الياس توما من براغ : اتهم الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي والمستشارة الاتحادية الألمانية انجيلا ميركل بأنهما يساهمان من خلال أفكارهما وطروحاتهما لمواجهة الأزمة المالية العالمية بوضع النهاية للنظام الرأسمالي وبالاتجاه نحو النظام الاشتراكي من النوع القديم مع كافة ما يحمله ذلك من تبعات .

وحذر كلاوس من أن تصبح الدول مشاركة في ملكية النظام المالي الأوربي والضامنة والمنظمة له معتبرا أن حدوث ذلك سيكون غلطا مأساويا لان عملية التنظيم والتقنين ستجلب أضرارا أكثر من المنافع .
ورأى في مقال نشره اليوم في صحيفة ملادا فرونتا الأوسع انتشارا هنا أن المحاولات المبذولة للإدارة العالمية للقطاع المالي تعقد كل شيء وان العالم لا يحتاج إلى المزيد من تنظيم وتقييد عالم المال لان قطاع المصارف والأموال يعتبران من أكثر الفروع تقييدا وتنظيما .

وأضاف أن الرئيس ساركوزي قد ذكر بان هذه الأزمة لن تنهي الرأسمالية وهذا أمر صحيح غير انه يتوجب عليه أن يعلم أيضا بان اقتراحاته والإجراءات التي يقوم بها تساهم بقوة في إنهاء الرأسمالية لان اقتراحاته لا تقود إلى قيام رأسمالية جديدة كما أعلن ذلك الأسبوع الماضي في بروكسل وإنما في العودة إلى النظام الاشتراكي القديم بنهايات مشابهه له .

وشدد على أن ما يحدث الآن في العالم ليس شيئا غير اعتياديا لان تراجع النمو هو أمر اعتيادي بعد فترة من النمو المتواصل ولذلك فان فكرة منع حدوث ذلك عن طريق الإدارة العالمية للاقتصاد العالمي أي خلق نوع جديد من التخطيط المركزي هو خطأ .
واعتب أن سبب المشكلة القائمة الآن لا يعود إلى قلة تنظيم الدولة للسوق ولا لقلة الطلبات بل على العكس من ذلك تعود إلى التدخلات المبالغ بها للدولة والى زيادة النفقات الحكومية بشكل غير مسؤول والى التنظيم السيئ للأسواق المالية .
وبالتوازي مع نظرته المختلفة عن الكثير من السياسيين والاقتصاديين العالميين للازمة المالية العالمية عاد كلاوس من جديد ووفق مبدأquot; خالف تعرف quot; الذي يطبقه منذ عدة سنوات إلى مهاجمة الاتحاد الأوربي مشككا في ديمقراطيته وذلك قبل اقل من 70 يوما على تولي بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوربي من فرنسا .
واعتبر كلاوس في حديث لصحيفة أسبانية قبل بدء زيارته إلى مدريد اليوم تعاقب الرئاسة في الاتحاد الأوربي بين دوله بأنه لعبة على الديمقراطية وليس مظهرا ديمقراطيا حقيقيا مؤكدا أن من الوهم الاعتقاد أن بلاده ستقود عمليا الاتحاد الأوربي مطلع العام القادم .

وأكد أن من يقود الاتحاد حقيقة هم من اسماهم بالبيروقراطيين في بروكسل وسياسي بعض الدول الكبيرة في الاتحاد مشددا على أن بلاده لن تقود شيئا خلال النصف الأول من العام القادم بل ستقوم فقط بتنظيم الاجتماعات وترأس مختلف الجلسات وتحديد من ومتى سيتكلم فيها وليس قيادة الاتحاد الأوربي لنصف عام.

وأشار إلى أن بلاده ليست لديها طموحات كبيرة خلال رئاستها للاتحاد بل تريد فقط المساهمة بالفكرة الأساسية لوجود الاتحاد والتي تكمن في الليبرالية والانفتاح وإزالة العوائق والحواجز بين دول الاتحاد ولذلك فان الشعار الذي طرحته بلاده يقول أوروبا بدون حواجز

وشدد على أن بلاده لن تراقب أحدا أو تنظم أو تقنن أوروبا من الأعلى كما يسعى العديد من الآخرين لذلك .
وبشان الأزمة المالية العالمية اعتبر الرئيس كلاوس أن السبب الرئيسي للازمة هو قلة الرأسمالية وعدم الالتزام بمبادئ السوق وقواعده مشيرا إلى أن هذه المبادئ والقواعد تم إضعافها في الولايات المتحدة خلال إدارة الرئيس بيل كلينتون من خلال منح القروض الرخيصة لشراء وبناء المنازل الأمر الذي أدى إلى الإقلاع بالمشاكل التي تطورت لاحقا إلى شكلها الحالي
وعبر عن قناعته بان تجنب قيام مثل الأزمة الحالية مستقبلا يكمن في خلق رأسمالية أكثر وسوقا أكثر .