القدس: كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم الجمعة أن الحكومة بصدد نصب هوائيي رادار عملاقين بالقرب من مفاعل ديمونة النووي في صحراء النقب جنوبي البلاد، وذلك في إطار تعزيز الإجراءات الدفاعية المتخذة تحسبا لأي تهديد محتمل قد تشكله الأسلحة الإيرانية ضدها.
وقالت الصحيفة إنه سيتم نصب الهوائيين، اللذين يبلغ ارتفاع كل منهما 400 متر، بالقرب من الموقع العسكري بالغ السرية، حيث يُعتقد على نطاق واسع بأن إسرائيل قد طورت الترسانة النووية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط.
وأضافت معاريف قائلة إن العمل على الهوائيين المذكورين، وهما الأكبر في المنطقة برمتها، سيبدأ في غضون أسبوعين من الآن وسيتم إنجازهما خلال مدة ثلاثة أشهر.
وقد أكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه يجري الآن بالفعل تركيب تجهيزات جديدة، إلا أنه لم يقدم أي تفاصيل إضافية عن طبيعة تلك التجهيزات ووظيفتها، مكتفيا بقوله quot;إنها منشأة عسكرية تخدم الأنشطة العسكرية الراهنة.quot;
وأوضحت معاريف أن الهوائيين هما جزء من نظام رادار عملاق ستقوم الولايات المتحدة بنصبه في إسرائيل، وهو المشروع ذاته الذي كانت وزارة الدفاع الأميركية-البنتاجون- قد كشفت عنه في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وكان من المُخطَّط أن يبدأ البنتاجون بنشر نظامه الصاروخي في إسرائيل أثناء مناورات مشتركة يجريها البلدان خلال خريف العام المقبل، إلا أنه قدم تنفيذ الخطة إلى العام الحالي في أعقاب عقد محادثات عالية المستوى بين الطرفين في العاصمة الأميركية واشنطن مؤخرا.
يُذكر أن الولايات المتحدة كانت قد نشرت نظاما راداريا مشابها في اليابان عام 2006، وذلك ردا على تجربة كوريا الشمالية الناجحة حينذاك على إنتاج صاروخ يحمل رأسا نوويا.
وقد جرى تصميم نظام الرادار الأميركي المذكور إكس-باند (X-Band)، والمعروف أيضا باسم إيه إن/تي بي واي تو (AN/TPY2)، ليتمكن من رصد ومتابعة الصواريخ البالستية في الجو وتزويد الصواريخ الموجودة على الأرض بمعلومات تتعلق بالأهداف المطلوبة لاعتراض تلك الصواريخ (البالستية) وهي في الجو.
وسيجري تقديم المعلومات التي يلتقطها الرادار إلى نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، إلا أن نظام الرادار نفسه سيبقى ملكا للجيش الأميركي الذي سيقوم بتشغيله بنفسه.
يُشار إلى أن نشر النظام الراداري الأميركي يأتي وسط تصاعد حدة المخاوف بشأن البرنامج الإيراني لتخصيب اليورانيوم، والذي تقول كل من الولايات المتحدة وإسرائيل إنه يهدف إلى تطوير أسلحة نووية ستشكل خطرا على وجود الدولة العبرية.
إلا أن إيران ترفض الاتهامات الأميركية والإسرائيلية لها بتطوير أسلحة نووية، وتقول إن برنامجها النووي مخصص بالكامل للأغراض السلمية البحتة.
وقد دأبت إسرائيل على اعتبار إيران مصدر الخطر الإستراتيجي الرئيسي الذي يتهددها، سواء أكان ذلك بسبب برنامج طهران النووي أم بسبب التصريحات المتكررة التي يطلقها الزعماء والقادة الإيرانيون ضد إسرائيل ويتنبأون من خلالها بزوال الدولة العبرية.
وكانت مدينة ديمونة قد تعرضت في وقت سابق من العام الجاري لأول تفجير انتحاري نفَذه أحد عناصر حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وقد أسفر الهجوم عن مقتل امرأة إسرائيلية وإصابة عشرة آخرين بجروح، الأمر الذي حدا برئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت إلى اعتبار أن quot;إسرائيل تواجه حربا من الجنوب.quot;
يُذكر أن إسرائيل لا تقر علنا بوجود أسلحة نووية لديها، وذلك رغم صدور العديد من التقارير الإعلامية والاستخباراتية التي تؤكد امتلاكها لترسانة كبيرة من الرؤوس النووية.
وكان الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر هو أول مسؤول أميركي أو غربي يقول علنا إن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، وذلك عندما أعلن في وقت سابق من العام الحالي أن بحوزتها حوالي 150 رأسا نوويا.
كما كان الخبير الإسرائيلي موردخاي فعنونو هو أول من كشف تفاصيل عن البرنامج النووي الإسرائيلي أواخر القرن الماضي، وقد قضى على إثر خطوته تلك عقوبة بالسجن لمدة 18 عاما.
التعليقات