نيويورك، وكالات: أيدت صحيفة نيويورك تايمز المرشح الديمقراطي باراك أوباما لمنصب رئيس الولايات المتحدة قائلة انه quot;يواجه التحدي تلو الآخر ويظهر بشكل متزايد قدراته كزعيم ويعزز وعوده الأولى للأمل والتغيير.quot; وأعلنت الصحيفة تأييدها لأوباما في موقعها على الانترنت مساء الخميس وستنشره في عددها ليوم الجمعة.
وكانت الصحيفة قد أيدت في وقت سابق من هذا العام هيلاري كلينتون عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لكنها قالت ان اوباما أزال منذ وقت طويل التحفظات التي دفعتها لاتخاذ ذلك القرار. وقالت النيويورك تايمز عن اوباما quot;انه أظهر رزانة وتقديرا صائبا للامور. نعتقد ان لديه الارادة والقدرة على تشكيل اجماع سياسي عريض ضروري لايحاد حلول لمشاكل هذه الامة.quot; واضافت الصحيفة ان الاختيار بين اوباما ومنافسه الجمهوري جون مكين كان سهلا مشيرة الى ان مكين سعى الى quot;ارضاء مطالب لا حد لها والرؤية الضيقة لتيار أقصى اليمين.quot;
وتأييد النيويورك تايمز لاوباما ليس مفاجأة فقد أيدت الصحيفة المرشحين الديمقراطيين جون كيري في انتخابات 2004 وال جور في انتخابات 2000. ووفقا لمجلة (ايدتور اند بابلشر) فان اوباما يتقدم على مكين في الحصول على تأييد الصحف بحوالي ثلاثة الي واحد بل وفاز بتأييد صحيفة شيكاغو تريبيون وهي المرة الاولى التي تؤيد فيها مرشحا ديمقراطيا لمنصب الرئيس. لكن مثل هذا الاعلانات للتأييد لا تعتبر ذات تأثير يذكر على الناخبين خصوصا في انتخابات الرئاسة.
التلغراف: تخوف من انعكاس خسارة اوباما اعمال عنف
بدورها تطرقت صحيفة الديلي تلغراف بشكل رئيسي الى الانتخابات الاميركية مركزة على quot;تخوف الشرطة الامريكية من وقوع اعمال عنفquot; في الولايات المتحدة في حال لم يفز اوباما. وفي تقرير للصحيفة من مدينة لوس انجلس قالت المراسلة كاترين الزورث ان العديد من المواقع الالكترونية والمدونات اليمينية المتطرفة تحذر منذ ايام من تنظيم انصار اوباما حملة عصيان مدني في حال فاز ماكين في الانتخابات.
وتنقل المراسلة عن هذه المواقع والمدونات قولها ان quot;هناك حتى عريضة يتم تمريرها عبر البريد الالكتروني يوقعها انصار اوباما ويتعهدون بتنفيذ العصيان في حال لم يفز زعيمهمquot;. وبالاضافة الى ذلك تنقل الزورث في تقريرها ما كان قد ورد خلال يوم الخميس في وسائل الاعلام من استعداد الشرطة لكل الاحتمالات بما فيه وقوع اعمال عنف في حال لم يتمكن اوباما من الفوز.
اما صحيفة الاندبندنت فقد ركزت من جهتها على الحملة وتابعت موضوع سعي اوباما وراء الولايات التي تعتبر ضمن نفوذ الحزب الجمهوري مثل مدينة الكو الاميركية في ولاية نيفادا. ويقول غاي ادامز في تقريره ان الكو يمكن اعتبارها جنة للاسلحة الفردية اذ تستعمل الاسلحة الحربية كالـ quot;M-16quot; لصيد الارانب وحيوانات اخرى كما يروي احد السكان الصيادين.
اوباما والسلاح
ويضيف الصياد قائلا للمراسل انه في حال فوز اوباما فمن القرارات الاولى التي سيتخذها هي منع استعمال واشهار السلاح الفردي. ولكن، حسب المراسل، فان حملة اوباما في هذه المنطقة سببها اهمال ماكين لها على الرغم من كونها تنتمي الى الولايات القليلة التي قد يتغير فيها مزاج الناخبين ليقترعوا ضد الجمهوريين.
الاقتراع المبكر
ويبدو أن نتائج الإقبال الكبير على الاقتراع المبكر تصب في مصلحة الديمقراطيين وتدعم فرص فوز مرشحهم للرئاسة. ففي نورث كارولانيا، وهي إحدى الولايات المتأرجحة، ارتفع معدل إقبال الناخبين الديمقراطيين على الإدلاء بأصواتهم بشكل مبكر بنسبة 400 بالمائة خلال الأسبوع الأول من بدء عملية الاقتراع، الأمر الذي تكرر أيضا في كل من ولايات أوهايو وآيوا ونيفادا ونيو مكسيكو.
34 ولاية
يُشار إلى أن الاقتراع المبكر يجري الآن في 34 ولاية أميركية، مع العلم أن فرز الأصوات يبدأ فقط في الرابع من الشهر المقبل، أي الموعد الرسمي لبدء الاقتراع الرئيسي في عموم البلاد. ويتوقع المراقبون أن يدلي حوالي ثلث الناخبين الأميركيين بأصواتهم قبل موعد الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، وذلك مقارنة بنسبة واحد إلى خمسة ناخبين ممن صوتوا بشكل مبكر خلال الانتخابات الرئاسية عام 2004.
وكان الجمهوريون هم المستفيدين من عملية الاقتراع المبكر في الماضي، إلا أن المراقبين يرون أن الكفة قد تميل هذه المرة لصالح الديمقراطيين، إذ أن نسبة الإقبال في العديد من الولايات تسجل أرقاما مضاعفة هذا العام مقارنة بالانتخابات الرئاسية السابقة.
أخبار غير سارة لماكين
وتعليقا على الأمر، قال بول جورنك من مركز معلومات الاقتراع المبكر في كلية ريد: quot;إن هذا بمثابة الخيال الذي يظهر في المرآة بالنسبة لما دأبنا على رؤيته في السابق. إلا أن هذه لا يمكن أن تكون أخبارا سارة بالنسبة لجون ماكين.quot; ومن بين الأسباب التي حدت بالقائمين على الانتخابات لإجراء الاقتراع بشكل مبكر كانت الخشية من انتظار الناخبين لفترات طويلة قبل أن يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم يوم الانتخاب في الرابع من الشهر المقبل، الأمر الذي يعتبره المراقبون بأن يسبب مشكلة أكبر، نظرا للتوقعات بأن يكون الإقبال منقطع النظير هذا العام. وقد لاحظ المراقبون قدرة الديمقراطيين على حشد عدد أكبر من المقترعين في الولايات الرئيسية منذ بدء عملية الإدلاء المبكر بالأصوات.
اثنين إلى واحد
ففي لاس فيجاس، كبرى المدن بمقاطعة كلارك بولاية نيفادا، فاق عدد الناخبين الديمقراطيين الذي اقترعوا بشكل مبكر عدد نظرائهم الجمهوريين، وذلك بهامش بلغ اثنين إلى واحد، وهي نسبة أكبر من أغلبية الـ 52 بالمائة التي حظي بها المرشح الديمقراطي للرئاسة عام 2004، جون كيري.أما في مقاطعة كوياهوجا بولاية أوهايو، والتي تضم مدينة كليفلاند، فقد بلغ عدد الديمقراطيين الذي أدلوا بأصواتهم بشكل مبكر 45 ألف ناخب مقارنة بـ 10 آلاف ناخب جمهوري فقط، وهي نسبة تفوق بكثير تلك التي حصل عليها كيري عام 2004. وفي ولاية نيو مكسيكو، التي فاز بها جورج بوش على كيرى عام 2004 بفارق ستة آلاف صوت فقط، فقد بلغ عدد الديمقراطيين الذي أدلوا بأصواتهم بشكل مبكر ضعف نظرائهم الجمهوريين.
وفي نورث كارولينا، والتي كانت تُعد في السابق ولاية جمهورية ونحت مؤخرا باتجاه تصنيفها كإحدى الولايات المتأرجحة، فقد بلغت نسبة الديمقراطيين ممن أدلوا بأصواتهم بشكل مبكر 54 بالمائة مقارنة بنسبة 27 بالمائة من الجمهوريين و16 بالمائة من المستقلين، وذلك من أصل الـ 480 ألف ناخب الذي اقترعوا حتى الآن. وتعليقا على هذه النتيجة، قال مايكل مكدونالد، وهو خبير بشؤون الاقتراع في جامعة جورج ماسون، إن المعلومات والتقارير الواردة من نورث كارولاينا تبعث على الدهشة. وأضاف قائلا: quot;إن نورث كارولاينا، على وجه الخصوص، هي خارج خارطة الحسابات، وهذا لم يكن ضمن ما كان متوقعا البتة.quot;
من جهتهم، قلل الجمهوريون إن من شأن أرقام عملية الاقتراع المبكر أن تعكس فقط اتجاه أولئك الناخبين الذين يعبرون عن التزاماتهم الحزبية والذي كانوا سيصوتون لصالح أحزابهم في جميع الأحوال.
رد الجمهوريين
وقال ريتش بيسون، المدير السياسي للجنة الوطنية في الحزب الجمهوري: quot;هؤلاء الناخبون سيصوتون مرة واحدة.quot; وقد جاءت نتائج الاقتراع المبكر هذه بعد أن كان استطلاع جديد للرأي أُجري في الولايات المتحدة قد أظهر أن حظوظ أوباما تحسنت خلال الأيام الاخيرة، إذ ارتفع رصيده أمام رصيد منافسه الجمهوري جون ماكين بشكل ملحوظ.
فقد أظهر الاستطلاع، الذي أجرته وكالة رويترز للأنباء بالتعاون مع مؤسسة زغبي لاستطلاعات الرأي، أن أوباما يتقدم على ماكين بنحو 12 نقطة مئوية، أي بنسبة 52 بالمائة، مقابل 40 بالمائة لماكين. وقد رصد الاستطلاع آراء الناخبين على مدى أربعة أيام، وقُدِّر هامش الخطأ فيه بنحو ثلاثة بالمائة.
تفوق أوباما
وكان أوباما قد سجل في استطلاع مماثل أجرته رويترز ومؤسسة زغبي، ونشرت نتائجه الأربعاء، تفوقا بلغ 10 نقاط مئوية على ماكين. إلى ذلك، تواصلت المواجهات الكلامية والانتقادات الحادة المتبادلة بين المرشحين وحملتيهما خلال الأيام الاخيرة التي تسبق موعد الانتخابات، فقد حذر أوباما من quot;الخطرquot; الذي سيتعرض له الأمن القومي الأمريكي إذا ما فاز ماكين بالرئاسة. وأوضح أوباما للصحافيين قائلا إن منافسه quot;يلقي أحيانا خطبا رنانة، لكن جوهر خطابه هو أن الإدارة القادمة ستواجه اختبارا، بغض النظر عما ستكونquot;.
quot;امتحان امنيquot;
وقال أوباما ان الفائز سيتعرض quot;لامتحان أمني، والسبب يعود جزئيا الى سياسات الرئيس بوش الخاطئةquot;. وتابع قائلا: quot;السؤال هو: هل يستطيع الرئيس القادم اجتياز هذا الاختبار بتحويل أمريكا الى اتجاه جديد، وتوجيه رسالة واضحة الى باقي العالم مفادها أننا لم نعد نشكل تهديدا للعالم باستفرادنا وبإيديولوجيتناquot;. واتهم اوباما منافسه بالعزم على مواصلة سياسات الرئيس الحالي جورج دبليو بوش quot;التي وضعت اقتصادنا في أزمة، وعرضت أمننا القومي للخطرquot;.
وكان مرشح الديمقراطيين لمنصب نائب الرئيس جو بايدن قد صرح من قبل بأن أوباما سيواجه quot;أزمة عالميةquot; خلال الأشهر الستة من توليه منصب الرئاسة. الا ان ماكين رد على ذلك قائلا ان تصريحات بايدن دليل على ان انتخاب أوباما يعد quot;مجازفة خطيرةquot;.
تهديد من القاعدة اثناء الانتخابات
في سياق متصل قال وزير الامن الداخلي الاميركي مايكل تشيرتوف يوم الخميس ان تنظيم القاعدة لم يظهر أي علامات على انه يعتزم مهاجمة الولايات المتحدة اثناء الانتخابات لكن يتعين على الحكومة ان تلزم الحذر اثناء فترة انتقال السلطة الي رئيس جديد. واضاف تشيرتوف في مقابلة مع رويترز ان الاضطرابات الاقتصادية العالمية لم تحدث حتى الان أي تغيير واضح في الاهداف الاستراتيجية للقاعدة رغم ان الازمة المالية قد تقلل الاموال التي تنفقها حكومات الولايات والحكومات المحلية على الامن.
ودفعت هجمات للقاعدة ترافقت مع انتخابات في اسبانيا وبريطانيا وباكستان بعض الخبراء للتحذير من ان الولايات المتحدة ربما تكون عرضة للهجوم قبل انتخابات الرئاسة التي ستجرى في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني. ولم يستبعد تشيرتوف احتمال ان تصدر القاعدة بيانات في موسم الانتخابات لكنه قال quot;لا اعتبر ان انتخابات أو حدثا رئيسيا مثل ذلك هو مؤشر مهم في حد ذاته.quot;
واضاف انه لا يرى ايضا أي علامات على ان الازمة المالية العالمية تدفع القاعدة الي تغيير استراتيجيتها في تخطيط الهجمات. وشجع تشيرتوف حملتي اوباما ومكين على الاسراع باختيار كبار معاونيهما للامن الداخلي لتقليل الوقت الذي سيستغرقونه لمباشرة وظائفهم.
التعليقات