القدس: يواصل طاقم حزب (كاديما) المفاوض لقاءاته مع حزب (شاس) من اجل البحث في امكانية انضمام شاس الى حكومة ائتلافية برئاسة تسيبي ليفني.
وتواصل ليفني - منذ ان وقع الاتفاق بين حزبي العمل وكاديما بصورته المبدئية - مشاوراتها للتوصل الى اتفاق حول الائتلاف الحكومي في اسرع وقت ممكن من اجل مواجهة تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية وتأثيرها على اسرائيل اضافة الى القضايا الاخرى ومن ابرزها الملف الايراني.

ومن اجل الاسراع في تشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة تحاول رئيسة كاديما اقناع وزير المالية روني بار اون وهو من المقربين لها الاستجابة لمطلب شاس بزيادة مخصصات الاطفال ما يدل على انها سترضخ لمطالب هذا الحزب اليميني الذي يطالب اضافة الى ذلك باستبعاد القدس من أي مفاوضات مع الفلسطينيين.

وتسعى ليفني الى التوصل الى اتفاق مع شاس اليوم وستطلب بعدها من رئيس الدولة العبرية شمعون بيريز تمديد مهلة تشكيل الحكومة.

ويرى مراقبون في اسرائيل ان ليفني سترضخ لمطالب شاس من اجل تشكيل حكومة جديدة في اسرائيل تجنبا لاجراء انتخابات مبكرة اذ تشير استطلاعات الرأي الى ان زعيم المعارضة ورئيس حزب (الليكود) بنيامين نتنياهو سيفوز فيها.
وحول اتفاق حزبي العمل وكاديما لتشكيل ائتلاف حكومي قال القيادي قدورة فارس ان الاتفاق بين الحزبين quot;هو مصلحة شخصية لكل منهما من اجل اطالة عمر الحكومة لعل ذلك يسهم في تغيير اتجاهات الرأي العام لصالحهماquot;.
وعن انضمام شاس الى الحكومة الائتلافية وتأثير ذلك على المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية اوضح فارس في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) quot;ان شاس ليس الحزب الوحيد الاكثر تطرفا في اسرائيل وهناك شخصيات في كاديما اكثر تطرفا من شاسquot;.

واضاف فارس ان اشتراط شاس استبعاد القدس يعيق المفاوضات بشكل استراتيجي الا ان شاس ليست وحدها المعوق الرئيس امام أي اتفاق فتركيبة كاديما وغالبيتها من خلفيات دينية وتحديدا من الليكود لم يحدث أي تطور على مواقفها السياسية.
وكان اولمرت الذي يقود حكومة انتقالية ادلى بتصريحات اخيرا عبر فيها عن قناعته بانه يتعين على اسرائيل الانسحاب من المناطق الفلسطينية ان كانت ترغب بالسلام حيث اعرب عن اعتقاده بان quot;حلم اسرائيل الكبرى انتهى الى غير رجعة وانه من اجل عدم الوصول الى دولة ثنائية القومية يجب تقاسم الاراضي مع الفلسطينيينquot;.

وكانت تصريحات اولمرت هذه جاءت خلال جلسة للحكومة الاسرائيلية في وقت سابق تم فيها مناقشة مشروع قانون تعويض المستوطنين الذين يخلون مستوطناتهم طواعية.
واشار فارس الى ان الفارق بين حكومة اولمرت وليفني المنوي تشكيلها هو في تغير رئيس الوزراء فقط موضحا ان الفلسطينيين لا يعلقون امالا كبيرة على حكومة ليفني لان ذات الاطراف السابقة هي التي ستتشكل منها الحكومة الجديدة.
واضاف ان الحكومة السابقة برئاسة اولمرت لم تجرؤ على الاقتراب من القضايا الاساسية ولا توجد مؤشرات على ان الحكومة المقبلة ستكون لها القدرة على ملامسة القضايا الجوهرية مع الفلسطينيين.
يذكر ان ليفني تعتزم عقب الانتهاء من المفاوضات مع شاس التوجه الى نتنياهو ودعوته للانضمام الى حكومة طوارئ وطنية لمواجهة التحديات كالازمة الاقتصادية والملف النووي الايراني