الياس توما من براغ : أكد رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك أن بلاده تدعم وبدون أي تحفظ ضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بعد استيفاء معايير كوبنهاغن الخاصة بالعضوية مشددا في نفس الوقت على أن بلاده ليست من أنصار أي شكل بديل للعضوية الكاملة أو لنصف العضوية أو للشراكة التفضيلية كما تطرح بعض الدول الأوروبية.

وشدد بعد محادثاته مع نظيره التركي على ضرورة أن لا يتحول الاتحاد الأوروبي إلى قلعة حصينة أو جزيرة للأغنياء معتبرا أن من حق كل دولة أوروبية التمتع بالعضوية الكاملة في الاتحاد في حال استيفائها معايير كوبنهاغن الصعبة الخاصة بالعضوية .

إلى ذلك ذكرت وكالة الأنباء التشيكية بان المستشارة الاتحادية الألمانية انجيلا ميركل ستزور تشيكيا في العشرين من هذا الشهر وان هذا الأمر يستدل عليه من برنامج الحكومة التشيكية الأسبوع القادم الذي سيطرح فيه وزير الخارجية التشيكي هذا الأمر.

وقد رفضت السفارة الألمانية في براغ التعليق على هذه المعلومات مشيرة إلى أن مثل هذه المعلومات يتم الإعلان عنها عادة قبل أسبوع من إتمامها غير أن مصدرا حكوميا تشيكيا أكد للوكالة انه يتم الآن بلورة التفاصيل الخاصة بالزيارة مع الطرف الالماني.

ووفق الوكالة التشيكية فان المستشارة ستلتقي بالرئيس التشيكي وبنظيرها توبولانيك وستلقي محاضرة في جامعة كارلوفا في براغ وينتظر أن تتركز محادثاتها حول اولويات الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي التي ستبدأ في الأول من كانون الثاني يناير من العام القادم لستة اشهر بعد انتهاء الرئاسة الفرنسية .

ولم يستبعد توبولانيك خلال زيارته إلى اسطنبول أن يبحث مع المستشارة الألمانية في براغ الجهود التركية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي التي تؤيدها بقوة براغ كون توسع الاتحاد إليها حسب توبولانيك سيعني توسع رقعه الازدهار والاستقرار لأوروبا كما يتوقع أن يبحث مع نظيرته الألمانية الأزمة المالية العالمية الحالية وتداعياتها على الاتحاد الأوروبي .

وكان توبولانيك قد شن من اسطنبول هجوما حادا على الدول الأوروبية التي عمدت إلى ضمان أرصدة مواطنيها في مصارفها بشكل كامل معتبرا أن هذا الأمر خطوة غير لائقة ستؤدي إلى حدوث تحرك في الأرصدة مما سيعني تعزيز عمليات إلغاء الحسابات في دولة على حساب دولة أخرى .

واتهم بعض الدول الأوروبية من دون أن يسميها بأنها تقوم بدور تمثلي في موضوع الأزمة المالية الحاصلة وأنها في إطار هذا الدور تقوم بخطوات غير مقبولة ويتم في إطار الاتحاد الأوربي حسب قوله خرق ميثاق الاستقرار والنمو. واعتبر أن الاتحاد الأوربي قد اظهر إخفاقا كاملا في حل الوضع القائم الآن في الأسواق المالية بشكل عقلاني .

وحذر من انه على استعداد خلال قمة الاتحاد الأوروبي القادمة لإبطال أي اقتراحات ستكون خارج إطار العقل السليم والوضع القائم .
وأضاف أن قرار اللاعبين الكبار الأربعة في الاتحاد الأوروبي يدمر اليورو كفكرة وان كل هذه الإجراءات التي تم اتخاذها هي إجراءات مصطنعه تماما وهي ضد معنى وجود الاتحاد الأوربي حسب زعمه .

وأكد أن ما جرى مؤخرا هو وهم ويضرب بقوة الثقة بالاتحاد الأوروبي أكثر من أي وقت سابق .وأشار توبولانيك بشكل محدد إلى قيام بعض الدول الأوروبية بضمان أرصدة المواطنين المودعة في المصارف بشكل كامل في حال تعرض هذه المصارف للانهيار أو الإفلاس
وكانت الدانمرك وايرلندا وألمانيا والنمسا والبرتغال وسلوفاكيا وسلوفينيا قد أعلنت في الأيام القليلة الماضية بأنها ستضمن أرصدة مواطنيها الموضوعة في مصارفها بشكل كامل مع أن الاتحاد الأوروبي كان قد اتفق على رفع قيمة تامين الأرصدة إلى 50 ألف يورو مع إعطاء الحق لبعض الدول لرفع القيمة إلى 100 الف يورو كحد أقصى .

وأكد أن بلاده لو كانت تتعامل باليورو الآن لأصبحت تطير مثل الآخرين ولذلك فالحمد لله أن البلاد لا تزال تتعامل بالكورون التشيكي حسب قوله.