أسامة مهدي من لندن: اعلن وزير الصحة العراقي صالح الحسناوي ان عدد المصابين بمرض الكوليرا خلال الاشهر الاخيرة قد بلغ 543 شخصا مشيرا الى ان هذا المرض قد بدأ بالانتشار في العراق عام 1990 فيما ارجع نواب انتشار المرض الى الفساد المالي وضعف امكانيات الوقاية وتلوث المياه. وقال الحسناوي في تقرير تلاه في مجلس النواب لدى استضافته له اليوم ان مرض الكوليرا بدأ بالانتشار في العراق منذ عام 1990.

وقال ان 534 شخصا أصيبوا بالمرض خلال الاشهر الاخيرة في عموم العراق لكنه لم يشر الى عدد الوفيات التي كانت تقارير اشارت الى انها بلغت عشرة . واشار الى ان لجنة عليا شكلت لمتابعة المرض فيها ممثلين عن وزارات اخرى اضافة الى زيارات ميدانية أجريت للتدقيق من نسب الكلور في ماء الشرب . واوضح ان الوزارة قد وزعت 50 مليون حبة موضحا ان المرض انتشر في هذه السنة في مناطق غير مخدومة.

من جانبها أوضحت وزيرة البيئة نرمين عثمان ان وزارتها شكلت غرفة عمليات وتم اخذ نماذج من مياه الشرب لإجراء فحوصات عليها في المناطق التي انتشر فيها مرض الكوليرا اضافة الى زيارات ميدانية من قبل لجان الوزارة. وقالت ان التجاوزات التي تحصل على شبكات المياه هي من احد اسباب تلوث البيئة اضافة الى ان الذين يعملون في محطات المياه هم اناس غير متعلمين.

ثم قدم النواب عدة تساؤلات وملاحظات بشأن قضية مرض الكوليرا واسباب انتشاره وكيفية معالجته . وقال النائب المستقل وائل عبد اللطيف ان المناطق الجنوبية تتعرض الى كوارث بيئية خطيرة موضحا ان وحدة معالجة السرطان في البصرة تعاني من شحة في الادوية والكوادر وبحاجة الى دعم كبير من قبل وزارة الصحة مع العلم ان عدد المرضى والمصابين كبير جدا.

وتساءلت النائب لقاء آل ياسين عن اسباب عدم توعية المواطنين لوقاية انفسهم من عدم استخدام المياه الغير صالحة للشرب. من جانبه اوضح النائب قاسم داود ان موضوع انتشار مرض الكوليرا لايتعلق بوزارة الصحة والبيئة وهذين الوزارتين قامتا بواجباتهما وانما القضية تتعلق بوزارة البلديات. واشار بان مبالغ كبيرة رصدت لمعالجة محطات المياه ولكن دون نتائج وطالب باستضافة وزير البلديات.

وطالب النائب عن حزب الفضيلة باسم شريف باستضافة وزيرة البلديات ايضا وفتح ملف مياه الشرب وراى ان هناك ضعف في دوائر البيئة في المحافظات ودعا لان تكون هناك اجراءات جزائية لمن لايلتزم بتعليمات الحفاظ على البيئة . وتساءلت النائب صفية السهيل عن الاجراءات المتخذة للوقاية من مرض سرطان الثدي المنتشر بين النساء .. بينما اشارت النائب زينب كريم الى ان السبب الرئيسي لانتشار مرض الكوليرا هو ترك العديد من المشاريع من دون تنفيذ من قبل دوائر وزارة البلديات في المناطق الجنوبية.

واشار النائب احمد المسعودي الى قيام وفد من مجلس النواب بزيارة محافظة بابل واشار الى حدوث تلوث في المياه ان اللجنة اوصت بضرورة انشاء مجمعات مياه كبيرة وشبكات صرف صحية واعداد خطة استراتيجية للقضاء على مرض الكوليرا وتخصيص مبالغ ماليه لتوفير خزانات مياه للمناطق النائية.

واكد النائب حسين الفلوجي من جبهة التوافق ان انتشار مرض الكوليرا جاء بسبب الفساد المالي وطالب بفتح تحقيق جنائي من قبل مجلس النواب او قيام ذوي الضحايا بتقديم دعاوى ضد المقصرين . واوضح ان 5% من الميزانية العامة مخصصة للحالات الطارئة .. كما دعا ائنائب حيدر العبادي من الائتلاف الشيعي للعمل على زيادة ميزانية وزارة البيئة .. فيما اقترح النائب محمد العسكري بإنشاء صندوق وطني لمعالجة المصابين بالتلوث البيئي.

واجاب وزيرا الصحة والبيئة على العديد من الاسئلة والاستفسسارات التي تقدم بها النواب حيث اشار وزير الصحة الى ان منظمة الصحة العالمية كجهة معتبرة دوليا لا تعتبر اللقاح علاجا للقضاء على مرض الكوليرا موضحا ان الوقاية الحقيقية تكمن بتنظيف مياه الشرب . من جهتها اشارت وزيرة البيئةالى ان الوزارة تعاني من قلة الكوادر وخاصة إنها في طور البناء اضافة الى ان الميزانية المخصصة لها متواضعة جدا.