الياس توما من براغ: قرر رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك إلغاء زيارته الرسمية التي كان يعتزم القيام بها يوم الأربعاء المقبل إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات مع الرئيس الاميركي جورج بوش حول الدرع الصاروخي الاميركي والأزمة المالية العالمية واولويات الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوربي التي ستبدأ في كانون الثاني يناير القادم .
وتنقل المصادر الإعلامية التشيكية عن الناطق الصحفي باسم السفارة التشيكية في واشنطن دانييل نوفي قوله أن الطرف التشيكي طلب تأجيل الزيارة الأمر الذي يعني في الترجمة العملية إلغائها مشيرا إلى انه سيتم البحث عن موعد آخر مناسب للطرفين.

ولم يوضح الناطق الصحفي التشيكي سبب إلغاء الزيارة غير أن مختلف الأوساط السياسية والصحفية هنا تربط بين إلغاء الزيارة وبين الوضع السياسي السائد الآن في تشيكيا بعد الهزيمة القاسية التي مني بها حزب رئيس الحكومة الحزب المدني في الانتخابات إلى المجالس المحلية على مستوى المحافظات التي جرت يومي الجمعة والسبت الماضيين وتنامي الدعوات داخل الحزب المدني نفسه بضرورة تحمل قيادة الحزب المسؤولية عن هذا الإخفاق وضرورة ترك رئيس الحزب المدني رئيس الحكومة منصبيه .

وعلى الرغم من النجاح النسبي الذي حققه توبولانيك أمس الأول في البرلمان من خلال تجاوزه بنجاح التصويت على حجب الثقة عنه وإقرار ميزانية الدولة للعام القادم في القراءة الأولى لها فان موقع توبولانيك داخل حزبه والحكومة يظل هشا بالنظر لتنامي الاستياء داخل حزبه من ممارساته وسياساته ولكون المعارضة تحاول بمختلف الطرق إسقاطه ولذلك يتوقع أن تزداد الضغوط عليه بقوة في حال إخفاق مرشحي حزبه المدني في الجولة الثانية والحاسمة من انتخابات مجلس الشيوخ التي ستبدأ بعد ظهر اليوم وتستكمل غدا والتي سيواجهون فيها منافسة قوية من قبل مرشحي الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة والذي تمكن وبشكل كاسح من ربح الانتخابات المحلية في 13 محافظة تشيكية.

وترى صحيفة برافو أن من بين الأسباب الرئيسية أيضا لإلغاء الزيارة هو أن البرلمان التشيكي سيبدأ الأسبوع القادم البت بموضوع المصادقة على الاتفاقيتين الخاصتين بوضع القاعدة الرادارية الاميركية في تشيكيا وانتشار قوة اميركية فيها حيث ليس من المضمون المصادقة عليها بالنظر لمعارضة نواب الحزبين الاجتماعي والشيوعي المعارضين وتحفظ بعض نواب الائتلاف الحاكم على وضع القاعدة ومعارضة نحو 68 بالمائة من التشيك للوجود الاميركي في بلادهم.