مشروع تجاري مربح ينقل الحياة للمحاصرين:
هبوط إلى جحيم التهريب في غزة
أماني الشعلان - إيلاف:
القناة التي تقع تحت الحدود المصرية أصبحت خط حياة إقتصادي، كما أفاد لصحيفة الإندبندنت دونالد ماكينتاير. يجب أن تكون متفائلا، وأنت تزحف جنوبا على طول ممر شديد الرطوبة، بمتانة الخشب المحيط بك والذي يشكل دعامة تحمي طبقات الطين والرمال من الإنهيار على رأسك أثناء هبوطك، فمنظر القناة المخصصة للتهريب في غزة يستحث مشاعر مرض رهاب الإحتجاز أو الخوف من الأماكن المقفله الذي يشعر به الأشخاص الذين يعملون في مناجم الفحم فلقد قتل في هذه القناة ثلاثة من العاملين في اسبوع خلال الشهر الماضي.
ولكي تدخل إلى تلك القناة يجب أن تخفض نفسك عن طريق مصعد يدوي أو عن طريق تثبيت قدميك ويديك على الحواف الخشبية التي تحيط بك، وما أن تجتاز الممر الكئيب تحت وطأة الظروف الخانقة تعتريك الدهشة عندما ترى النور وقد سبقك إلى وجهك يرحب بك إلى العالم الخفي تحت الحدود مابين غزة وجمهورية مصر العربية.
يتوهج سلك الإنارة الممتد من مزود الطاقة الكهربائية المحلي في رفح وفي وسط التوهج ظهر لنا فليكس، شاب فلسطيني أسود يبلغ من العمر 27 سنة مليئا بالحيوية. كان يستخدم جهاز الأنتركوم الخاص به ليتحدث مع زميل له مصري يقف في الجهة الأخرى من القناة وعلى بعد كيلومترات، بجانبه محرك كهربائي يصدر طنينا يقوم بتشغيل السلك الكهربائي الذي يقوم بدوره بجذب موقد صغير تم تصنيعه في مصر إلى غزة ، وكان عدد المواقد التي وصلت هذا الصباح 200 موقد. في البداية تحدث فليكس quot;قضيت سنتان لدراسة الدبلوم في مجال الديكور الداخلي إلا أن هذا العمل يساعدني كثيرا على إعالة أبنائي الخمسةquot;.
ومن جهته قال قائد المجموعة أحمد quot;يدفع كل تاجر قام بشراء وحدة من هذه المواقد ما يقدر ب 40 دولار أميركي كبدل أو تعويض عن المخاطرة التي يحملها العاملون في مهمة نقل الأدوات والمواقد quot;وأضافquot; يبيع التجار هذه المواقد بما يقارب 100 دولار اميركي في غزة، وليس هذا فحسب فجميع ما يحتاجه اهالي غزة يأتي عبر هذه القناةquot;.
هناك الكثير من البضائع من الوقود والديزل والملابس وحتى الشوكولا ورقائق البطاطس والدخان إلى الماشية والدرجات المصنعة في الصين يتم نقلها عبر هذه القنوات التي تستخدم ايضا في اسعاف المرضى والمصابين بواسطة ناقلة بعد تخديرهم كي لا يصابوا بالذعر اثناء نقلهم إلى مصر للعلاج في المستشفيات.
إنه لتعبير ساخر ومزعج لشبكة القنوات التي وصفها تقرير نشر هذا الشهر بأنها (خط حياة) و(نتيجة مباشرة) لإضعاف الحصار الذي تعاني منه حماس فجميع الإمدادت المالية في الواقع توضع في خزانة الحزب الإسلامي.
جدار يبلغ طوله نحو مئات الأمتار هذا ما بقي منه جراء الإنفجار الذي تعرض له بواسطة حماس الأسبوع الماضي، قام أشرف كريم وعايد ،اللذان يبلغان من العمر 35 عاما ،على حفر قناة جديدة أكثر عمقا مدعمة بالإسمنت والحجر، ومثل غيرها من القنوات يتم حمايتها من الظروف الجوية المتقلبة بواسطة خيمة كبيرة ولقد دفع كريم وعايد لحماس التي تديرها بلدية رفح مايقارب 1،665 جنيه استرليني للحصول على تصريح حفر قناتهما تحت إجراءات جديدة.
وعن كيفية تحديد النهاية التي تؤدي إليها القنوات قال كريم وعايد quot;نستخدم برنامج القوقل ايرث لتحديد موقع القناة ،يجب أن نحدد مواقع الأماكن المخفية والمنازل المتهالكة في الصحراء أو ما شابه ذلك وبواسطة الإتصال المباشر مع العاملين من الجنسية المصرية وسيدفع مقابل كبير الشخص الذي يتم القبض عليه من قبل السلطات المصرية فهي تعتبر مجازفة كبيرة quot;وأضافاquot;نستخدم قطبا طويلا يمكن أن يكون بارزا من على سطح الأرض يمكن أن نرسل منه اشارات أو نستقبلها تساعدنا على ارسال اشارات لوجهتنا ومن ثم يخبرنا بالمكان الصحيح أو تحرك يمينا أو يسارا أو انطلق لمسافة 50 مترquot;.
ومن جهته قال رئيس بلدية رفح عيسى النشار quot;لقد تم وضع اجراءات وقواعد القناة الجديدة بواسطة حكومة حماس ،هناك مايقارب النصف من أصل 400 قناة هنا تقوم بتوظيف ما يقارب 6000 عامل وقام المسؤولون في حكومة حماس بمعاينة القنوات الشهر الماضي وأنشئت اتفاقية تنص على مطالبة المالك للقناة على دفع تعويض للمصابين والجرحى من العمال العاملين في هذه القنوات.
وتعتبر القنوات اليوم مشروعا تجاريا مربحا. هذا ما أكده كرم الذي اعتاد على العمل كعامل بناء في اسرائيل quot;بلغت تكلفة القناة 70 ألف دولار أميركي ولكي أوفر المبلغ قمت ببيع سيارتي وجميع ما تملكه زوجتي وآمل أن اجني ما يقارب 10،000-50،000 دولار شهريا في العمل في القناة لمدة يوم كامل بالتناوب يوميا وأقوم بتوظيف 20 عاملا اخرين مع دفع اجورهم quot;ومن جهته قال أحمد والذي يعمل مشرفا على إحدى القنواتquot;تشترى وتباع القنوات التي تعمل منذ فترة زمنية بما يقارب 150ألف دولار أميركيquot;.