فالح الحمراني من موسكو: قالت المصادر الروسية ان الولايات المتحدة نقلت مؤخرا لروسيا بعملية سرية 154 كغم من اليورانيوم المخصب المعد للاغراض العسكرية من هنغاريا الى مدينة تشيلابينسك بوسط روسيا بهدف تصفيته. وكانت المواد المشعة قد حفظت في بوادبست، وفقا لتلك المصادر بصورة غير مأمونة جعلهتا هدفا لشبكات الارهاب الدولي الباحثة عن وسائل لانتاج قنبلة نووية.

ونقلت وسائل اعلام عن الناطق الرسمي باسم ادارة الامن النووية الوطنية الاميركية كينيت بيكر، قوله ان دفعة من الوقود النووي المؤلفة من 154 كغم من اليورانيوم كافية لانتاح 6 قنابل نووية، قد جرى نقلها من المفاعل النووي للاغراض البحثة في بوابست في نهاية سبتمبر 2008. واتخذت الاحتياطات الامنية والسرية العالية عند نقل المواد الخطرةمن ميناء كوبير على بحر الادرياتيك وعبر البحر المتوسط ومضيق المانش وبحر الشمال.

وجرى ايصال الحمولة عبر البحر الى ميناء مورمنيسك على بحر بارنتس في شمال روسيا وبعدها نقل بالسكك الحديدية الى مؤسسة quot; ماياك quot; الانتاجية الواقعة في مدينة اوزيرسك في اقليم تشيلابينسك في منطقة الاورال وسط روسيا.وافاد بيكر وهو ايضا المشرف على العملية بان الجانب الروسي ابلغه الاربعاء الموافق 22 اكتوبر الحالي عن وصول 13 صندوقا محمية من تسرب الاشهة بنجاح حتى نقطتها الاخيرة. واوضح بان خيار هذا الطريق الملتوي الطويل جاء بسبب انه كان من المستحيل مروره باراضي اوكرانيا.

وتجدر الاشارة الى ان هذه اكبر دفعة من اليورانيوم عالي التخصيب يقوم بها الاتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة وفقا للبرنامج الذي بدأ تطبيقه منذ عام 1950 والهادف الى الاستعمال السلمي للطاقة النووية.

وقام الطرفان الروسي والاميركي سوية باعادة اليورانيوم المصنع لاغراض السلاح وحفظه في منطقة مأمونة نظرا لان آليات الحفظ في العديد من انحاء العالم بما في ذلك في بودابست لا تستجيب للمطالب الأمنية المعاصرة ويمكن ان تصبح هذفا للارهاب الدولي.ووفقا للبرنامج الروسي ـ الاميركي فقد تم منذ 2005 تنفيذ 15 عملية نقل لليورانيوم عالي التخصيب من مفاعلات نووية في 15 بلدا.