تحالفات قوية تنبئ بموسم سياسي مقلق للفريق الحكومي
الهمة والمنصوري والعنصر نحو أكبر فريق برلماني في المغرب
أيمن بن التهامي من الدار البيضاء:
فوض المكتب السياسي للحركة الشعبية، الحزب الذي استبعد في آخر لحظة من الائتلاف الحاكم في المغرب، للأمين العام امحند العنصر مواصلة النقاش مع quot;الأصالة والمعاصرةquot;، الذي يضم في صفوفه الوزير المنتدب السابق في الداخلية فؤاد عالي الهمة، والاتحاد الدستوري، الذي احتل المرتبة السادسة في استحقاقات 7 أيلول (سبتمبر) الانتخابية، والتجمع الوطني للأحرار، الذي يقوده رئيس مجلس النواب.
وأكدت مصادر سياسية، لـ quot;إيلافquot;، أن هذه الخطوة، في حالة تنفيذها، ستزيد قوة هذا الفريق الجديد.
إذ تتوفر الحركة على 41 مقعدا، ويتوفر حزب الأحرار على 39 نائبا، أما الأصالة والمعاصرة فيتوفر على 36 نائبا، إلى جانب مستشارين في الغرفة الثانية التحقوا من مكونات سياسية أخرى، ما يجعلهم يشكلون قوة قد تزلزل الفريق الحكومي في أي لحظة.
وخلقت مبادرات الهمة نوعا من الاستنفار في وسط مختلف المكونات السياسية، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (أكبر أحزاب اليسار) والعدالة والتنمية (ذي المرجعية الإسلامية)، اللذين أعلنا استعدادهما للتحالف، رغم أنهما دخلا مع بعضهما سابقا في حرب كلامية استعملت فيها جميع الأسلحة.
وسبق لأحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية وجبهة القوى الديمقراطية والحزب العمالي والحزب الاشتراكي، في ختام اجتماع لقياداتها أخيرا في الرباط، تشكيل لجنة مشتركة عهد إليها صياغة مشروع وثيقة مرجعية لمنظور العمل المشترك في ما بينها.
وقبل أيام أعلن quot;الأصالة والمعاصرةquot; عن تأسيس فريق برلماني واحد مع التجمع الوطني للأحرار، بهدف خلق ما يشبه quot; التكتل البرلماني داخل مجلس النواب quot;، حتى تكون المواقف المتخذة واحدة، ما يجعل فريق الوزير الأول عباس الفاسي في وضع غير مريح.
وفي هذا الصدد، اعتبر مصطفى المنصوري، أن خلق فريق برلماني مشترك بين حزبي التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة، يعد محاولة من الطرفين في إتجاه تشكيل أقطاب سياسية في الأفق القريب.
وأضاف أن تشكيل فريق موحد داخل مجلسي البرلمان ، يروم تقوية الأغلبية الحكومية الحالية وتعزيز العمل البرلماني المشترك ومحاربة البلقنة السياسية وعقلنة المشهد الحزبي، قصد إعطاء نوع من المصداقية للعمل السياسي، الامر الذي من شأنه أن يشجع المواطنين على الانخراط في العمل السياسي.
وأكد المنصوري، في ندوة صحافية نظمت أخيرا في الرباط، أن تشكيل فريق برلماني موحد بين الحزبين هو قرار نابع من قناعات الهيئتين السياسيتين، مشيرا الى أن هذه المبادرة تعد نواة أولى من اجل انبثاق أقطاب سياسية تعمل على تحقيق انتظارات المواطنين وتعيد لهم الثقة في العمل السياسي الفاعل.
من جهته، اعتبر حسن بنعدي، الأمين العام لـ quot;الأصالة والمعاصرةquot;، خلال هذا اللقاء الذي حضرته قيادات ومنتخبون من الحزبين، أن هذه الخطوة تندرج في إطار إطلاق دينامية جديدة تروم تعزيز الاداء البرلماني، وإعطاء قيمة مضافة للعمل التشريعي من أجل خلق الشروط العملية لمواجهة التحديات التي تواجه البلاد.
وكان أول صدع في فريق الوزير المنتدب السابق في الداخلية وبرلماني الرحامنة، بعد أسابيع فقط من اندماج مجموعة من الأحزاب الصغيرة بحركته، التي أعلنت عن تحولها إلى حزب يحمل اسم quot;الأصالة والمعاصرةquot;، جاء على يد عبد الله القادري، باسم المكتب السياسي للحزب الوطني الديمقراطي، الذي سبق أن اندمج مع أربعة أحزاب ضمن quot;الأصالة والمعاصرةquot;، الذي أكد أن المكتب السياسي قرر، خلال اجتماع استثنائي التراجع بصفة نهائيةquot; عن مشروع الاندماجquot;.
وأفاد بلاغ، حمل توقيع عبد الله القادري، أن المكتب السياسي قرر، خلال هذا الاجتماع، إلغاء المقرر المتخذ يوم 28 يوليو الماضي، والقاضي بقبول مشروع الاندماج مع الأحزاب الأربعة، بسبب quot;عدم الاستجابة للشروط الموضوعيةquot; المقدمة من طرف الحزب.
وكان الحزب الوطني الديمقراطي، وحزب العهد، وحزب البيئة والتنمية، وحزب رابطة الحريات، وحزب مبادرة المواطنة والتنمية، أعلنت، يوم 7 آب (أغسطس) الماضي، عن الاندماج في حزب فؤاد عالي الهمة.
وأنشئ حزب الأصالة والمعاصرة في شهر آب (أغسطس)، ثم لم تلبث أحزاب صغرى أن قررت الانضمام إليه.