الياس توما من براغ: عاد التوتر السياسي من جديد إلى العلاقات بين العاصمة السلوفاكية براتيسلافا والعاصمة المجرية بودابست على خلفية الاتهامات والاتهامات المتبادلة بين قيادات البلدين بسبب وضع الأقلية المجرية في سلوفاكيا التي بدأت تعلو أصوات قيادات فيها مطالبة بالحكم الذاتي في جنوب سلوفاكيا الأمر الذي ترفضه قيادات براتيسلافا بقوة .

وقد أدت الانتقادات المتكررة التي وجهتها القيادات السلوفاكية لرئيس حزب الائتلاف المجري المعارض في سلوفاكيا بال تساكي بسبب تصريحاته عن الحكم الذاتي إلى استدعاء وزيرة الخارجية المجرية أمس للسفير السلوفاكي لدى بودابست وطلبها من حكومة بلاده تقديم شرح عن أسباب حدوث عمليات تمييز بحق الأقلية المجرية في سلوفاكيا وعن أسباب خرق سلوفاكيا وعودها بعدم المس بحقوق الأقليات التي تعيش فيها كما نبهت إلى أن المدارس المجرية في سلوفاكيا لا تحصل تقريبا على أي مساعدات من الصناديق البنيوية للاتحاد الأوربي وحملت في حديثها للسفير السلوفاكي حكومة روبرت فيتسو المسؤولية عن تدهور وضع الأقلية المجرية في سلوفاكيا مطالبه بالحصول على رد من القيادة السلوفاكية خلال أسبوع و إلا فان الدبلوماسية المجرية ستتخذ خطوات لاحقة لم تكشف عن مضمونها .

وقد سارع رئيس الحكومة السلوفاكية روبرت فيتسو إلى الرد على هذا الموقف بالقول أن الحكومة المجرية تعاني من مشاكل ولهذا تقوم باستفزازات معتبرا اتهامات الوزيرة لحكومته بأنها فاقدة للمعنى وغير مبررة أما وزارة الخارجية السلوفاكية فقد أصدرت بيانا وصلت نسخة منه إلى quot; إيلاف quot; رفضت فيه جملة وتفصيلا إعلان وزيرة الخارجية المجرية مشددة على أن نبرة حديثها ومضمونه يعتبران غير مقبولين أبدا بالنسبة للخارجية السلوفاكية .

وحذرت من أن هذا الموقف التصعيدي والخطوات التي تقوم بها الحكومة المجرية تجاه سلوفاكيا لا يمكن لها سوى أن تؤدي إلى تدهور العلاقات بين البلدين الجارين
ولفتت الخارجية السلوفاكية انتباه سلطات بودابست إلى أن السياسات التي نفذت بدافع عرقي وبدون حدود في الشؤون الداخلية للدول الأخرى قد بينت في منتصف القرن الماضي ونهايته في أوربا كم هي مضرة ومأساوية ورغ ذلك فإنها لم تختف في بدايات هذا القرن في إشارة واضحة إلى النهج المجري لدعم المجريين خارج سلوفاكيا ودعم المجر تحديدا لرئيس الائتلاف المجري في سلوفاكيا بال تساكي رغم انه جزء من الحياة السياسية في دولة أخرى هي سلوفاكيا وليس جزءا من النظام السياسي المجري .

وأشارت الوزارة إلى اللقاء الأخير الذي جرى بين رئيس حزب الائتلاف المجري وبين نائب رئيس الرومانيين المجريين ومجلس منطقة الكاربات لاسزلو توكسي والذي جرى فيه التعبير حسب وسائل الإعلام بان المجريين سيطالبون باستعادة الأراضي وفق النموذج الإسرائيلي quot; الأرض مقابل السلام quot; حسب بيان الخارجية السلوفاكية وانه سيتم في هذه الأراضي ممارسة حق تقرير المصير وفق النموذج الكوسوفي .

ونبهت الوزارة إلى انه جرى في الأشهر الأخيرة تنشيط مؤسسة التجمع الوطني للجمهورية المجرية ــ منبر النواب المجريين لمنطقة الكربات والذي يساهم فيه أيضا نواب من البرلمان السلوفاكي عن حزب الائتلاف المجري المعارض مشددة على أن النواب قد انتخبوا أعضاء في البرلمان السلوفاكي وليس أعضاء في التجمع الوطني المجري .

يذكر أن المجر وسلوفاكيا تتمتعان بعضوية حلف الناتو والاتحاد الأوربي وأيضا في عضوية مجموعة فيشيغراد ورغم ذلك فان العلاقات بين البلدين تتأرجح بين البرودة وبين الفتور من وقت إلى آخر بسبب الخلاقات حولا وضع الأقلية ا لمجرية التي تتركز في جنوب سلوفاكيا وتظهر لدى بعض قياداتها أحيانا مطالب تعلو أحيانا إلى مستوى المطالبة بالحكم الذاتي الأمر الذي تخشى قيادات براتيسلافا من أن يكون خطوة أولى نحو المطالبة بفصل المناطق السلوفاكية هذه المجاورة للمجر وفق النموذج الكوسوفي ولذلك كانت براتيسلافا ولا تزال من أكثر الدول الأوربية رفضا لموضوع استقلال كوسوفو حتى لا يعتبره المجريون لديها سابقة ونموذجا .