موسكو: شهدت فنلندا في 22 أكتوبر لقاءً ضم رئيسي أركان الجيشين الروسي والأميركي الجنرال نيقولاي ماكاروف والأميرال مايكل مالين. وأتى هذا اللقاء إيذانا باستئناف الحوار الذي أوقفه ما جرى في القوقاز في نهاية الصيف الماضي بين عسكريي روسيا والولايات المتحدة الذين يرون على خلاف زملائهم السياسيين أن المواجهة لا تستجيب لمصالح بلديهم. وفضلا عن ذلك فإن الجيش الأميركي الذي غرق في أفغانستان والعراق لا يستطيع تحمل حرب باردة أخرى مع روسيا.

ورأى رئيسا أركان القوات المسلحة الروسية والأميركية أن وقف التعاون المشترك في معالجة بعض القضايا الدولية كمكافحة الإرهاب الدولي ومنع انتشار الأسلحة النووية، لا يجوز، واتفقا على مواصلة الاتصالات الهاتفية أو عقد لقاءات مباشرة عند الضرورة.

وقال المحلل العسكري الروسي الكسندر خرامتشيخين إنه انتظر أن تستأنف روسيا والولايات المتحدة التعاون العسكري بصورة أو أخرى. ذلك لأن عسكريي البلدين لا يستطيعون، بل لا يريدون بدء حرب باردة جديدة في وقت بدأ فيه الجيش الروسي إصلاح هياكله بينما غرق الجيش الأميركي في العراق وأفغانستان.

وكان الوضع الصعب الذي أصبحت فيه قوات الحلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان، أحد الدوافع من وراء إقدام القيادة العسكرية الأميركية على استئناف الحوار مع موسكو. وأوضح الخبير الأميركي جيفري مانكوف قائلا: إننا في أمس الحاجة إلى نقل الإمدادات المطلوبة لقواتنا في أفغانستان عبر روسيا.

وكانت غالبية الإمدادات تصل إلى القوات الحليفة في أفغانستان عبر باكستان حتى الآن. إلا أن أمن هذا الممر أصبح موضع شك بقدر ما تدهورت العلاقات بين واشنطن وإسلام اباد.

ويرى بعض الخبراء أن روسيا ستشترط للموافقة على نقل الإمدادات إلى القوات الأميركية في أفغانستان وقف الدعم العسكري والسياسي للنظام الحاكم في جورجيا وتعديل الموقف من مشروع المنظومة الصاروخية الدفاعية الأميركية في شرق أوروبا. وأكدوا أن استئناف الحوار العسكري سيساعد الجانبين الروسي والأميركي على التوصل إلى اتفاق.