين واتخاذ الإجراءات الامنية لحماية زائريهما .. فيما تم الاعلان في اليوم الثاني لزيارة الرئيس العراقي جلال طالباني الى مدينة كركوك الشمالية عن تشكيل مجلس استشاري لدراسة ومعالجة مشاكل التركمان في المدينة والعمل على حلها .

وقال الحكيم في ذكرى تفجير قبتي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في مثل هذا اليوم بحسب التاريخ الهجري والتي صادفت في الثاني والعشرين من شباط (فبراير) عام 2006 في مدينة سامراء (125 كم شمال غرب بغداد) إن الارهابيين الوافدين من خارج العراق استهدفوا منه إيقاع الفتنة والحرب الطائفية بين أبناء الوطن الواحد من الشيعة والسنة .

واضاف الحكيم في بيان صحافي أن الإرهابيين التكفيريين الوافدين الى العراق من خارج حدوده وثقافته في اشارة الى تنظيم القاعدة سعوا الى ايقاع الفتنة والحرب الطائفية بين شركاء الوطن من الشيعة والسنة وكادوا أن ينجحوا في ذلك quot; لولا مبادرة الحكماء والمخلصين من ابناء هذا الوطن وفي مقدمتهم المرجعية الدينية في النجف الاشرف لتدارك هذه الفتنة وتطويق آثارها وتوجيهها نحو العدو الاصلي للعراق والعراقيين وهم تنظيمات القاعدة والصداميين والتكفيريين الذين امعنوا قتلاً وتشريداً بالعراقيين من كل المكونات والطوائف والاديان والقوميات والمذاهبquot;.

واكد ان مراقد ائمة اهل البيت الموجودة في العراق هي منارات هدى ومصدر مهم من مصادر توحيد العراقيين quot;وان تعرضها للاعتداء بمثل هذه الوحشية انما هو محاولة يائسة لضرب كل عوامل توحدّ العراقيين واستقرارهمquot;.

واشار الى ان جريمة تفجير المرقدين quot;مثلت عدواناً صارخاً على مشاعر مئات الملايين من المسلمين quot; . وشدد على أن إعادة بناء المرقدين يُعدّ إحدى مظاهر الردّ على هذه الجريمة البشعة ومشروعاً متجدداً لإعادة اللحمة للعراقيين وتوحدهم بوجه الإرهاب والتكفير وكل المحاولات الإجرامية التي تهدف الى تمزيق العراقيين الى طوائف متناحرة متقاتلة.

ودعا الاجهزة المختصة الى الاسراع بالشروع في العمل من أجل إعادة بناء المرقدين وطالب الأجهزة الحكومية المختصة باتخاذ الترتيبات اللازمة من أجل توفير الحماية الفعّالة لزوار الامامين العسكريين لإحياء مظاهر الاخوّة الحقيقية بين أبناء الشعب الواحد.

وسامراء لم تكن تكتسب تميزها الفريد بالقبة التي ترتفع فوق ضريح الإمامين وبمنارة ملّويتها فحسب بل بكونها المدينة الوحيدة ذات الأغلبية السنية التي تضم مرقداً شيعياً يعد واحداً من أقدس العتبات الدينية الأربع عند الشيعة في العالم.

ومع التفجير على بقايا هذا المرقد العام الماضي بعد أن نسفت قبته الذهبية عام 2006 التي كانت واحدة من أكبر القباب في العالم إن لم تكن أكبرها على الإطلاق لم تعد في سامراء سوى منارة ملوية مثلومة من الأعلى بتفجير سابق وسوى أنها باتت مصدراً لمخاوف إثارة الاحتراب الأهلي في عموم العراق بعد أن كانت مصدراً للتآخي. وسامراء البالغ عدد سكانها حوالى 200 ألف نسمة ترقد على الضفة الشرقية من نهر دجلة وتمتد على مسافة35 كلم. ويعود تاريخها إلى الحقبة الأشورية حيث بنى الملك سنحريب قلعة في سامراء عام 690 قبل الميلاد.

وكان الإمبراطور جوليان الذي تخلى عن ديانته المسيحية قد قال قبيل مقتله اثر إصابته بجروح في سامراء عام 363 ميلادية quot;لقد هزمتك أيها الجليليquot; في إشارة إلى المسيح المتحدر من الناصرة في منطقة الجليل وكان يراهن على نهاية المسيحية.

وفي مطلع القرن التاسع، لم يبق من سامراء سوى دير للرهبان محاط بعدد من المنازل عندما اختارها الخليفة المعتصم بالله عاصمة لحكمه بعد أن تذمر أهل بغداد من عسكر الخليفة الذين كان معظمهم من الأتراك. وكان المعتصم قائدا حربيا ومعنياً بالفن المعماري في الوقت ذاته فاستقدم المعماريين والمواد اللازمة والفنانين من جميع الأمصار الإسلامية من اجل تشييد المدينة التي أطلق عليها اسم quot;سر من رأىquot;، الذي استحال إلى سامراء.

وسرعان ما تطورت المدينة لاسيما مع عمل الخلفاء التسعة الذين تعاقبوا على الحكم على تحسينها وتجميلها من دون توقف حتى سنة 892. وبعودة مركز الخلافة إلى بغداد بدأت سامراء تفقد بريقها وأهميتها وقد دمرها المغول لكنها صمدت بفضل الشيعة من زوار العتبات المقدسة.

وتم تشييد مزار في مكان دفن الإمامين العاشر علي الهادي الذي توفي عام 868 وابنه الحسن العسكري الإمام الحادي عشر الذي توفي عام 874 وفوق القبو الذي اختفى فيه الإمام الثاني عشر محمد المهدي عندما كان لا يزال في السادسة من عمره عام 878 بحسب المذهب الاثني عشري الشيعي الذي يقول إن المهدي سيعود قبل يوم القيامة quot;ليملأ الدنيا قسطاً وعدلا بعد أن مُلئت ظلما وجوراquot;.

وقد انتهى العمل في قبة المقامين عام 1905 وكسيت بحوالى 72 ألف قطعة ذهبية. ويبلغ ارتفاعها 20 مترا ومحيطها 68 مترا وبذلك فهي واحدة من أكبر القباب في العالم الإسلامي. ويبلغ ارتفاع كل من مئذنتي المقامين 36 مترا. أما مسجد الجمعة الذي تم تشييده بين عامي849 و 851 فقد دُمر كليا. وكانت السلطات العراقية قد اقترحت إدراجه عام 2000 ضمن لائحة التراث العالمي للإنسانية التي صنفتها هيئة اليونيسكو. وبالقرب من الجدار الشمالي لهذا المسجد تقع منارة الملوية البالغ ارتفاعها52 مترا وهي رمز ديني وكنز ثقافي أقدم المسلحون على نسف طبقته الأخيرة مطلع عام 2005.

طالباني يشكل مجلسا استشاريا تابعا للرئاسة لمعالجة مشاكل التركمان
دعا الرئيس العراقي جلال طالباني إلى انتهاج سياسة حكيمة وعقلانية لحل المشاكل و المعوقات التي تواجهها محافظة كركوك وقرر تشكيل مجلس استشاري لمعالجة مشاكل التركمان في المدينة .
جاء ذلك خلال اجتماع عقده طالباني في مدينة كركوك (255 كم شمال بغداد) مع عدد من الشخصيات التركمانية في المدينة حيث شدد على ضرورة تعزيز التآخي والتعايش الحضاري بين المكونات الأساسية في كركوك من الأكراد و التركمان والعرب الاصلاء والكلدوآشور كما نقل عنه بيان صحافي ارسلت الرئاسة العراقية نسخة منه الى quot;إيلافquot; اليوم .

وأكد الرئيس طالباني أن التركمان تعرضوا إلى مظالم كثيرة على يد النظام الدكتاتوري البائد وخاصة التركمان الشيعة منهم، الذين تعرضوا إلى الاضطهاد والتشريد والتهجير من ديارهم، و قال فخامته quot;مدينة كركوك تستحق كل الدعم والمساندة ولاسيما أنها المدينة الأكثر مظلومية في العراقquot;. مشيراً إلى أن النظام البائد أنكر وجود التركمان.

و جرى خلال الاجتماع التأكيد على ضرورة العمل المشترك لرفع المعاناة والضيم عن التركمان و تحقيق مطالبهم المشروعة quot;وأن يكون للتركمان تمثيل حقيقي في المؤسسات الحكومية وضمن العملية السياسية، داعيا إلى توحيد صفوف التركمان من اجل الحصول على حقوقهم المشروعة. و تم الاتفاق على تشكيل مجلس استشاري في كركوك تابع لرئاسة الجمهورية لوضع الحلول للمشاكل التي تواجه التركمان في المدينة والاهتمام بمطالبهم.
واليوم طالبت الجبهة التركمانية العراقية الحكومة بإنشاء وحدات عسكرية تركمانية ضمن وحدات الجيش تتولى مسؤولية مناطقهم مهددين في الوقت ذاته بتشكيل قوة خاصة بهم لحمايتهم من quot;الابادة الجماعيةquot; .

واضافت الجبهة اكبر الاحزاب التركمانية في كركوك المتنازع عليها في بيان quot;نكرر مطالبتنا الحكومة بحماية التركمان الذين يتعرضون للابادة الجماعية في مناطقهم والا فان التركمان سيسيرون على نهج الاية الكريمة +اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير+quot;. واضاف quot;نطالب بإنشاء قوة عسكرية تركمانية تتولى حماية مناطقنا في تازة وداقوق وطوزخورماتو وامرلي وسليمان بيك جنوب كركوك quot;.

وتتعرض هذه المناطق الى هجمات متكررة كان اعنفها ما حدث في بلدة امرلي حيث قتل اكثر من 150 شخصا واصابة نحو 300 اخرين مطلع الصيف الماضي. وتقع المدن التركمانية شمال منطقة العظيم وجبال حمرين التي تعتبر من ابرز معاقل تنظيم القاعدة.
واضاف البيان ان quot;السلطات المحلية لم تتخذ اي اجراء جدي والحكومة العراقية لم تحرك ساكنا للحد من هذه الاعمال الاجرامية بحق الشعب التركماني الاعزل من السلاحquot;.

ويأتي البيان في اعقاب عثور الشرطة في قضاء طوزخورماتو على رأسين مقطوعين قرب معمل الثلج في البلدة .وقد اعلنت الشرطة امس خطف اربعة من التركمان الشيعة من ناحية امرلي من قبل مسلحين من تنظيم القاعده الاربعاء كما تم خطف عشرة اشخاص الاسبوع الماضي بينهم ثلاثة مدرسين.