الياس توما من براغ : دعا الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس بشكل غير مباشر الحزب المدني الديمقراطي أقوى أحزاب الائتلاف الحاكم إلى تغيير رئيسه رئيس الحكومة ميريك توبولانيك بعد الفشل الذر يع الذي مني به الحزب في الانتخابات الجزئية إلى مجلس الشيوخ والانتخابات إلى المجالس المحلية على مستوى المحافظات .
واعتبر كلاوس الانتخابات بأنها كانت بمثابة الاستفتاء حول توبولانيك داعيا الحزب المدني إلى التفكير فيما إذا كان كل شيء على ما يرام بعد الهزيمة الشنيعة التي تعرض له الحزب الذي يترأسه كلاوس بشكل فخري والتي تمثلت في النتيجة 13 مقابل صفر في إشارة إلى فوز الحزب الاجتماعي المعارض في المحافظات الثلاث عشر التي جرت فيها الانتخابات مقابل صفر للحزب المني ونتيجة 23 مقابل 3 في إشارة إلى فوز الحزب الاجتماعي المعارض بثلاثة وعشرين مقعدا في مجلس الشيوخ مقابل فوز المدني بثلاث مقاعد انحصرت في براغ .
وشدد كلاوس على أن الهزيمة التي تعرض لها الحزب المدني هي الأكبر التي تعرض لها حزب سياسي منذ سقوط النظام الشيوعي في عام 1989 مؤكدا أن مثل هذا الاندثار من الخارطة السياسة لحزب سياسي لم يسبق له مثيل .
ورأى كلاوس أن الائتلاف الحاكم يتوجب عليه أن يقرر أيضا فيما إذا كان هنالك من معنى للاستمرار بالحكم أم لا رافضا التبريرين الرئيسيين الذين يسوقهما توبولانيك لاستمرار حكومته وهما أن هذه الحكومة إصلاحية ، وان إمكانيات الحل السياسي للازمة تعتبر محدودة بالنظر لكون تشيكيا ستترأس بعد نحو شهرين الاتحاد الأوربي .
واعتبر الرئيس كلاوس ما نفذته الحكومة بأنه مجرد خطوات صغيرة وان الأمر لا يمكن وصفه بالإصلاحات أما التبرير بالرئاسة التشيكية للاتحاد الأوربي فقد وصفه بأنه حجة مزيفة مؤكدا أن براغ ستنجح في تأدية دورها في هذا الأمر كما فعلت سلوفينيا كما شدد على أن الرئاسة الأوربية هي شأن اعتباري للدول الكبيرة في لاتحاد وليس للدول الصغيرة فيه .
واخذ على الحومة فظاظتها داعيا إلى تغيير أسلوبها وإعادة المضمون إلى السياسة التشيكية .
من جهته رفض رئيس الحكومة التعليق على انتقادات الرئيس كلاوس قائلا انه يرفض التعليق سلبيا على كلمات الرئيس الذي ساعده الحزب المني مرتين في الفوز بمنصب الرئاسة في تشيكيا .
واعتبر أن الخلاف القائم بينه وبين الرئيس كلاوس يعود إلى النظرة المختلفة حول الاتحاد الأوربي قائلا : بالنسبة لي فان الاستمرار في الاتحاد الأوربي هو هام إلى درجة أن أي ثمن تقدمه تشيكيا مقابل ذلك لن يكون ثمنا باهظا وان الأمر الرئيسي هو أن لا تعود تشيكيا إلى أحضان جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا وهذا الأمر هو الفارق بيني وبين الرئيس كلاوس .
ورفض توبولانيك تقديم استقالته من رئاسة الحكومة مبديا الاستعداد للتخلي فقط عن رئاسة الحزب شرط ظهور شخصية ما داخل الحزب ترغب في مواصله ما اسماه بالسياسة المفتوحة للحزب المدني وتمتلك تفويضا اكبر من التفويض الممنوح له وتدعم استمرار الائتلاف الحاكم مشيرا إلى انه لا يرى في محافظ براغ نائب رئيس الحزب المدني بافيل بيم هذه الشخصية ولهذا ففي حال ترشيحه لرئاسة الحزب خلال مؤتمر الحزب في كانون الأول يناير القادم فانه سيعمد إلى ترشيح نفسه لمواجهته .
التعليقات