أشرف أبوجلالة من القاهرة: نظرا للتشابه النسبي في الأجواء على الصعيدين الديني والسياسي بين القاهرة وطهران إلى حد ما، يبدو ان طوراً جديداً من أطوار الإثارة والتوتر في طريقه للتشكل خلال المرحلة المقبلة داخل الدولتين صاحبتا النفوذ المحوري في المنطقة، بعد ان كشفت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية النقاب عن ان إجازة عيد الفطر المبارك سلطت الضوء على التوترات السياسية والعرقية التي بدأت تطفو إلى السطح في كل من مصر وإيران فيما يتعلق بتخصيص أماكن الصلوات وكذلك التقاليد الاحتفالية.

وقالت الصحيفة ان المسلمين حول العالم يحتفلون هذه الأيام بعيد الفطر ، الذي يعد مناسبة احتفالية بنهاية شهر رمضان مع الأصدقاء والأقرباء. وأشارت الصحيفة إلى التصريحات التي ادعت فيها جماعة الإخوان المسلمين بان القوات الأمنية من الحزب الوطني الحاكم قامت بالاستيلاء على ساحة أحد المساجد التي عادة ما كان يتم استخدامها من جانب الجماعة المعارضة.

وقالت الصحيفة انه وللمرة الثانية يقوم الحزب الوطني الحاكم بوضع يده على الساحة المخصصة للصلاة في مسجد أبو جود ، معقل جماعة الإخوان المسلمين ، في محافظة أسيوط. وفي تصريحات إعلامية لمسئولي الجماعة ، التي تعد أكبر جماعات المعارضة في مصر ، قالوا ان أشخاصا يرتدون ملابس الحزب الوطني الحاكم أتوا إلى المسجد أثناء الليل وقاموا بتعلىق رايات ولافتات للترحيب بالمتعبدين بالنيابة عن الحزب الحاكم. وان تلك الأشياء وقعت تحت أعين مسئولي وزارة الأوقاف وقوات الأمن.

وأشارت الصحيفة في الوقت ذاته إلى ان جماعة الإخوان المسلمين قد تم حظرها منذ عام 1954 ، لكن الحكومة رفعت هذا الحظر عنها بعض الشيء. كما ان هناك نواب مستقلين ينتمون للحركة يشكلون نسبة 20 % من المقاعد الخاصة بأعضاء البرلمان المصري أو مجلس الشعب المصري.

وأشارت الصحيفة أيضا إلى ان أجواء توتر مشابهة قد حدثت في إيران خلال إجازة العيد بين الغالبية الفارسية والأقلية في البلاد من العرب. من جانبهم قال مسؤولو حزب التضامن الديمقراطي quot;الأهواز quot; الموجود بالمنفى ، ان قوات الأمن الإيرانية أطلقت حملة اعتقالات بحق العرب في مقاطعة خوزيستان لانهم يحتفلون بالعيد بالطريقة التي ترضي النظام الحاكم.

وقال الحزب ان العرب تم اعتقالهم بالفعل بطريقة تعسفية وبدون أي سند قانوني من أجل بث الرعب في نفوس المواطنين ، ومحو هويتهم وطمس أي صفات عربية مميزة في احتفالاتهم الخاصة بالعيد. وتعتبر منطقة خوزيستان وعاصمتها أهواز منطقة غنية بالنفط تقع في الجزء الغربي لإيران، على الحدود مع العراق. وتعد تلك المقاطعة بمثابة المحور الرئيسي للعرب في إيران، الذين يشكلون نسبة تتراوح 3 % فقط من السكان. ويعتقد الاهوازيون ان النظام المركزي يمارس التمييز ضدهم عن طريق احتلال أراضيهم دون وجه حق وملاحقتهم بالسياسات التمييزية باستمرار.