دوفيل (فرنسا): في مواجهة تحديات أمنية متزايدة وتقلص الميزانيات يجتمع وزراء دفاع الدول الأعضاء بالإتحاد الأوروبي يوم الأربعاء لدراسة مسعى فرنسي لتعزيز دفاعات الاتحاد وهو ما جعلته باريس شرطا لاندماجها الكامل في حلف شمال الاطلسي.
وسيناقش وزراء دفاع دول الاتحاد وعددها 27 دولة سبل تعزيز قدرات الاتحاد ومهمتيه في البوسنة وتشاد وكذلك انتشار المراقبين الأوروبيين في جورجيا لمراقبة انسحاب القوات الروسية وهو الانتشار الذي بدأ يواجه مشكلات بالفعل. ويتزامن الاجتماع الذي يستضيفه منتجع دوفيل الفرنسي مع بدء مهمة مراقبة الاتحاد الاوروبي في جورجيا وفق الجدول المقرر في الاول من اكتوبر تشرين الاول.
وقال مسؤولون روس يوم الثلاثاء ان المراقبين لن يتمكنوا من دخول المناطق الأمنية المتاخمة لمنطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية فيما يسلط الضوء على ثغرات في اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه بوساطة فرنسية.
وتسعى فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي حاليا الى تركيز المناقشات على تحسين التنسيق داخل الاتحاد لسد النقص في طائرات الهليكوبتر وطائرات النقل وتحسين التعاون البحري حتى يتسنى القيام بعمليات انتشار سريعة وفعالة في وقت الازمات.
وجعل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من تحسين مثل تلك القدرات شرطا مسبقا لاعادة التحاق فنرسا بالهياكل العسكرية لحلف شمال الاطلسي التي انسحب منها الرئيس الاسبق شارل ديجول عام 1966 .
وأقدم ديجول على تلك الخطوة بعدما رفض دمج الدفاعات الجوية بدفاعات حلف الاطلسي أو السماح بنشر أسلحة نووية أمريكية في فرنسا. ولا تزال باريس ترى في وجود أوروبا قوية سبيلا لاحداث توازن مع القوة الامريكية.
وأعادت فرنسا الاندماج جزئيا بحلف الاطلسي في التسعينات وقدمت مساهمات كبيرة لمهمات الحلف منذ ذلك الحين. لكنها لا تزال غائبة عن بعض المنتديات الرئيسية للحلف غير ان دبلوماسيين يقولون ان قمة الحلف في ابريل نيسان قد تأذن بعودتها. وقال مسؤول فرنسي quot;سننخرط بشكل كامل في حلف الاطلسي اذا أدرك الحلف أن الاتحاد الاوروبي له دور ايضا.quot;
ويقول دبلوماسيون ان العمل على تحسين التنسيق الدفاعي بالاتحاد الاوروبي يأتي ايضا نتيجة للضغوط المتزايدة على الميزانيات الدفاعية. وقال المسؤول الفرنسي انه ينبغي أن تسهم أزمة جورجيا في تركيز الانتباه على ضرورة تعزيز قدرات الاتحاد الاوروبي رغم فشله هذا العام في اقرار معاهدة اصلاحية ينظر اليها على أنها وسيلة لتعزيز نفوذ الاتحاد في السياسية الخارجية. وأضاف quot;ينبغي أن يكون هناك شعور أكبر بالالحاح فيما يتعلق بالحاجة لتعزيز القدرة على الرد في حالات الطواريء.quot;
وسلط الضوء على القصور الذي يعاني منه الاتحاد الاوروبي هذا الاسبوع عندما قال مسؤولون انهم ما زالوا ينتظرون ان تمدهم روسيا بطائرات نقل هليكوبتر لمهمة السلام في تشاد رغم فتور العلاقات بين الجانبين بعد توغل القوات الروسية في أراضي جورجيا.
وسيناقش وزراء الدفاع خطة انجليزية فرنسية لتحديث الاسطول الاوروبي الحالي من طائرات الهليكوبتر حتى تصبح قادرة على العمل في مناطق صعبة التضاريس مثل افغانستان وتشاد. وسيدرسون أيضا خطة فرنسية المانية بشأن طائرة نقل هليكوبتر جديدة.
وقال مسؤول بريطاني ان بلاده ترغب في أن يشارك المزيد من دول الاتحاد في تلبية احتياجات المهمات. وقال quot;يجب أن نتأكد من أن الالتزامات لا تقدمها دولة واحدة أو دولتين فقط.quot; وشرح مسؤولون دفاعيون فرنسيون مقترحات بلادهم في يونيو حزيران وتحدثوا عن تشكيل مجموعة بحرية تابعة للاتحاد الاوروبي تتمركز حول حاملة طائرات فرنسية او بريطانية بشكل دائم في البحر.
غير أنه في ظل تأجيل خطط فرنسية لبناء حاملة طائرات ثانية حاليا ومعارضة بريطانيا لتحركات باتجاه انشاء قوات جماعية للاتحاد الاوروبي يتحدث مسؤولون فرنسيون في الوقت الحالي عن تعزيز quot;قدرة العمل البينيquot; حتى يمكن لمثل تلك القوة الاوروبية التشكل والرد السريع. وقال مسؤول دفاعي فرنسي هذا الاسبوع quot;الامر لا يتعلق بانشاء أسطول أوروبي دائم.quot;
ويصر مسؤولون فرنسيون على أنه لا يزال من الممكن تنفيذ وجهة نظر تتبنى تشكيل قوة برية للاتحاد الاوروبي قوامها 60 ألفا يمكن نشرها في مناطق الصراع الساخنة لكنهم يقرون بأن تحقيق ذلك سيكون quot;صعباquot;. وأثارت وجهة النظر هذه دهشة بعض دول الاتحاد.
التعليقات