أشرف أبوجلالة من القاهرة: كشفت صحيفة التلغراف البريطانية الخميس نقلا عن تقارير تقوم الآن بكتابتها وكالات الاستخبارات الأميركية ، أن أفغانستان تعيش خلال هذه المرحلة في دوامة وأن حكومة الرئيس الأفغاني حامد قرضاي باتت علي الأرجح غير قادرة علي احتواء تحديات حركة طالبان. وهو الأمر الذي يعكس حقيقة فشل التحالف الأميركي ndash; الأفغاني في مواجهة التنظيم المتمرد.

وأشارت الصحيفة إلي أن البيت الأبيض بدأ في تبني دراسة نقدية شاملة لسياساته الخاصة بأفغانستان ، في ظل مواجهته لقدرات تسليح وتمرد متنامية من جانب حركة طالبان. وقالت الصحيفة أنه يتم الآن إعداد تقرير استخباراتي قومي يمثل ما خلصت إليه 16 وكالة استخباراتية أميركية حول الوضع في أفغانستان. ورجحت الصحيفة أن تكون النتائج التي تم تدوينها بالتقرير تبعث علي التشاؤم إلي حد كبير وتؤكد علي الضعف النظامي لحكومة أفغانستان المركزية وكذلك الأضرار التي نتجت عن ازدهار تجارة المخدرات، التي تمثل ما يقرب من نصف الاقتصاد الكلي للبلاد.

وأفادت الصحيفة أن هذا التقدير الاستخباراتي من المتوقع أن يتم اكتماله بعد الانتخابات الرئاسية المقرر لها الشهر المقبل، ومن المحتمل أن يبقي هذا التقرير طي الكتمان. لكن مسؤولون أميركيون أخبروا صحيفة نيويورك تايمز أن مفاد هذا التقرير هو أن أفغانستان تعيش الآن في دوامة. وقالت الصحيفة ان التقرير يركز علي نقطتين أساسيتين هما :أولهما طبيعة المغالطة المتنامية لحركة التمرد الخاصة بطالبان، وثانيهما الضعف البنائي لحكومة قرضاي. ويعتقد أن مقاتلي الحركة يحظون بتواجد دائم في 17 مقاطعة من مقاطعات البلاد الإجمالية البالغ عددها 34.

وأكدت الصحيفة في الوقت ذاته أن حكومة قرضاي التي يشوبها اتهامات بالفساد لا تمتلك سوي قدر قليل من السيطرة علي مناطق كبيرة من البلاد. ومن المنتظر أن تصل عدد أفراد الجيش الوطني الأفغاني لـ 86 ألف جندي قبل الصيف المقبل وسيكون عليها في النهاية نشر 134 ألف جندي. ومع هذا ، لا زالت تتحمل القوات الأجنبية وطأة مجهودات مكافحة التمرد. وفي العراق ، تمكنت القوات الأميركية من تهدئة مناطق كبري عن طريق تسليح الميليشيات المحلية. وقد تعمل نفس الشيء أيضا في أفغانستان، برغم مساعدة ذلك علي تقويض وجود القوات الأفغانية وكذلك إضعاف الحكومة المركزية.

فضلا عن ذلك ، أمن أفغانستان يرتبط بشكل وطيد بالموقف الأمني في الجارة باكستان. ويجد مقاتلو طالبان في الوقت الحاضر الملاذ في المناطق القبلية لجبهة باكستان الشمالية الغربية، حيث يكون بمقدورهم إعادة تسليح وتجميع أنفسهم قبل إطلاق هجماتهم الحدودية. وقد يستضيف الخارجون عن القانون في باكستان أيضا كبار قادة تنظيم القاعدة الذي قد يكون من بينهم أسامة بن لادن.

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن السلطات الباكستانية فشلت في مواجهة هذا التهديد. وقال مسؤول أميركي بارز :quot; لسوء الحظ ، ما شاهدناه في الستة أشهر الماضية هو أن طالبان أصبحت أكثر تنظيما وإلي حد ما، باتت أكثر تعاونا مع تنظيم القاعدة quot;. كما أن أجهزة الأمن الباكستانية غير مهتمة بشكل كامل بالصراع الدائر، برغم تأكيد الرئيس علي آصف زرداري علي عكس ذلك.